مرصد مينا أعلنت وزارة الداخلية التركية عن توقيف 153 شخصاً من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، في إطار سلسلة عمليات أمنية موسعة نفذتها قوات الدرك خلال الأسبوعين الماضيين، وشملت 28 ولاية تركية. وقال وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، في بيان رسمي نشره عبر حسابه على منصة “إكس”، اليوم الجمعة، إن قوات الأمن تمكنت من توقيف هؤلاء الأشخاص بعد التأكد من انتمائهم أو ارتباطهم بالتنظيم الإرهابي. وأوضح أن التحقيقات أظهرت أن الموقوفين شاركوا في تمويل التنظيم عبر ما وصفها بـ”منظمات إغاثية وهمية”، إلى جانب قيامهم بأنشطة دعائية لصالح “داعش” على منصات التواصل الاجتماعي. وأضاف الوزير أن العمليات الأمنية غطت كافة مناطق تركيا من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، مشدداً على أن الحرب ضد الإرهاب لا تقتصر فقط على العمل الأمني في الميدان، بل تقوم على استراتيجية متكاملة تعتمد على تنسيق بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، إلى جانب الجهود المتعلقة بالاتصالات والتعاون الدولي، لملاحقة التنظيم وشل حركته بشكل كامل. ونشر يرلي كايا مقطع فيديو يوثق لحظات اقتياد عناصر التنظيم الموقوفين إلى مديريات الدرك في الولايات التي استهدفتها الحملة الأمنية الأخيرة. وأشار الوزير إلى أن تهديد “داعش” لا يزال مستمراً في سوريا، حيث ينشط التنظيم على طول الحدود التركية الممتدة لمسافة تتجاوز 900 كيلومتر مع الأراضي السورية. ولفت إلى أن التنظيم تبنى خلال مايو الماضي هجوماً ضد القوات الحكومية السورية الجديدة في جنوب البلاد، ما دفع أنقرة إلى تكثيف تنسيقها الأمني مع دول الجوار، في محاولة لمحاصرة بقايا التنظيم ومنع محاولاته لإعادة تشكيل خلاياه في سوريا. وكانت العاصمة الأردنية عمّان استضافت في التاسع من مارس الماضي اجتماعاً ضم وزراء خارجية ودفاع ورؤساء أجهزة المخابرات في كل من تركيا والأردن والعراق وسوريا ولبنان، لمناقشة سبل التنسيق المشترك لمكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم “داعش”. وأعقب ذلك اجتماع ثلاثي استضافته العاصمة التركية أنقرة في 12 مايو الماضي، وضم وزراء خارجية تركيا هاكان فيدان، والأردن أيمن الصفدي، وسوريا أسعد الشيباني. وأفضى هذا الاجتماع إلى الاتفاق على تأسيس مركز تنسيق ثلاثي مقره دمشق، بهدف تسهيل التعاون بين الدول الثلاث في ملاحقة خلايا التنظيم وتجفيف مصادر تمويله، ومواجهة التهديدات التي تشكلها كافة التنظيمات المتطرفة في المنطقة. وأشارت وزارة الداخلية التركية إلى أن أجهزة الأمن كثّفت مؤخراً عملياتها ضد الكوادر المسؤولة عن تمويل ودعاية التنظيم داخل البلاد، حيث تم خلال الأشهر الماضية ضبط العديد من المسؤولين عن التسليح والتجنيد، بالإضافة إلى اعتقال مئات العناصر التي تنشط في العراق وسوريا، ويُعتقد أنها كانت تعمل في مهام تتعلق بتمويل التنظيم داخل الأراضي التركية. يُذكر أن تركيا أدرجت تنظيم “داعش” ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في عام 2013. ومنذ ذلك الحين، تبنّى التنظيم أو نُسبت إليه سلسلة هجمات إرهابية دامية داخل تركيا، خاصة بين عامي 2015 و2017، أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة المئات. وكان آخر الهجمات الكبرى التي شهدتها البلاد هجوم ملهى “رينا” الليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة 2017، والذي نفذه عبد القادر مشاريبوف، المعروف بلقب “أبو محمد الخراساني”، وأسفر عن مقتل 39 شخصاً. وفي أعقاب ذلك الهجوم، كثفت تركيا عملياتها الأمنية ضد خلايا التنظيم، وتمكنت من اعتقال الآلاف من عناصره، فضلاً عن ترحيل المئات منهم إلى بلدانهم الأصلية ومنع آلاف آخرين من دخول الأراضي التركية.