أسيوط - هيثم البدرى

رغم صغر سنها الذى لم يتجاوز الـ10 سنوات فإن "إسراء" بنت قرية المندرة التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، تضرب نموذجا فريدا للأطفال المجتهدين الذين يتنافسون لحفظ كتاب الله سبحانه وتعالي فمنزلها يبعد عن مكتب التحفيظ بالقرية لأكثر من 8 كيلو مترات، ولكنها رغبة فى إتمامها لحفظ القرآن الكريم يجعلها تسير كل هذه المسافة سيرا على الأقدام إن لم تجد مواصلة سواء مع والدها، أو أحد الأساتذة الذى يصطحبها على دراجة بخارية، وتضطر إسراء إلى السير على الأقدام حتى تصل الي مكتب التحفيظ الذي تتعلم فيه وتحفظ كتاب الله علي يد شيخها الدكتور زكريا.

وتقول إسراء عامر، إنها بدأت تحفظ القرآن الكريم قبل عامين فقط، والحمد لله أتمت حفظ 17 جزءا حتى الآن وتتمني أن تختم القرآن الكريم وأنها تأتي يوميا إلى مكتب التحفيظ  بمسجد الرحمة بقرية المندرة من قريتها جزيرة حسانين سعد الساعة السابعة صباحا حيث إنها تسير من قريتها حتى تصل إلى المكتب في تمام الساعة الثامنة صباحا لأنها تسير على قدميها أكثر من ساعة وتبدأ رحلة العودة لمنزلها في تمام الساعة الثانية ظهرا لتبدأ بعدها رحلة المراجعة على ما حفظت مع والدها أو والدتها.

وقال الدكتور زكريا عثمان عباس كبير أئمة بأوقاف منفلوط ومحفظ للقرآن الكريم "محفظ إسراء"، إنها من الطالبات المتفوقات التى تجيد الحفظ والإتقان بل إنها تحفظ أكثر مما يطلب منها وهى موهبة فذة وعشقها كبير لحفظ  كتاب الله سبحانه وتعالي حتى أننا نحجمها في الحفظ ووقفناها فترة من أجل التثبيت، والأحكام ففوجئت بأنها  تصح  لنفسها، وتحفظ لنفسها لأنها ترفض التوقف عن الحفظ إطلاقا وذكائها كبير وحتى لو مرت على متشابهات تسألني قبل أن أسألها كما أنها تحفظ بأرقام الآيات وهى تحفظ على طريقة السرد، وسنبدأ معها ضبط الأحكام والتمكين من الحفظ بإذن الله سبحانه وتعالي.

وقال الشيخ حسن ريس البحيري، موجه عام شئون القران الكريم بمنطقة أسيوط الأزهرية، والقائم بعمل مدير شئون القرآن الكريم، إن أكثر من 100 فتاة من الحافظات لكتاب الله سبحانه وتعالي شاركت في السرد القرآني الذي تنظمه الإدارة العامة لشئون القران الكريم بقطاع المعاهد الأزهرية، موضحا أن المقصود بالسرد القرآني هو أن يقوم التلميذ بتسميع القرآن الكريم كاملاً على شيخه أو رفيقه في يوم واحد، حيث يقوم اليوم 6251 طالبا بتسميع القرآن الكريم فى 27 محافظة على مدار اليوم، وهو تمكين حفظ التلاميذ للقرآن الكريم، وتدريبهم على مراجعة أكبر قدر من القرآن الكريم في اليوم، وبث روح التنافس بينهم، وتشجيعهم علي الوصول إلى هذا المستوى من الحفظ، وتدريب مكاتب التحفيظ لاستراتيجيات تحفيظ مختلفة.

وقال الشيخ البحيري، إنه تم اختيار أحد المكاتب بمركز منفلوط بقرية المندرة، وتم توفير جو مناسب للتلاميذ، وبدأ السرد من بعد اليوم السبت، وحتى الانتهاء من السرد، ويقوم كل تلميذ بتسميع القرآن الكريم كاملاً على شيخه أو أحد المساعدين له.

اسراء عامر حافظه لكتاب الله

إسراء وسط زميلاتها خلال السرد القرآني

الدكتور زكريا محافظ إسراء