الشرقية - إيمان مهنى

في مشهد إنساني مؤثر يجسد أسمى معاني الشجاعة والإخلاص في العمل، أنقذ محمد أحمد عطية، غفير مزلقان قرية صبيح التابعة لمركز ههيا بمحافظة الشرقية، مسنًا من موت محقق، بعدما خاطر بحياته وتمكن من إبعاده عن القضبان قبل لحظات من مرور قطار سريع.

أثناء متابعة العامل مهام عمله اليومية في تأمين حركة المزلقان وإغلاقه أثناء مرور القطارات، فوجئ بمسن يبلغ من العمر نحو 70 عامًا يحاول عبور القضبان رغم اقتراب القطار بسرعة كبيرة، لم يتردد عطية لحظة، واندفع نحوه مسرعًا وتمكن بمساعدة أحد المارة من سحبه بعيدًا عن السكة الحديد في اللحظة الأخيرة، معرضًا نفسه لخطر الموت.

وأوضح عطية أنه أثناء مرور القطار رقم 318 القادم من القاهرة والمتجه إلى المنصورة، تم إغلاق المزلقان في الموعد المحدد، وأثناء انتظار السيارات والمارة فتح الطريق، تحرك المسن بالمخالفة من الجهة اليمنى إلى اليسرى، مقتربًا من القضبان رغم صافرة التحذير العالية، وأضاف: "ركضت نحوه دون تفكير في حياتي، وتمكنت من إنقاذه قبل لحظات من مرور القطار".

وأشار إلى أن قائد القطار أطلق صافرة تحية تقدير له بعد الواقعة، ثم تواصل مع برج المراقبة لإبلاغ المسؤولين بما حدث، الذين بدورهم أثنوا على تصرفه ووصفوه بالموقف البطولي، وأكد عطية، وهو أب لثلاثة أبناء "أحمد وعبدالله وبسملة"، أنه لم يفكر إلا في إنقاذ روح، قائلاً إن ما فعله نابع من الشهامة التي تربى عليها.

وثقت كاميرات المراقبة المثبتة على الطريق لحظة الموقف البطولي، وأظهرت سرعة استجابة العامل وجرأته في التعامل مع الموقف وإنقاذ حياة الرجل المسن.

انتشر مقطع الفيديو علي مواقع التواصل الاجتماعي ، و الذي لاقى تصرف العامل إشادة واسعة من الأهالي الذين أعربوا عن فخرهم بما فعله، ووصفوه بـ"الرجل الشهم"، وطالبوا بتكريمه رسميًا تقديرًا لبطولته وتفانيه في أداء واجبه.