كتب خالد إبراهيم الثلاثاء، 02 ديسمبر 2025 04:00 م وجد باحثون أن قرود المكاك تستطيع النقر على إيقاع موسيقى ثابت، وهو ما يقلب الافتراض الشائع بأن الحيوانات التى تتعلم الأصوات فقط هى القادرة على إيجاد إيقاع محدد والتحرك معه، وأكد فريق البحث أن القدرة على مزامنة الحركة مع الإيقاع، أو ما يعرف بالتزامن، نادرة للغاية فى مملكة الحيوان بعكس البشر، وتعد هذه المهارة من القدرات التى تتطور مبكرا وتتطلب إدراكا معقدا للأنماط وتنبؤا مسبقا بها وتنسيقا حركيا دقيقا. دراسات جديدة عن القرود استجابة القرود لأغنية جديدة كشف الباحثون أن هذا السلوك ظهر حتى عندما عُرضت على القرود أغنية لم تسمعها من قبل، وحتى فى الحالات التى لم تعد تحصل فيها على مكافأة عند النقر على الإيقاع، وتشير النتائج إلى أنه رغم أن القرود لا تختبر الموسيقى بعمق كما يفعل البشر وتحتاج إلى تدريب طويل، إلا أن إدراك الإيقاع قد يمتد عبر سلسلة تطورية أوسع مما كان يعتقد سابقا، وأنه لا يقتصر على الأنواع القادرة على تعلم الأصوات. جذور الإيقاع فى التطور العصبى ووفقا لموقع interesting engineering، يشير الاكتشاف إلى أن جذور الإيقاع قد تكون أعمق بكثير فى ماضينا التطورى، فخارج البشر، فإن القدرة على مزامنة الحركة مع الإيقاع نادرة بشكل واضح ولم تُلاحظ سوى فى بعض الطيور وعدد محدود من الأنواع الأخرى، ما يترك فجوة فى فهم الأساس التطورى والعصبى لهذه الظاهرة، وتقوم إحدى النظريات البارزة، وهى فرضية التعلم الصوتى، على أن المزامنة تعتمد على دوائر دماغية متقدمة تربط السمع بالحركة بشكل مباشر، وقد تطورت لدعم تعلم الأصوات. نتائج الدراسة المنشورة فى مجلة ساينس قام فانى راجيندران وزملاؤه بدراسة ما إذا كانت قرود المكاك المدربة على مزامنة نقراتها مع إيقاع المسرع قادرة على تطبيق هذه القدرة على الموسيقى الحقيقية بكل ما تحمله من تعقيد صوتى، وأظهرت الدراسة أن التحرك على الإيقاع، أو ما يشبه الرقص، هو سمة بشرية أساسية، وأن الأنواع الأخرى التى ظهرت لديها هذه القدرة قليلة جدا، وكلها تتعلم الأصوات، وكشفت الدراسة المنشورة فى مجلة "ساينس" أن مزامنة الحركة مع الموسيقى سمة بارزة فى الثقافة البشرية، إلا أن أصولها التطورية والعصبية لا تزال غير واضحة، وتحتاج هذه القدرة إلى استخراج إيقاع ثابت من الأصوات المتصلة وتوقع الإيقاعات المقبلة وتوقيت الحركات بما يتماشى مع هذا التوقع، وأظهرت النتائج أن قرود المكاك قادرة على المزامنة مع إيقاع ذاتى فى الموسيقى الحقيقية، بل وبشكل تلقائى عبر استراتيجيات مختلفة، وهو ما يتعارض مع فرضية تعلم الصوت التى تربط هذه القدرة فقط بالأنواع ذات الأصوات المكتسبة.