الشارقة: هدى النقبي
تنافست أسر حارة السدرة التراثية في منطقة اللؤلؤية، بمدينة خورفكان على الاحتفال بعيد الاتحاد ال53ـ، وإظهار مشاعر أصيلة في حب الوطن، والاعتزاز بتراثه الممتد عبر الزمن، حيث نظمت مجموعة من الأمهات احتفالات مملوءة بالحيوية والروح الوطنية.
تضمنت الفعالية مجموعة من الفقرات الثقافية والتراثية التي جذبت جميع الفئات العمرية، فالمشاركة كانت لجميع الأمهات مع أبنائهن وبناتهن وأحفادهن، ما جعل الأجواء عائلية ووطنية.
«الله عطانا بلاد كلنا نفتخر فيها.. هي دار أبونا زايد بالمعالم عليها، هي درة الأجداد رب السماء حاميها.. الغالية إماراتنا بأرواحنا نفديها الكل عيد وافتخر والفرح بعيدج زاد، سلطان أنت عزنا يانور خورفكان»، هكذا عبرت فرحة الأمهات بقصيدة اختصرت مدى حبهم لدولتهم.
قالت أم عبد الله، إحدى الأمهات: «كانت مشاركتي بالحرف التراثية لإبراز تراثنا الأصيل، لأنها فرصة لإحياء الجمال الذي صنعته أيدي أجدادنا ونقله للأجيال الجديدة، ليبقى شاهداً على هويتنا الإماراتية، أفتخر أن أكون سفيرة لتراثنا العظيم، وأسهم في غرس حبه في قلوب أبناء الوطن».
قيم الترابط
أشارت أم خميس، إلى أن تأسيس أسرة «زهور اللؤلؤية» جاء برؤية مميزة فقد حرصنا على غرس قيم الترابط الأسرية وتعزيزها، لتبقى ذكرياتنا الجميلة حية دائماً، خصوصاً في الأعياد والمناسبات السعيدة، هدفنا أن تستمر هذه العادات والتقاليد الأصيلة التي تربطنا بالماضي الجميل والتي نحرص على ألا تختفي مع مرور الزمن.
وتابعت: «اخترنا حارة السدرة، لتكون رمزاً لهذا التواصل والارتباط العائلي، والآن نحتفل للمرة الثالثة على التوالي بعيد الاتحاد، كعائلة واحدة نستعيد عبر هذا التجمع روحَ الترابط لتراثنا، ومثالاً للمحبة والعطاء والتلاحم».
العطاء والكرامة
قالت أم خالد: «في هذا اليوم العظيم احتفلنا بحب وطننا الغالي أرض العطاء والكرامة أرض الآباء والأجداد الذين أسسوا لنا مستقبلاً مملوءاً بالعز والرخاء، جاءت فكرة الاحتفال بعيد الاتحاد في حارة السدرة من جميع أمهات «زهور اللؤلؤية».
وأشارت إلى أن «هذا التكاتف والتنافس على حب الوطن ليس غريباً علينا، فنحن دائماً متفاعلون في المناسبات الوطنية، وهذا مجهود شخصي من أمهات المنطقة، فكان التنظيم والتنسيق من الجميع، وكنا يداً واحدة، بعقد اجتماعات متكررة، وتوزيع الأدوار بيننا من ناحية الرقصات والأكلات الشعبية، صورنا الأماكن الجميلة في خورفكان والمعالم الأثرية التي جعلها لنا والدنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، جنة على الأرض، وتوافد جميع الزوار إليها».
ذكريات قديمة
أوضحت مريم سعيد الناعور أن «فكرة اختيار مكان إقامة الاحتفالات بأنواعها ومناسباتها دقيقة جداً، حيث فكرنا كفريق واحد باختيار مكان له ذكريات قديمة، خصوصاً لكبيرات السن، فكان اختيار المكان سهلاً، خصوصاً بعد ترميم المنطقة إحياءً لما تمتلكه من إرث تراثي وثقافي، فكانت حارة السدرة المكان الذي حقق لنا رؤيتنا». وأشارت إلى أن «أعضاء زهور اللؤلؤية، فهم نساء المنطقة، خصوصاً كبيرات السن منهن، وبناتهن وأحفادهن، حيث استهدفنا المكان لإقامة جميع الاحتفالات والاجتماعات المهمة، ونعقد فيه اجتماعاتنا، سواء لإقامة حفل أو التشاور لمساعدة الأسر المتعففة، ولمساندتهم عند زواج أبنائهم، وعند تقديم الهدايا أو الاجتماع لتحديد ما قد نساعد به عند تقديم العزاء».
وتابعت: احتفلنا مرات عدة سابقاً في عيد الاتحاد، وبمناسبة قدوم شهر رمضان، والأعياد، وعودة الطلبة للمدارس، وغيرها من الاحتفالات.
وأضافت: «يسبق أي احتفال أو مناسبة عدد من الاجتماعات لتحديد فرق العمل وتوزيع الأدوار وتحديد الميزانية وتحديد الفعاليات والبرامج وكيفية وطريقة التقديم، ثم كل فريق يعمل بالتشاور مع فرق العمل الأخرى، حيث نجري اتصالات لتوفير المواد اللازمة، حسب نوع الاحتفال، مثل توفيرالأجهزة الإلكترونية من سماعات، ومكبر صوتي، ومسرح، وملصقات، ولوحات، والعشاء، وغيرها من المواد».
تخطيط مسبق
لفتت أم وليد إلى ضرورة التخطيط المسبق والتجهيز مع باقي أمهات زهور اللؤلؤية لاحتفالات عيد الاتحاد، حيث قمنا بمسيرة مشياً نحمل العلم، بمشاركة الأمهات، هذا شعور جميل يجعلنا فخورات بما نقدمه لدولتنا، ونحن في منتهى السعادة. أما عن تفاصيل تحضير الأكلات الشعبية، فتقول: «وزعنا المهام على الأمهات، وكل واحدة منهن قدمت طبقاً مما تُجيده من الأكلات الشعبية القديمة، وتبرعت ابنتنا بتدريب الأحفاد على الرقصات الشعبية، حباً للوطن، وتعبيراً عن الانتماء، وكذلك الأعمال اليدوية، فأُعِدَّت حسب مهارات كل أم، لإبراز جمال الحرف التقليدية».
الأغنية الوطنية
كانت فكرة الأغنية الوطنية التي أطلقناها نابعة من أسرة زهور اللؤلؤية، كشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على ما قدمه لنا طوال السنوات الماضية، خصوصاً افتتاحاته المميزة في خورفكان، فتم دمج الأغنية مع أوبريت وطني لتقديم رسالة صادقة ومعبرة.
وأجمع أمهات في المنطقة على أن «هذه ليست المرة الأولى التي نقوم فيها بمثل هذا الاحتفال، فقد سبق ونظمنا ثلاثة احتفالات، لكن كانت نسائية فقط، ولكن هذه المرة قررنا أن يكون الحفل مفتوحاً للجميع، وتم تصويره لنشر رسالتنا الوطنية بشكل أوسع».
لمُّ الشمل
أشارت إحدى الأمهات إلى أن «الهدف الأساسي من زهور اللؤلؤية هو لمُّ الشمل بين أفراد الأسرة، خصوصاً مع التحديات التي جاءت مع ظهور التكنولوجيا وصعوبة اللقاءات المباشرة، فأردت أن أحافظ على الروابط الأسرية التي تجمعنا دائماً في الأفراح والمناسبات».
وتابعت: «اختيارنا لحارة السدرة كان نابعاً من ذكريات الماضي الجميل، فهو المكان الذي كان يجمعنا بالأعياد والمناسبات، وحرصنا أن نعيد إحياء تلك الذكريات في احتفالنا بعيد الاتحاد».
أنشطة عائلية
شملت الأنشطة العائلية الاحتفالات وورش عمل للأطفال لتعليم الحرف التقليدية، إضافة إلى ألعاب تراثية أسعدت الصغار والكبار، وتزيين الحارة بالألوان الوطنية، وأعلام الإمارات، وزينت بالمصابيح التي أضفت جمالاً خاصاً للمكان. وأكد الحضور أن مثل هذه المبادرات تعزز الهوية الوطنية وتعمق الروابط المجتمعية، حيث اجتمع الحضور على أجواء الفرح والاعتزاز بتاريخ الإمارات الغني وإنجازاتها المستمرة.
وعبرت أمهات زهور اللولوئية عن فخرهن بالمشاركة، مشيرات إلى أهمية الحفاظ على التراث الإماراتي ونقله للأجيال القادمة، وشكرن الحضور والمشاركين الذين أسهموا في نجاح الفعالية وإحيائها بأجمل صورة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.