أثارت تصريحات صادرة عن الدكتور وليد الديب نقيب أطباء الأسنان بالإسكندرية، موجة من الجدل، وذلك بعد أن وجّه تحذيرًا إلى طلاب الثانوية العامة من الالتحاق بكليات طب الأسنان، معتبرًا أن واقع الخريجين الجدد يتسم بانعدام التكليف والتدريب وفرص العمل داخل مصر وخارجها، في ظل ما وصفه بتشبع سوق المهنة وتوسع القبول بالجامعات المختلفة. ودفعت تلك التصريحات لجنة قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات إلى إصدار بيان رسمي وطلب فتح تحقيق مع النقيب، وسط تضامن معلن من مجلس وأعضاء نقابة أطباء الإسكندرية من الدكتور وليد الديب. بيان أثار الجدل.. دعوة للتأني قبل اختيار التخصص بدأت الأزمة في أعقاب بيان رسمي أصدره نقيب أطباء الأسنان بالإسكندرية في منتصف يوليو الجاري، دعا فيه طلاب الثانوية العامة إلى مراجعة مقر النقابة قبل اتخاذ قرار التقدم لكليات طب الأسنان، سواء في الجامعات الخاصة والأهلية والأفرع الدولية. وجاء البيان التحذيري تحت عنوان:”بيان هام جدًا إلى طلاب الثانوية العامة (علمي – علوم) سنة 2025″، ونصه كما يلي: “على من يرغب في التقدم لكليات طب الأسنان، سواء جامعات (خاصة – أهلية – أفرع أجنبية)، ضرورة مراجعة نقابة أطباء الأسنان بالإسكندرية للاستفسار وتوضيح أمور كثيرة متعلقة بهذا الشأن، وحفاظًا على مستقبلكم؛ وستوالى نقابة أطباء الأسنان بالإسكندرية بياناتها في هذا الشأن.”. ونشر الدكتور وليد الديب منشورًا عبر حسابه الشخصي، قال فيه: بلاش تختار كلية طب أسنان، لو مُصرّ يبقى ادرس طب بشري… اللهم بلغت، اللهم فاشهد.” رد رسمي: لجنة القطاع تحذر وتطلب الإحالة للتحقيق اعتبرت لجنة قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات أن التصريحات أثارت “لغطًا وبلبلة في صفوف الأسر المصرية”، خاصة أنها جاءت في توقيت حرج يتزامن مع امتحانات الثانوية العامة، مما قد يؤثر على استقرار القرار الأكاديمي للطلاب. وجاء في بيان اللجنة: “كان لزامًا على لجنة قطاع طب الأسنان أن تقف بالمرصاد لكل من يريد أن يتجاوز أو يتغوّل على الدولة المصرية أو على مستقبل أولادنا الراغبين في الالتحاق بكليات طب الأسنان.” وأضافت اللجنة أنها تعمل بالتنسيق الكامل مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للحفاظ على صورة المؤسسات التعليمية، معلنة طلب إحالة الدكتور وليد الديب إلى التحقيق النقابي عبر خطاب رسمي موجه للنقابة العامة. موقف النقيب: اندهاش وتوضيح للغرض الحقيقي من البيان في أول رد رسمي له بعد قرار لجنة قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات بإحالته إلى التحقيق، عبّر الدكتور وليد الديب، نقيب أطباء الأسنان بالإسكندرية، عن اندهاشه من تجاهل مضمون الأزمة الحقيقية التي حاول تسليط الضوء عليها من خلال بيانه التحذيري للطلاب، مؤكدًا أن هدفه لم يكن الإساءة أو النيل من المؤسسات التعليمية بمختلف صورها، بل الحرص على توعية الطلاب بالواقع المهني الفعلي للمهنة. وأوضح الديب في تصريحات خاصة لمصراوي، أن البيان الصادر عنه لم يكن موجهًا للتقليل من شأن كليات طب الأسنان الحكومية أو الأهلية أو الخاصة، بل جاء من منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه شريحة طلابية على مشارف تحديد مستقبلها الجامعي، وأنه أراد من خلال هذا البيان أن يتمتع الطالب وأسرته بقدر كافٍ من الدراية والوعي بما ينتظر الخريج بعد التخرج، من حيث فرص التدريب، والتكليف، والتوظيف، والتخصص، وحتى القدرة على السفر أو استكمال الدراسات العليا. وأضاف أن ما قاله لا يعد أكثر من عرض واقعي لمشكلات مزمنة يعاني منها القطاع، موضحًا أنه سبق وأن طرح التحذير نفسه منذ أكثر من عامين في مناسبات نقابية مختلفة، غير أن أحدًا لم يتحرك لتدارك الوضع حتى الآن. وأكد الديب أنه كان يتوقع دعوته إلى لقاء رسمي مع أعضاء لجنة القطاع لمناقشة مقترحاته لتطوير المهنة والارتقاء بمستوى الخريجين، معتبراً أن قرار التحقيق جاء بصورة مفاجئة وغير منسجمة مع طبيعة العمل النقابي. كما عبّر عن امتنانه العميق لموجة التضامن التي تلقاها من أطباء الأسنان في مختلف المحافظات، مشيدًا بما وصفه بـ”الرجولة والجدعنة والحب” الذي لمسه منهم في لحظة فارقة بالنسبة لمستقبل النقابة والمهنة على حدّ سواء. وشدد على أن التهديد بالمحاسبة لن يُثنيه عن التمسك بموقفه، قائلاً: “لن أتراجع عن قول الحق والدفاع عن مهنتي حتى آخر يوم في حياتي، سواء كنت داخل النقابة أو خارجها.” وفي ختام تصريحاته، أشار إلى أن عددًا كبيرًا من النقباء في المحافظات المصرية يتشاركون معه في الرأي، ويرون أن مسؤولية التوضيح للطلاب لا تُعد تجاوزًا أو تغولًا، بل واجبًا مهنيًا أصيلًا يهدف إلى حماية المهنة والارتقاء بمستوى الوعي المجتمعي تجاه مستقبلها. بيان تأييد مجلس النقابة الفرعية لنقيب أطباء الأسنان أصدر أعضاء مجلس نقابة أطباء الأسنان بالإسكندرية بيانًا أكدوا فيه دعمهم الكامل للدكتور وليد الديب، وجاء فيه: “نعلن تأييدنا الكامل للدكتور وليد الديب في قيادته للنقابة، ونؤكد أن بيانه صدر باسم النقابة وبإجماع أعضاء المجلس، حرصًا على مستقبل المهنة ودعمًا لكافة الجهود المبذولة لتطوير العمل النقابي وتحقيق مصالح الأعضاء.” وشدد المجلس على احترام مؤسسات الدولة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن العمل النقابي لا يجب أن يخضع للتضييق أو التداخل في صلاحياته، وأشار إلى أن تحذير النقابة لم يكن سوى عرض موضوعي لمشكلات خريجي الكلية دون استهداف أي جهة.