تشهد السينما المصرية في الفترة الحالية حالة من الانتعاش الحقيقي، وتثبت قدرتها على احتضان كل أنماط الجمهور في آن واحد، فبينما تواصل الأعمال الدرامية والاجتماعية حضورها، يبرز من جديد الرومانسي والكوميدي كمساحة دافئة يلجأ إليها المشاهد، بحثًا عن الخفة والإنسانية والضحكة الصادقة، هذا الانتعاش لا يعكس مجرد تغير في ذوق الجمهور، بل يعبر عن وعي أعمق لدى صناع السينما بأهمية التوازن بين المتعة والفكرة، وبين القرب من الواقع والقدرة على الهروب منه، وهكذا تصبح السينما أكثر انفتاحًا، وأكثر قدرة على ملامسة احتياجات الجمهور المتجددة.

ومع هذا التنوع الذي تشهده السينما، برزت مجموعة من الأفلام التي جسدت  هذا الانتعاش وترجمته على الشاشة، كل منها بطريقته ولغته الخاصة، فعلى سبيل المثال فيلم السلم والثعبان لعب عيال والذي عرض في السينمات خلال الايام السابقة،من بطولة عمرو يوسف، أسماء جلال، ظافر العابدين، ماجد المصري، حاتم صلاح، فدوى عابد، هبة عبدالعزيز، آية سليم، وضيفة الشرف الفنانة سوسن بدر. وهو من تأليف أحمد حسنى، وقصة وإخراج طارق العريان، ويتناول العلاقات الإنسانية والعاطفية برؤية عصرية حديثة، من خلال رحلة شخصيتي أحمد وملك، اللتين تعكسان نبض الجيل الحالي وتتيحان للجمهور مساحة واسعة للتفاعل والتوحد مع أحداثهما، والفيلم من إنتاج طارق العريان وموسى عيسى، ومن تأليف أحمد حسني، قصة وإخراج طارق العريان.

ومن الافلام الرومانسية كذلك فيلم هيبتا 2 المناظرة الأخيرة، وتدور أحداثه في إطار درامي رومانسي، وهو من تأليف محمد صادق، وسيناريو وحوار محمد جلال ومحمد صادق بالتعاون مع نورهان أبو بكر، وإخراج هادي الباجوري، وبطولة منة شلبى، كريم فهمي، سلمى أبو ضيف، أسماء جلال، كريم قاسم، مايان السيد، حسن مالك، بالإضافة إلى قائمة ضيوف شرف يشاركون في الأحداث، ويستكشف الفيلم تقلبات العلاقة العاطفية ويكشف عن رؤى عميقة حول مدى تأثيرها على حياتنا، كما يناقش طبيعة العلاقات وتطورها بشكل غير متوقع، ويجذب الفيلم جمهورًا جديدًا إلى جانب محبي فيلم هيبتا ليأخذهم إلى عالم مليء بالمشاعر والعواطف، يكشف كيف يمكن أن تشكل روابطنا الإنسانية العميقة.

ومن الافلام التي تعرض ويظهر عليها الطابع التشويقي فيلم السادة الأفاضل، وتدور أحداثه فى قرية مصرية، حول عائلة أبو الفضل التي يهزها موت الأب جلال، سرعان ما يكتشف ابناه طارق، الذي يُجبر على تحمل مسئولية الأسرة، وحجازي الطبيب العائد من القاهرة، أن والدهما لم يكن الرجل البسيط الذي عرفاه، يتضح أن جلال كان متورطًا في تجارة الآثار ولديه شبكة معقدة من الأسرار والديون التي تهدد بتمزيق العائلة وتوريطها في صراعات خطيرة.

فيلم السادة الأفاضل يضم نخبة من السادة الأفاضل هم محمد ممدوح، بيومي فؤاد، طه دسوقي، محمد شاهين، أشرف عبد الباقي، انتصار، علي صبحي، ناهد السباعي، هنادي مهنا، ميشيل ميلاد، إسماعيل فرغلي، حنان سليمان، دنيا ماهر ومن تأليف مصطفى صقر، محمد عز الدين، عبد الرحمن جاويش، وإخراج كريم الشناوي.

قصة وأبطال فيلم فيها ايه يعني

ومن الأفلام التي تدور في إطار كوميدي رومانسي فيلم فيها إيه يعني، حيث يناقش فكرة أن الحب يمكن أن يدق الأبواب فى أى وقت، وأنه لا يوجد سن معينة للحب، من خلال قصة رجل وهو محاسب متقاعد يعيش قصة حب قديمة مع سيدة ربة منزل، ولكن تتغير حياتهما عندما يتقابلان مرة أخرى بعد مرور سنوات، وتتوالى الأحداث، بطولة ماجد الكدوانى، غادة عادل، أسماء جلال، مصطفى غريب، وميمي جمال، ريتال عبد العزيز، وإنتاج ماجيك بينز للمنتج أحمد الجنايني، وسينرجي بلس تامر مرسي، ورشيدي فيلمز، وروزناما، وهو من تأليف مصطفى عباس ومحمد أشرف ووليد المغازي، إخراج عمر رشدي حامد.

أما فيلم قصر الباشا فهو يُعد تجربة جديدة تجمع بين الغموض والتشويق في أجواء اجتماعية، وتدور أحداثه في إطار درامي تشويقي، حيث تقع جريمة قتل غامضة داخل أحد الفنادق الفاخرة، ما يفتح الباب أمام سلسلة من الأحداث والتحقيقات المثيرة، والفيلم من تأليف محمد ناير، وإخراج محمد بكير، وإنتاج الاء لاشين ويضم نخبة كبيرة من النجوم، أبرزهم: أحمد حاتم، حسين فهمي، مايان السيد، صدقي صخر، نانسي صلاح، حمزة العيلي، نبيل عيسى، أحمد فهيم، محمد القس، وسمية رضا وهيثم زيدان.

وفي النهاية، يثبت هذا الموسم أن السينما المصرية تعيش موجة تجديد حقيقية، تعتمد على تنوع يرضي مختلف الأذواق ويعيد الجمهور إلى القاعات بثقة وشغف، فقد قدمت الأفلام مزيجًا متوازنًا بين الترفيه والرسالة، وبين الخفة والعمق، مما صنع حالة انتعاش لافتة، ومع استمرار هذا التنوع، تبدو السينما في طريقها إلى مرحلة أكثر إشراقًا وتطورًا.