مرصد مينا

بدأت السلطات الليبية في شرق البلاد تنفيذ حملات لترحيل اللاجئين السودانيين، وسط ضغوط أمنية وصحية واقتصادية متزايدة، على الرغم من المخاطر الكبيرة التي قد تواجه هؤلاء اللاجئين عند عودتهم إلى وطنهم الذي يشهد تدهوراً حاداً في الأوضاع الأمنية والاقتصادية نتيجة استمرار النزاع المسلح.

وفي بيان صادر عن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية يوم السبت (19 يوليو 2025)، أعلن عن ترحيل 700 لاجئ سوداني كانوا قد تم ضبطهم في مناطق جنوب شرق ليبيا والمنطقة الوسطى.

وأوضح البيان أن هؤلاء المهاجرين شملوا حالات مصابة بأمراض خطيرة ومعدية مثل التهاب الكبد وفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، بالإضافة إلى أشخاص تم ضبطهم في حالات هجرة غير قانونية وتهريب، إلى جانب آخرين صدرت بحقهم أحكام قضائية، فضلاً عن بعض الأفراد المبعدين لأسباب أمنية.

يأتي ذلك عقب حملة سابقة قبل أسبوعين نفذها فرع الهجرة في مدينة الكفرة، حيث تم ترحيل 172 لاجئاً سودانياً، ضمن جهود مكثفة لمكافحة الهجرة غير النظامية، نظراً لوجود حالات إصابة بأمراض معدية وأشخاص يحملون قيودًا أمنية.

مع ذلك، تثير هذه الإجراءات قلقاً واسعاً إزاء سلامة اللاجئين السودانيين الذين قد يواجهون مخاطر عدة أثناء رحلتهم إلى وطنهم، لا سيما في ظل النزاع الداخلي المستمر في السودان منذ أبريل عام 2023، والذي تسبب في انهيار الخدمات العامة وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل حاد.

ويشهد جنوب ليبيا ازدحاماً كبيراً للاجئين السودانيين الهاربين من الحرب، حيث يواجه هؤلاء أوضاعاً إنسانية صعبة بسبب نقص الخدمات الأساسية والموارد، رغم جهود السلطات المحلية وبعض المنظمات الإنسانية في تقديم مساعدات إغاثية للمحافظة على حد أدنى من الحياة الكريمة لهؤلاء اللاجئين.