أثارت فضيحة «الطيار الوهمي» في ليتوانيا عاصفة من الجدل في أوساط الطيران الأوروبي، بعد اكتشاف أن أحد مساعدي الطيارين تمكن من قيادة طائرات ركاب حقيقية مستخدماً شهادات مزورة بالكامل، في واحدة من أكثر القضايا غرابة في تاريخ الطيران المدني. القضية التي كُشف عنها مؤخراً عبر موقع متخصص بشؤون الطيران تعود إلى مساعد طيار يعمل لدى شركة الطيران الليتوانية «أفيون إكسبريس»، إذ تمكن من انتحال صفة قائد طائرة لعدة أشهر، وقاد خلالها رحلات تجارية على متنها مئات الركاب في أجواء أوروبا، من دون أن يمتلك أياً من المؤهلات المطلوبة لذلك المنصب الحساس. وقالت الشركة في بيان رسمي «إنها باشرت تحقيقاً داخلياً فور تلقيها معلومات تشكك في خبرة الطيار»، مؤكدةً أن التحقيق ما زال مستمراً، وأضافت: «تلقينا معلومات غير مؤكدة بشأن مؤهلات أحد الطيارين، وتم على الفور اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقق من صحتها». وتُعد «أفيون إكسبريس» من كبرى شركات الطيران الليتوانية، إذ تشغل خمسين طائرة متوسطة المدى لخدمة شركات طيران أوروبية عدة، بينها شركات في بولندا وبريطانيا وتركيا. وسلطت هذه الحادثة الضوء على ثغرات خطرة في أنظمة التوظيف والتدقيق المهني في بعض شركات الطيران، لا سيما تلك التي تعتمد على عقود التشغيل لمصلحة شركات أخرى. وحذر خبراء الطيران من أن السماح لأي شخص غير مؤهل بقيادة طائرة ركاب يُعد تهديداً مباشراً لأرواح المئات، ودليلاً على قصور مقلق في منظومات الفحص والمراجعة الأمنية والمهنية داخل القطاع.