بمشاركة ومشاهدة آلاف الحضور من مختلف أنحاء العالم، انطلقت اليوم (الأربعاء) فعاليات قمة «بريدج 2025» في افتتاح رسمي رسّخ مستوى غير مسبوق من التنسيق والتكامل بين الدول والمؤسسات وصنّاع المحتوى في قطاعات الإعلام والترفيه وصناعة المحتوى. ومع اجتماع الدبلوماسيين والوزراء والوفود الدولية وقادة القطاع في أبوظبي، أكدت القمة مكانة الإمارت، ودورها مركزاً ومنصة عالمية جامعة للابتكار وتلاقي الأفكار والمواهب.
رسم حفل الافتتاح ملامح توجهات القمة التي تمتد على مدار ثلاثة أيام، بوصفها ساحة دولية موحّدة تلتقي فيها الدول والمبدعون والمبتكرون والمؤسسات لإعادة صياغة مستقبل الإعلام، وتوسيع آفاق التعاون العابر للقطاعات، وبناء منظومة عالمية أكثر ثقة وترابطاً واستشرافاً للمستقبل.
رسالة إلى العالم
وأكد عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس «بريدج»، أن القمة تقدم امتداداً حياً لروح دولة الإمارات المنفتحة على العالم وتجعل التقارب بين الشعوب هُوية، والتواصل رسالة، ومدّ الجسور بين الحضارات مسؤولية، من منطلق إيمانها بأن العالم لا يحتاج إلى المزيد من الجدران العازلة، بل إلى مزيد من النوافذ المشرعة والأبواب المفتوحة.
وقال: نسعى عبر «بريدج»، إلى تأسيس مرحلة جديدة من دور الإعلام في المستقبل، فخلال العقود المقبلة، سنرى الذكاء الاصطناعي يخلق عوالم موازية يتفاعل معها الإنسان، لكننا في دولة الإمارات نؤمن بأن التقنية مهما بلغت من تطور، لا يمكن أن تحل محل القيمة الإنسانية التي تشكل جوهر الإعلام الحقيقي، فالقيم تمنح الكلمة معناها، والصدقية تمنح الخبر وزنه، والمسؤولية تمنح الإعلام شرعيته أمام الناس، ومن دون هذه القيم، سيصبح الإعلام صدى للفوضى بدلاً من أن يكون صوتاً للوعي.
الريادة مسؤولية
وأضاف: قمة بريدج منصة متجددة تسعى لتأسيس حوارٍ عالمي حول مستقبل الإعلام ومسؤولياته الأخلاقية والمجتمعية، ونحن نؤمن بأن الإعلام هو من يحافظ على أعلى قدر من الصدقية، فالإعلام المؤثر ليس ما يُحدث ضجيجاً، بل ما يترك أثراً نبيلاً في العقول والقلوب. وقال «تعلمنا من قيادتنا الرشيدة، أن الريادة مسؤولية، وليست امتيازاً، والمستقبل لا يُنتظر، بل يُبنى، والنجاح الحقيقي لا يُقاس بالسبق، بل بالأثر، ومن هذا المنطلق، نؤمن بأن صناعة الإعلام القادمة يجب أن تقوم على ثلاث ركائز: الأولى الإعلام الموثوق، الذي يضع الحقيقة فوق أي حسابات، ويمنح الإنسان حق المعرفة من دون تلاعب أو تحريف. والثانية الإعلام المبتكر، الذي يوظف التقنيات الحديثة، من الذكاء الاصطناعي إلى التحليل البياني، ليخدم الوعي لا التلاعب به. والثالثة الإعلام الإنساني الذي يرى العالم من زاوية الرحمة والتفاهم، ويحتفي بالاختلاف قيمةً، لا تهديداً.
خطوة جديدة
واختتم تصريحه بتأكيد أن القمة خطوة جديدة في مسار طويل تبنيه دولة الإمارات لإعلاء قيمة الحوار، وتمكين الإعلام من أداء دوره في توثيق الروابط بين البشر. معرباً عن ثقته بأن ما سينبثق عن القمة من رؤى وشراكات سيُسهم في إرساء مستقبل إعلامي أكثر تعاوناً: لأن الجسور التي تُشاد اليوم ستمنح الأجيال المقبلة مستقبلاً أرحب.
وكان عبدالله آل حامد، افتتح القمة برسالة وجهها للعالم أجمع بسبع لغات، في دلالة رمزية على رسالتها القائمة على ربط الشعوب والحضارات بالحوار والتقنية والغاية المشتركة، وقال في رسالته «دعونا نصنع المستقبل الذي نطمح إليه، حيث تكون القصص التي نرويها جسوراً تقربنا، لا حواجز تفرقنا. شكراً لانضمامكم إلينا، ومرحباً بكم مجدداً في قمة بريدج».
ورحب الدكتور جمال الكعبي، نائب رئيس «بريدج»، بضيوف القمة، قائلاً: «قبل الافتتاح بيوم واحد، تحدثت أرقام تطبيق BRIDGE عن نفسها: 14,618 رسالة متبادلة، و425 ألف عملية بحث، ونحو مليوني تفاعل، و7 آلاف عملية تواصل، و871 اجتماعاً محجوزاً مسبقاً. في لغة التقنية، يُطلق على هذه الأرقام: التوافق بين المنتج والسوق، وكما يحب فريق «بريدج» أن يقول: انطلقنا قبل افتتاح القمة فعلياً. واليوم، نبدأ بجمهور متصل مسبقاً، يتعلم ويتحرك، لكن الاتصال وحده لا يكفي، فالثقة وحدها تحافظ عليه، وتمنحه المعنى، وهذه الثقة تنمو بالقصص التي تحرك العالم».
قصص ملهمة
وقال الكعبي «قبل ثمانية أشهر، كانت «بريدج» فكرة وُلدت من سؤال جوهري: لماذا لا يزال قادة التحولات الجذرية التي تعيد تشكيل الإعلام والتكنولوجيا والثقافة عالمياً يعملون في عزلة؟ ومن هنا وُلدت فكرة إنشاء مساحة واحدة يلتقي فيها المبدعون والمبتكرون والقادة قوةً عالميةً موحدةً، لا قطاعاتٍ منفصلةً».
صناعة التغيير
وأضاف: «قمة (بريدج) لم تنطلق من خطة جامدة، بل من إيمان، والإيمان هو ما يصنع التغيير الحقيقي. في عام 1963، وقف الدكتور مارتن لوثر كينغ، أمام العالم وقال: لديّ حلم. لم يقل: لديّ استراتيجية، أو خريطة طريق، بل حلم. لأن الإنجازات البشرية الكبرى تبدأ بإيمان، أما الخطط فتأتي لاحقاً. ولهذا نحن هنا اليوم».
واختتم الكعبي: «الإعلام والمحتوى والترفيه لم تعد مجرد صناعات اقتصادية، بل أصبحت قوى مؤثرة في بناء الثقة وتحفيز النمو وتعزيز الوحدة الإنسانية. ومع هذا، لطالما افتقدت هذه القطاعات موطناً جامعاً إلى أن جاءت «بريدج».
وفي هذه القمة، التغيير الجذري ليس هدفاً بحد ذاته، وإنما هو الأداة. وعندما يتوافق التغيير مع الهدف، يتحول إلى تقدم ملموس».
وقال ريتشارد آتياس «كانت لدينا قناعة عفوية لكنها قوية: المجتمع الإعلامي العالمي لا يملك موطناً حقيقياً، ولا مساحة للتفكير الإبداعي والتواصل، وتصور المستقبل، وبناء الشراكات أو لفهم ما يحدث فعلاً في عالمنا. واليوم، تتحول تلك الفكرة إلى واقع. إذ لم تعد قمة «بريدج» مجرد تصور، بل أصبحت تحالفاً وبيئة متكاملة وُلدت من الحاجة، وتغذّت بالإبداع، وارتقت بحضوركم».
وأضاف «بُنيت القمة بشغف وعطاء ومحبة على يد ألف شخص من دولة الإمارات، إنها هدية من أبوظبي إلى العالم، لتكون المنصة الإعلامية الأولى عالمياً، لأن العالم يحتاج إليها، إذ نسهم بالقمة في بناء مستقبل مستدام. مرحباً بكم في «بريدج» حيث يجد الإعلام العالم لأول مرة موطناً وصوتاً ومستقبلاً».
عروض مرئية
شهد حفل الافتتاح عرض فيلم قصير استعرض تطور مسيرة التواصل الإنساني منذ الإشارات البدائية ورسوم الكهوف، مروراً بولادة اللغة والكتابة في حضارات وادي الرافدين، ومكتبة الإسكندرية، والطباعة، والسينما، والإذاعة، والتلفزيون، وصولاً إلى اللحظة المفصلية عام 1969 حين انتقلت أول رسالة بين حاسوبين وغيّرت مسار العالم. كما تناول تحديات العصر الرقمي وصعود الإمبراطوريات الافتراضية وانتشار المعلومات المضللة وتسارع تطور الذكاء الاصطناعي.
وأضاءت تومي ماكغابو، عريفة الحفل، على توسع مشهد المحتوى، إذ تضاهي صناعة الألعاب السينما والتلفزيون مجتمعين. كما يستخدم 67% من صانعي المحتوى الذكاء الاصطناعي. وأشارت إلى ارتفاع الشراكات العابرة للحدود بنسبة 340% خلال 3 سنوات فقط.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
