أكد الكاتب الصحفى محمد السيد الشاذلى، أن المؤتمر العام السادس للصحافة المصرية حدث هام، وأهم ما فيه أنه يُعيد تفعيل المهمة الأساسية للصحافة في بيتها الأول، مضيفا أن الصحافة من حيث البناء والفلسفة مهنة اتصال بالأساس، وإذا كانت مُوكلةً ببناء الجسور بين الدولة والشارع، المؤسسات والأفراد، المكونات الاجتماعية على تنوعها واختلافها، فإنها مدعوّة لأن تبني الجسور بين المُنتسبين إليها أولا، ودائمًا، وتحت كل الظروف والأحوال.

وأضاف محمد السيد الشاذلى :"إتيان متأخر، لكنه أفضل من مواصلة الغياب، فاصل السنوات الثماني عن النسخة السابقة طويل نسبيًّا، وما هو أطول أن تحتفظ روزنامة النقابة بخمس نُسخ فقط طوال ثلاث وثمانين سنة منذ التأسيس، أو على الأقل ستّة عقود منذ المؤتمر العام الأول".

وأكمل محمد السيد الشاذلى قائلا :"بعيدا من أيّة مُلاحظات يُمكن إيرادها على مسار الإعداد والتجهيز، أو على المحاور والعناوين العريضة، والمباحث المعروضة للنقاش، وما قد يُؤشّر عليه البعض من صبغة أيديولوجية هُنا، أو انحيازٍ جيليِّ وشخصاني هناك؛ فلا أحسب أن أحدًا يختلف على الحدث نفسه، وأولويته، وعلى حاجتنا الدائمة للقاء معًا، والحوار تحت سقف واحد، وتدارُس ما يتَّصل بالمهنة وأحوالها، امتلاكنا للغةٍ واحدة غاية عُليا، وحفاظنا على تلك اللغة حصانة يجب ألا نفرَّط فيها".

وأشار الى أن مجلس نقابة الصحفيين قدم مشكورًا تصوُّره عن المحفل الجامع لأبناء المهنة، مشيرا الى أنه على الجمعية العمومية ألا تتوانى في تقديم تصوّراتها، متابعا :"العبرةُ بالطرح لا العناوين، والاستدامة لا العبور الخاطف، وبما ستُفضي إليه المُداولات ومُخرجاتها من أطروحاتٍ قابلة للإجراء داخليًّا وخارجيًّا، وإصلاح آليات العمل النقابي، بقدر ما تلتفت إلى ترميم علاقة الصحافة بمحيطها، وجمهورها المعنيِّ، والمشتبكين معها أخذًا وردًّا".

وتابع :"لستُ مع القائلين بالاختزال والتبسيط، ولا الظانّين بالتوظيف الانتخابي، وكلّي ثقة في الزملاء جميعًا، مِمَّن يشملهم برنامج المؤتمر، ومَن سيجلسون معًا على صفوفٍ مُتراصّة أمام المنصّة وفي مواجهتها"، داعيا الجميع للمشاركة، والاشتباك، والرقابة، وصَون الفكرة من أن تُبتَسَر أو تتضاءل عطاياها، ثمّ تأتي المواكبة لاحقًا، واستحقاقاتها داخل المجلس قبل الخارج، وفي يوميَّات العمل النقابي قبل المجال العام، وما بين الزملاء بأكثر مِمَّا مع الجهات الأُخرى.

ولفت الى أننا نحتاج للحوار في كل الأحوال، ولأن نضرب المثل فيما نطلبه وندعو إليه، مضيفا :"يعوزنا الجلوس إلى طاولة واحدة، والتشاركيّة الدائمة، وألا تنقضي الرابطة بين الجمعية ومُمثّليها بالصندوق وتفويضه، المؤتمر العام سيُفضي إلى تفاهُم غائب، أو سيُعمِّقه إن كان خافتًا، وتلك فضيلةٌ كافية في ذاتها".

وعبر عن آماله فى أن يتطلع المؤتمر لجلسات مُثمرة، ونقاشاتٍ من دون وصاية أو استبعاد، لمشاركة موسَّعة، وانطلاقٍ من خارج المُزايدة والإنكار، متابعا :"أتطلع لمُخرجات موضوعية قابلة للإنفاذ، وخالية من الشعبوية ودغدغة العواطف، وأتطلع أولا وأخيرًا لأن نمارس النقد فيما بيننا، بقدر ما نُمارسه بطبيعة المهنة على الآخرين".

ودعا محمد السيد الشاذلى لوضع آلية للانعقاد الدوري، ومأسسة المؤتمر، وأن يُختار هيكله ولجانه بالانتخاب، وأن تتشكل لجنةٌ لمتابعة المُخرجات وتنفيذها بالتنسيق مع مجلس النقابة؛ على الأقل فيما يقع تحت أيدينا من توصيات تخصُّ البيت ويوميَّات إدارته.

ووجه محمد السيد الشاذلى الشكر لنقيب الصحفيين ومجلس النقابة على ما بذلوه من جهد، مضيفا :"وإذا كان الكمال بعيدًا من صفات البشر؛ فإن التجارب كفيلة بإنضاج المُمارسات، وتصويب الملاحظات، وتجويد الأفكار وتجلّياتها العملية. ومَن سار على الدرب وصل".

واختتم محمد السيد الشاذلى قائلا :"أهلا بالمؤتمر العام، وأهلا بما فيه من جدل ونقاش، وما بعده من مدحٍ ونقدٍ وملاحظات".