تحوّل حفل فرقة كولدبلاي الأخير في ملعب جيليت بمدينة بوسطن إلى مادة خصبة لعناوين الأخبار ومنصات التواصل، بعد أن التقطت كاميرا "القبلة" على الشاشة العملاقة لقطة محرجة جمعت بين الرئيس التنفيذي لشركة Astronomer آندي بايرون ومديرة شؤون الأفراد كريستين كابوت وهما يتبادلان لحظة رومانسية أمام الآلاف، رغم أن كليهما متزوج من شخص آخر. ما إن ظهر الثنائي على الشاشة حتى بدت عليهما علامات التوتر، لكن المشهد كان قد انتشر بالفعل بسرعة البرق، لتشتعل مواقع التواصل بالمقاطع والتعليقات الساخرة التي سرعان ما تحوّلت إلى عاصفة من الجدل حول أخلاقيات العلاقة في بيئة العمل وحدود الخصوصية داخل الشركات. انطلاق نظرية "تنبؤ ذا سيمبسونز" وسط هذه العاصفة، عاد اسم المسلسل الأمريكي الشهير "ذا سيمبسونز" إلى الواجهة، إذ تداول مستخدمون عبر تويتر وتيك توك صورًا تُظهر مشهدًا من حلقة بعنوان "Kiss Kiss" في الموسم الثامن والعشرين، يظهر فيها هومر ومارج وهما يقفان في وضعية مماثلة تحت كاميرا القبلة أثناء مباراة بيسبول. هذا التشابه دفع البعض إلى القول إن المسلسل سبق أن "تنبأ" بواقعة بايرون وكابوت بنفس التفاصيل. هل التنبؤ حقيقي؟ بعد انتشار الصورة، تحرّى بعض المتابعين والجهات المتخصصة دقة هذه المزاعم، ليتبين أن المشهد المتداول ليس مقتطعًا من أي حلقة حقيقية، بل جرى تصميمه باستخدام أدوات توليد الصور بالذكاء الاصطناعي التي تُحوّل الصور الحقيقية إلى رسومات بأسلوب "ذا سيمبسونز". تأكيدًا لذلك، خرج المنتج التنفيذي للمسلسل آل جين لينفي القصة من أساسها قائلاً إن كتاب الحلقات لا يكتبون النبوءات بل يعتمدون على السخرية من الواقع، وأي تشابه بين القصص والوقائع الحقيقية ليس إلا محض صدفة. استقالة بايرون بعد الفضيحة وتداعياتها داخل الشركة لم تتوقف عاصفة "قبلة كولدبلاي" عند حدود اللقطات الساخرة على الإنترنت، بل امتدت لتضرب بعمق هيكل شركة Astronomer، حيث وجد آندي بايرون نفسه تحت ضغط كبير من الموظفين والمساهمين والجمهور معًا، بعدما تسببت اللحظة العفوية أمام الكاميرا في هز صورته كرئيس تنفيذي أمام فريقه وأمام المجتمع التقني الأوسع. وبعد أيام من الجدل، اضطرت الشركة إلى إصدار بيان رسمي عبر صفحتها على لينكدإن تؤكد فيه أن المعايير والقيم التي تأسست عليها لم تُحترم في هذا الموقف. وأوضحت الإدارة أن سلوك القادة في Astronomer يجب أن يكون قدوة للموظفين، مشيرة إلى أن بايرون قد تقدم باستقالته طواعية، وتم قبولها من جانب مجلس الإدارة الذي شكر الموظفين على التزامهم القيم الجوهرية للشركة في أصعب اللحظات. وأعلن مجلس الإدارة في البيان نفسه أن عملية البحث عن رئيس تنفيذي جديد قد بدأت بالفعل، على أن يشغل المؤسس المشارك ورئيس المنتجات بيت دي جوي المنصب بشكل مؤقت لضمان استمرارية العمل وحماية استقرار الشركة في هذه الفترة الحرجة. وفي الأثناء، يواصل فريق الموارد البشرية مراجعة سياسات السلوك الداخلي لمنع تكرار مثل هذه الأزمات مستقبلاً، في خطوة تهدف إلى استعادة الثقة المهتزة لدى المستثمرين والموظفين. شاهدوا فيديو فضيحة حفل كولدبلاي المنتشر عالمياً: جدل ممتد على مواقع التواصل لم يكن تأثير القصة محصورًا في الشركة فقط، بل تحوّلت إلى موضوع نقاش أوسع حول الحدود الفاصلة بين الحياة الشخصية للقيادات الكبرى ومسؤولياتهم المؤسسية. وبينما انقسمت الآراء بين من يطالبون بترك الحياة الخاصة بعيدًا عن المحاسبة، ومن يرون أن القادة مطالبون بتجسيد الأخلاقيات حتى خارج أسوار المكاتب، ظلت تفاصيل الواقعة مادة دسمة لمنصات السوشيال ميديا التي أغرقتها المنشورات، من المقاطع الساخرة إلى الميمات ورسوم الكوميكس. ومع استمرار تداول صورة "ذا سيمبسونز" المفبركة، نشط المدققون الرقميون لإبراز أن بعض الجماهير باتت تعتمد بشكل متزايد على الصور المُولدة بالذكاء الاصطناعي دون تحقق، وهو ما أعاد النقاش إلى خطورة الأخبار المفبركة وكيفية انتشارها بسرعة فائقة في ظل الإعجاب الجماعي بفكرة "تنبؤات المسلسل" الشهيرة. شاهدي أيضاً: عائلة سيمبسون يفشل في توقعات الرئاسة الأمريكية: ما القصة؟ شاهدي أيضاً: توقعات "عائلة سيمبسون" تصيب من جديد في حفل تنصيب بايدن شاهدي أيضاً: رسالة بخط يد الأميرة ديانا لخادمها الوفي تكشف معاناتها شاهدي أيضاً: فيديو حفل كولدبلاي يكشف خيانة رجل أعمال: هذا رد فعل زوجته