من الضروري أن تعرف الأم أن الطفل يبدأ، وبعد عمر الثانية، أولى خطواته في الانفصال التدريجي الطبيعي عن الأم؛ لأن الأطفال عادة يبدأون في تكوين عادات الاعتماد على أنفسهم، خاصة عند تناول الطعام، ودخول الحمام بمفردهم، ويصبح الطفل قادراً على تعلم النظام والترتيب، وتقليل مظاهر الفوضى التي كان يتبعها قبل هذا العمر، حيث إنه يكتشف تدريجياً أن النظام في كل شؤون حياته هو الأساس لنجاح الإنسان. بناء على درجة نجاح الأم في تعليم الطفل النظام، فيجب أن يبدأ اهتمامها بإعداد روتين صباحي يومي لطفلها؛ نظراً لأهمية وفوائد هذا الروتين في هذا الوقت في حياة الطفل، ولذلك فقد حرصت "سيدتي وطفلك" على أن تلتقي، وفي حديث خاص بها، باستشاري التربية الأسرية الدكتور باسم عيسى، حيث أشار إلى 7 خطوات رئيسية لإعداد روتين صباحي يومي منظم وهادف لطفلك، وكذلك فوائد هذا الروتين، وخطوات مسبقة للتحضير لهذا الروتين ليلاً؛ مثل تجهيز "اللانش بوكس"، وغيرها من الخطوات، في الآتي: أهمية الروتين الصباحي في حياة الطفل اعلمي أن الروتين الصباحي مهم للطفل، إذ من الضروري أن يكون له روتين يومي، يستمر منذ لحظة استيقاظه من النوم، ويستمر حتى خلوده إليه آخر النهار، ولذلك فالروتين الصباحي له فوائد خاصة، ويمكن أن تطلق عليه الأم مسمى "فقرة الصباح"، من أهمها أن اعتياد الطفل على الروتين يقلل من عناده وصراخه خلال النهار، فسوف تلاحظين أن طفلك قد تخلى عن عادة الرفض بالتدريج، فحين يلتزم بخطوات روتين الصباح؛ سوف يلتزم بروتين ساعات الظهر، فالقيلولة، ثم روتين المساء؛ الذي من الممكن أن يكون منوعاً، وبالتالي سوف تقل عدد المرات التي تسمعين بها كلمة "لا" من طفلك. لاحظي أن تعويد الطفل على الروتين الصباحي يسهم بدور كبير في بناء الاستقلالية عند الطفل، وتعزيز ثقته بنفسه في نفس الوقت؛ لأن الطفل يبدأ في التعود بأن يمارس خطوات منذ بداية يومه، يشعر فيها أنكِ تثقين به حين يقوم ببعض الأعمال التي تعد مهامَّ شخصية بمفرده؛ مثل أن يغسل أسنانه، ويغلق أنبوب معجون الأسنان بإحكام، وهكذا. اعلمي أن الروتين الصباحي المنظم بالنسبة للطفل يعمل على زيادة قدرة الطفل على التركيز، ويرفع من مستوى استعداده للتعلم، حيث إن الروتين المنظم عموماً ينشط الدماغ، ويرفع لديه درجة الجاهزية والاستعداد لاستقبال معلومات جديدة، وذلك يشبه طريقة تسخين محرك السيارة في يوم بارد. خطوات الروتين الصباحي 1- الحرص على الاستيقاظ الهادئ للطفل اهتمي بأن توقظي طفلك بهدوء ومن دون صراخ أو عصبية، واحرصي على أن يكون أسلوبك غير آمر؛ أي ابتعدي عن نبرة الأوامر، واجعلي صوتك حنوناً ومشجعاً أثناء إيقاظه؛ ليستعد للذهاب إلى المدرسة. واعلمي أن هناك عشر دقائق يومية ينبغي أن تخصصيها لفقرة إيقاظ الطفل والحديث معه بهدوء ومحبة قبل أن ينهض من فراشه، فهذه الدقائق تعد فارقة في تحديد شكل يومه كله. 2- شرب كوب ماء على الريق قدمي لطفلك كوباً صغيراً من الماء الصافي بمجرد أن يفتح عينيه، وقبل أن ينهض من فراشه، فهذه الخطوة تعد نصيحة طبية يقدمها الأطباء للكبار والصغار، ولكن من دون زيادة كمية الماء. ويفيد شرب الماء على الريق في إيقاظ الطفل جيداً، وتخليصه من أعراض النعاس، إضافة إلى تنشيط دماغه بشكل خاص. 3- غسل الوجه والأسنان طفل يغسل أسنانه عوّدي طفلك على تنظيف أسنانه يومياً مرتين، أو بعد كل وجبة، ولكن من المهم أن تكون المرة الأولى بعد استيقاظ الطفل من النوم، وأن تكون خطوة تنظيف الأسنان هي الخطوة المرتبطة بغسل الوجه صباحاً بالماء والصابون، ويمكن أن يشجع الأب طفله الذكر على ذلك، وتفعلين ذلك مع ابنتك؛ لأن الطفل يتعلم بالتقليد، وليس عن طريق الوعظ والأوامر. 4- اختيار الملابس لاحظي أن فقرة اختيار الملابس هي فقرة مهمة، ولكن يجب ألا تطول، فحين تجهزين طفلك لكي يخلع ملابس النوم ويرتدي ملابس البيت أو الخروج، فضعي أمامه خيارين فقط لتقليل الفوضى، ولكي يكون الخياران مناسبين ومختصرين للوقت الذي تحتاجين فيه لإقناع الطفل بأحدهما، ويجب إغلاق خزانة ملابس الطفل؛ لكي لا يطالب بخيارات أخرى. أما بالنسبة للمدرسة، فيجب أن يكون الزي المدرسي كاملاً مع خيار ارتداء قطعة قابلة للتغيير؛ مثل لون الجوارب أو لون المعطف مثلاً. 5- تناول وجبة الإفطار الجماعية كل صباح اهتمي، ومنذ بداية تكوين حياتك الأسرية، بأن يكون هناك موعد ثابت لتناول وجبات الطعام، ومن المهم أن يتواجد الأب بين أطفاله إلى مائدة الطعام بشكل يومي، وخصوصاً في وجبة الإفطار، حيث إن وجود الأب بينهم يسهم في تحسين شهية الطفل، إضافة إلى أن جلوس الأب وتناوله الطعام مع الأطفال حول مائدة واحدة؛ يعزز ويقوي من الروابط الأسرية، ويصبح وقت الطعام بمثابة وقت جميل؛ يتبادل فيه أفراد الأسرة المشاعر، ويتحدثون عن الإنجازات والنجاحات، مما يجعل الطفل ينتظر هذا الوقت بكل لهفة. ابحثي عن أسباب مشكلة قد تواجهك؛ وهي لماذا يرفض الطفل الجلوس إلى مائدة الطعام مع العائلة؟ لأن مثل هذا التصرف مشكلة كبيرة، ومن المهم أن يجلس الطفل إلى مائدة الفطور خصوصاً؛ لكي لا يتحول يومه إلى فوضى، ويجب أن تعدّي وجبة مشبعة، وفي الوقت نفسه صحية ومشجعة لطفلك؛ لكي لا يرفض تناولها، مثل أن تعدي الحليب بالشوفان، وكذلك بيضة مسلوقة، وابتعدي عن تقديم أي نوع من السكريات؛ لأنها تفقده نشاطه وطاقته. 6- دقائق لتمارين التنفس اعلمي أن هناك فقرة تهملها معظم الأمهات قبل الخروج من باب البيت؛ وهي فقرة تمارين التنفس، ويجب أن تعوّد الأم طفلها مبكراً عليها، حيث إنه من الضروري تدريب الطفل على القيام بالتنفس بعمق لمدة أربع مرات "أربع عدات"، بحيث تكون هذه المرات غير متلاحقة، مما يسهم بشكل كبير في تجهيز وتحفيز الطفل لبداية يومه، وأن يكون هادئاً ومسيطراً على أعصابه خلال النهار. 7- احتضان الطفل قبل الخروج من المنزل احتضان الطفل لاحظي أن احتضان الطفل قبل خروجه من المنزل والتربيت على صدره ومسح شعره بلطف وحنان؛ يُشعر الطفل بالاستقرار الأسري، مما يزيد من شعوره بالسعادة والفرح والطمأنينة والأمان. وشعور الأمان من أهم المشاعر التي تؤثر على حياة الطفل عموماً، وعلى عكس الأطفال المعنفين مثلاً، والذين لا يحصلون على مثل هذه المشاعر من الأم والأب، فيكون لديهم شعورٌ من التعاسة والخوف، والترقب المستمر لوقوع الأذى، ويبدأ لديهم الشعور بالوحشة والخوف من المجتمع، ويتحولون إلى أطفال مذعورين ببشرة باهتة، حيث تنعكس الحالة النفسية للطفل على وجهه ومظهره، فالطفل السعيد الفرح يكون وجهه مشرقاً ومشعاً بالأمل، ولديه عينان لامعتان براقتان، وشعر لامع وقوي وصحي. ما هي الخطوات الليلية من أجل نجاح روتين الصباح لطفلك؟ تجهيز حقيبة المدرسة 1- إعداد حقيبة المدرسة واللانش بوكس وهذه خطوة مهمة سوف تختصر الكثير من الوقت، ويجب أن يساعدك الطفل في تجهيز حقيبته حسب جدول الدروس، أما تجهيز اللانش بوكس؛ فيجب أن تسأليه عما يحب أن يحمله معه إلى المدرسة، وان تحفظيه في المبرد حتى صباح اليوم التالي. 2- تجهيز ملابس المدرسة لاحظي أن تجهيز ملابس المدرسة سيقلل البكاء والدموع؛ بسبب خوف الطفل من التأخر على موعد جرس المدرسة، حيث إنه من الضروري أن تجهزي طقمين متشابهين، تحسباً لأي طارئ، مثل انسكاب الحليب على الملابس في آخر دقيقة قبل الخروج من المنزل. 3- منع الشاشات قبل النوم خصوصاً امنعي الشاشات وارفعيها عن متناول يد طفلك، وبكل أنواعها، لكي ينعم طفلك بنوم صحي وهادئ ومتواصل، حيث إن فوائد النوم الليلي بهذه المواصفات تنعكس على صحة وسلوك ونفسية الطفل في اليوم التالي. قد يهمك أيضاً معرفة: كيف تحققين التوازن بين التفوق الدراسي والصحة العاطفية لطفلك؟