شهد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، مساء السبت، حضوراً فنياً راقياً، كان من أبرز مفاجآته ظهور الفنانة المصرية العالمية شيرين أحمد طارق، التي خطفت الأنظار بأدائها المميز وسيرتها الاستثنائية التي تجمع بين الجذور المصرية والطموح العالمي.

جذور مصرية وهوية عالمية

ولدت شيرين أحمد طارق لأب مصري هو طارق أحمد، مهاجر يعيش في ولاية ماريلاند الأمريكية، ويمتلك متجراً للمجوهرات.

أما والدتها ساندرا، فهي أمريكية الأصل تعمل مدرسة لغة إنجليزية، درست حقوق الإنسان في جامعة تشارلز في براغ (جمهورية التشيك)، وتحمل بكالوريوس العلوم في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا من جامعة تاوسون، مع تركيز خاص على العدالة الجنائية.

من قاعات الجامعات إلى المسرح

بدأت شيرين حياتها الأكاديمية بدراسة القانون والعدالة الاجتماعية، وتدربت خلال دراستها في نظام المحاكم الأمريكية، خاصة في قضايا الصحة العقلية.

لكن شغفها الحقيقي بالفن دفعها إلى تغيير مسارها، حيث بدأت في تلقي دروس في الغناء والرقص والتمثيل داخل معاهد متخصصة، لتبدأ رحلتها في عالم المسرح الموسيقي.

شيرين أحمد طارق.. من البحر إلى برودواي

خاضت شيرين عدة تجارب أداء في المسارح الغنائية، حتى حصلت على فرصة العمل كمغنية على متن سفن الرحلات السياحية.

وأبهرت لجنة التحكيم وقتها، حين أدت أغانٍ من عروض برودواي الكلاسيكية، لذلك تم قبولها لتغني أعمالاً لأساطير، مثل سيلين ديون وماريا كاري وتينا ترنر، ووقعت عقداً لمدة عامين، كانت خلالهما تغني أمام جمهور دولي متنوع.

الانطلاقة الكبرى.. “سيدتي الجميلة” تفتح أبواب المجد

بعد تجربتها البحرية، اختيرت شيرين لأداء دور إيليزا دوليتل في إعادة إنتاج لمسرحية «سيدتي الجميلة – My Fair Lady» الشهيرة، من إنتاج مسرح لينكولن سنتر وإخراج بارتليت شير.

في البداية، كانت شيرين أحمد طارق الممثلة البديلة (Understudy) للنجمة لورا بينانتي، وتدربت يومياً لأكثر من عام، حتى جاءت اللحظة المنتظرة لتقف بنفسها على خشبة مسرح برودواي وتؤدي الدور أمام جمهور نيويورك.

أول فنانة مصرية تتصدر بطولة على مسرح برودواي

في ديسمبر 2019، وبعد النجاح الكبير الذي حققته المسرحية، اختارت فرقة لينكولن سنتر شيرين لتقود جولة أمريكية كاملة بعرض «سيدتي الجميلة» على أهم المسارح في الولايات المتحدة.

وهكذا أصبحت أول فنانة مصرية تقدم بطولة كاملة في عرض على مسرح برودواي، لتفتح صفحة جديدة في تاريخ الفن المصري على الساحة العالمية.

ومسرحية «سيدتي الجميلة» مستوحاة من مسرحية «بيجماليون» للكاتب الشهير برنارد شو، وقد عُرضت لأول مرة على مسارح برودواي عام 1956.

قام ببطولتها آنذاك ريكس هاريسون وجولي أندروز، التي أدت دور «إيليزا دوليتل» بائعة الورد الفقيرة ذات اللكنة الشعبية الخاصة بأحياء شرق لندن.

لأول مرة في وطنها.. شيرين أحمد طارق بالمتحف المصري

اليوم، وبعد سنوات من النجاح في أمريكا، تعود شيرين أحمد طارق لتُكرَّم في وطنها الأم وتغني لأول مرة على أرضه، من خلال مشاركتها في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث تمثل صورة مشرفة للفنان المصري القادر على التألق عالمياً دون أن ينسى جذوره