في قلب غرفةٍ باردةٍ غابت عنها ضوضاء الحياة، ظل جسد شابٍ في مقتبل العمر معلقًا بين الرحيل والرجاء لأكثر من عشرين سنة، إنه الأمير الوليد بن خالد بن طلال، الذي عرفه الناس باسم "الأمير النائم"، رمزاً لحكايةٍ تجسّد كيف يمكن لحادثٍ مباغتٍ أن يغيّر مسار حياةٍ كاملة، ويحبسها في لقطةٍ واحدةٍ لا تتحرّك إلا بالدعاء والأجهزة.
"الأمير النائم".. شاب على سرير الأمل
لم يكن أحدٌ يتوقع أن يصبح اسم الأمير الوليد بن خالد بن طلال مرتبطًا بحالة طبية نادرة، تبقيه حيًا جسدًا وغائبًا وعيًا لعقدين من الزمان.
بدأ كل شيء في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، حين استيقظت عائلته على خبر حادثٍ مروري قلب تفاصيل حياة شابٍ كان يعدّ أيامه ليكمل دراسته العسكرية ويبدأ مستقبله كأي شابٍ في مقتبل العمر.
حادث الأمير النائم الذي غيّر كل شيء
في العام 2005، وبينما كان الأمير الوليد يتلقى تدريبه في الكلية العسكرية، تعرّض لحادث سيرٍ خطير أدى إلى دخوله في غيبوبة عميقة.
حاول الأطباء إيقاف النزيف الذي أصاب دماغه، وتم استدعاء فريق طبي من الخارج يضم ثلاثة أطباء أميركيين وطبيبًا إسبانيًا، لكن جميع محاولات إعادة وعيه باءت بالفشل.
غرفة العناية.. سرير لا يغادره
منذ لحظة الحادث وحتى وفاته في يوليو 2025، بقي الأمير الوليد في غرفة عنايةٍ مركّزة خصصتها له عائلته في أحد مستشفيات المملكة.
ظلت الأجهزة تراقب تنفسه ونبضه، بينما كانت الأسرة ترفض قطع الأجهزة الطبية رغم مرور السنوات، إيمانًا بأن الحياة هبة إلهية وحده سبحانه من ينهيها.
لقطات إنسانية من داخل الغرفة
لم يعرف الجمهور الكثير عن تفاصيل الحياة اليومية للأمير الوليد، سوى ما كان يظهر عبر لقطاتٍ وصورٍ متفرقة تنشرها عائلته بين فترة وأخرى.
أبرز تلك اللقطات كانت مقطعًا مصوّرًا التقطته عمته الأميرة ريما بنت طلال، أظهره وهو يحرك رأسه من اليمين إلى اليسار عام 2019، في إشارةٍ بثت الأمل لدى الآلاف ممن تابعوا حالته.
صبر العائلة.. قصة إيمان طويل
لم تكن معاناة الأمير وحده، بل كانت قصة الأسرة كلها؛ فالأمير خالد بن طلال تمسّك بحياة ابنه ورفض كل دعوةٍ لفصل الأجهزة الطبية عنه، مستندًا إلى يقينٍ عميق بأن قدرة الله فوق كل توقع.
سنواتٌ طويلةٌ قضاها الأب متنقلًا بين المستشفى ومنزله، متابعًا أدق تفاصيل حالة ابنه، من مستوى الأكسجين إلى حركة العين البسيطة، وكلها كانت بالنسبة له علاماتٍ على بقاء الأمل.
الأب الحنون الأمير خالد بن طلال، كان حريصاً على مشاركة ابنه بجميع الاحتفالات الخاصة والعامة، حتى ليالي التهجد في رمضان ضمتها حوائط غرفة العناية التي تحتضن سريره، شارك الأب الكثير من اللقطات التي اختلطت فيها الدموع بالأمل والدعاء بالرجاء حتى يصحو ابنه من غيبوبته، على مدار سنوات.
رواد التواصل الاجتماعي.. دعاءٌ لم ينقطع
كلما ظهرت صورة جديدة للأمير الوليد كانت تعيد قضيته للواجهة؛ منشورات عمته الأميرة ريما كانت الأكثر تداولًا، إذ شاركت لقطات نادرة من طفولته قبل الحادث، وصورًا من داخل الغرفة البيضاء حيث لا يُرى سوى أسلاك الأجهزة ونظرات الأطباء الصامتة. هذه اللقطات حركت مشاعر الآلاف الذين تفاعلوا بالدعاء والرجاء حتى آخر لحظة.
النهاية.. سرير فارغ وصورة خالدة
في التاسع عشر من يوليو 2025، أسدل الستار على القصة التي تابعها الناس لأكثر من عقدين. رحل الأمير الوليد بن خالد عن عمر ناهز 36 عامًا، تاركًا خلفه غرفةً ستبقى فارغةً إلا من ذكرى جسدٍ تحدّى الرحيل لعقدين كاملين، ورمزًا لصبر عائلةٍ لم تخضع للواقع حتى لحظة النهاية.
يمكنكم مشاهدة صور ولقطات الأمير النائم من طفولته السعيدة وحتى رحيله الذي هز قلوب محبيه حول الوطن العربي بل والعالم الذي وجد في قصته مصدر إلهام لأب لم يتخل عن ابنه سنوات طويلة وودعه في النهاية وداعاً لائقاً، حين سطر القدر كلم النهاية....
شاهدي أيضاً: ليالي مراسي تعيد نبيل شعيل إلى مصر بعد غياب 16 عاماً
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.