كتب: محمد الأحمدى

تشهد كنيسة السيدة العذراء والقديس مار مرقس الرسول بمقر المطرانية في منطقة باركفيو بمدينة جوهانزبرج بجنوب أفريقيا، في هذه الأثناء، صلوات تجنيز الأنبا أنطونيوس مرقس، مطران إيبارشية جنوب أفريقيا، في قداس مهيب يترأسه أصحاب النيافة الأساقفة ومجمع من الآباء الكهنة والرهبان، وسط حضور أبنائه من شعب الكنيسة ومحبيه من مختلف المدن الجنوب أفريقية.

ويُبَثُّ الصلاة مباشرًا عبر منصات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الرسمية، ليتمكن الأقباط في مصر والعالم من المشاركة الوجدانية في وداع أحد أبرز المطارنة الذين خدموا الكنيسة في المهجر لأكثر من أربعة عقود.

الأنبا أنطونيوس مرقس يُعَدّ من أوائل الآباء الذين حملوا رسالة الكنيسة القبطية إلى القارة الأفريقية، إذ خدمها بأمانةٍ وتفانٍ منذ سبعينيات القرن الماضي، وأسّس العديد من الكنائس والمدارس والمراكز الرعوية في جنوب القارة، وكان أول مطران يُرسَم على كرسي جنوب أفريقيا، ليُعرف بمحبة أبنائه له وحرصه على ربطهم بجذورهم القبطية والكنسية.

وقد اتسمت خدمته بالحكمة والانفتاح، فكان جسر تواصل بين الكنيسة القبطية والمجتمعات الأفريقية، وساهم في تعزيز الحضور المصري الروحي والثقافي في المنطقة. كما شارك في أعمال المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، وكان من الأصوات المخلصة التي أسهمت في دعم رسالة الكنيسة العالمية.

شهدت الصلوات مشاركة واسعة من أبناء الكنيسة، الذين ودّعوا راعيهم بالدموع والتراتيل القبطية التقليدية، فيما ألقى عدد من الكهنة كلمات تأبينية تناولت مواقفه الرعوية ومحبته العميقة للناس وخدمته المتواصلة في صمت وتواضع.

كما بعث الآباء المطارنة والأساقفة في المهجر ببرقيات تعزية إلى الإيبارشية وشعبها، مؤكدين أن الأنبا أنطونيوس سيظل علامة مضيئة في تاريخ الكنيسة القبطية الحديثة، ورمزًا للعطاء الهادئ والعمل الأمين في حقل الرب.

ومن المقرر أن تُستكمل مراسم الجنازة اليوم بالصلاة على جثمان مثلث الرحمات داخل الكنيسة، قبل أن يُوارى الثرى في مدافن المطرانية بجوهانزبرج، في أجواء يسودها الحزن الممزوج بالرجاء، إيمانًا بقيامة الراعي الذي خدم رعيته بكل محبة وأمانة.