الشهر الثالث من حياة الرضيع مرحلة مليئة بالتغيرات والتطورات المهمة، والتي تسعد الأم وتشعرها بالفرحة والسعادة، حيث يكتسب الطفل في هذه الفترة قدرات حركية وحسية جديدة، ولكن مع هذه التغيرات قد تواجه الأم بعض التحديات والمشاكل التي تؤثر على صحة الرضيع وراحته أيضاً؛ حيث يتعرض الرضيع إلى اضطرابات في النوم وبعض المشاكل في التغذية والهضم، ما يحتاج إلى اهتمام دقيق ومعرفة كافية من الأم والمشرفين على الرعاية؛ لضمان نمو الطفل بشكل صحي وسعيد.
في هذا التقرير نتعرف إلى جماليات الرضيع في الشهر الثالث ومشاكله أيضاً، من ناحية أسباب كل حالة وعلاماتها، وكيفية التعامل معها بطريقة فعّالة ومدروسة وفقاً لموقع "هيلث لاين" الطبي.

جماليات الطفل في الشهر الثالث

بطبيعة الحال ترتبط الجماليات بمشاهدة تطور مهارات الطفل ومنها:
تتحسن حاسة السمع : فنجد الطفل يدير رأسه بحثاً عن مصدر الأصوات من حوله، كما يبدأ الطفل حب سماع صوت الموسيقى.
ينتظم الرضيع في مواعيد رضاعته: كما يتحسن أداؤه أثناء الرضاعة؛ فإذا اقترب من الثدي يستطيع أن يقبض على الحلمة ويمتص اللبن أسرع مما كان يفعله في الشهر الأول والثاني.
مدة رضاعته من الثدي تقل عن ذي قبل: ويشبع بمعدل أسرع من ذي قبل، فتستغرق رضاعته خمس أو ست دقائق من كل ثدي، مع ظهور "القشط" أو إرجاع كمية من اللبن بعد الرضعة مباشرة، يصاحبه التجشؤ أحياناً.
تحسن حاسة البصر عند الطفل: حيث يفضل النظر للألوان الزاهية، ويبدأ التحديق بالوجوه التي تصبح واضحة بالنسبة له، كما يبدأ الطفل بالتفاعل مع المحيط من حوله، بالضحك والابتسام.
يبدأ الطفل بالتواصل مع الأم: وبطرق أخرى غير البكاء؛ حيث يقوم بإصدار أصوات وحركات خاصة به، وكلها أمور وأعراض لا تثير القلق، إلا أنه يفضل مراجعة الطبيب لإجراء التقييم العام.
لهذا يعد الشهر الثالث للطفل المولود فترة حساسة، وتحتاج إلى الانتباه والحرص من جانب الأم؛ لمراعاة صحة طفلها وتلبية احتياجاته المتغيرة، وتوفير بيئة صحية وداعمة له.

أبرز مشاكل الرضيع في الشهر الثالث

اضطرابات النوم:

الرضيع في الشهر الثالث يمر بتغيرات في نمط نومه، حيث تبدأ فترات نومه الليلية بالاستقرار تدريجياً، لكن قد تواجه الأم مشكلة في ضبط موعد نوم الطفل، وترجع الأسباب إلى:

• عدم انتظام الساعة البيولوجية للرضيع.
• التسنين المبكر أو انزعاج بسبب المغص.
• عدم استقرار البيئة المحيطة بالنوم.

طرق التعامل:

وضع جدول ثابت للنوم مع روتين مريح مثل؛ التحميم الدافئ والغناء الهادئ.
تقليل الإضاءة والضوضاء في غرفة النوم.
وضع الرضيع في سرير مريح ودافئ.

مشاكل التغذية:

قد يواجه الطفل صعوبة في الرضاعة الطبيعية أو الصناعية في هذه المرحلة، وترجع الأسباب إلى حدوث ارتجاع معدي مريئي.
حساسية تجاه الحليب الصناعي أو أحد مكونات غذاء الأم في حالة الرضاعة الطبيعية، نمو الفم أو الفكين بشكل غير مكتمل.
طرق التعامل:
إذا كانت الأم ترضع طبيعياً، يفضل متابعة نظام غذائي تتجنب فيه الأطعمة المثيرة للحساسية.
في حالة الحليب الصناعي، يمكن تجربة أنواع مختلفة من الحليب بناءً على استشارة الطبيب.
كما يمكن إرضاع الطفل بزاوية 45 درجة لتقليل احتمالية الارتجاع.
ما هي مشاكل الرضاعة الطبيعية؟

المغص والغازات:

المغص من أكثر المشاكل شيوعاً بين الأطفال الرضع في الشهر الثالث، وترجع الأسباب إلى: عدم نضج الجهاز الهضمي.
بلع الهواء أثناء الرضاعة، حساسية من بعض مكونات الحليب.
طرق التعامل:

• تدليك بطن الطفل بلطف بحركات دائرية للمساعدة في تخفيف الغازات.
• حمل الطفل بطريقة مائلة بعد الرضاعة لمدة 15-30 دقيقة.
• استخدام قطرات مضادة للغازات بعد استشارة الطبيب.

التغيرات في البراز:

قد تلاحظ الأم تغيراً في لون أو قوام براز الطفل، وترجع الأسباب إلى: تغير نوع الحليب أو إدخال مكملات غذائية، أو إصابة الطفل بعدوى معوية، أو الحساسية الغذائية.
طرق التعامل:
مراجعة النظام الغذائي للطفل أو الأم إذا كان يرضع طبيعياً، استشارة الطبيب فوراً إذا كان هناك دم في البراز أو علامات عدوى.

مشاكل الجلد:

قد يظهر على جلد الرضيع طفح جلدي أو حساسية، وترجع الأسباب إلى: ارتداء ملابس غير مناسبة للطقس، استخدام منتجات تحتوي على مواد كيميائية مهيجة، الحساسية تجاه بعض الأطعمة التي تنتقل عبر الرضاعة.
طرق التعامل:
استخدام ملابس قطنية خفيفة ومناسبة.
تطبيق كريمات مخصصة لبشرة الرضع للحفاظ على ترطيب الجلد.
اختيار منتجات عناية بالبشرة خالية من العطور والمواد الكيميائية.

البكاء المستمر دون سبب واضح:

البكاء هو وسيلة الرضيع للتواصل، لكن البكاء المستمر قد يكون مؤشراً على مشكلة، ومن الأسباب: الشعور بالجوع أو التعب، الحاجة إلى تغيير الحفاض، الشعور بالانزعاج أو المغص.
طرق التعامل:
التأكد من تلبية جميع احتياجات الطفل الأساسية.
حمل الطفل بالقرب من جسم الأم لتوفير شعور بالراحة والأمان.
استخدام تقنيات تهدئة مثل تشغيل أصوات مهدئة أو تدليك الطفل.

مشاكل التسنين المبكر:

على الرغم من أن التسنين يبدأ غالباً في الشهر السادس، إلا أن بعض الأطفال قد يبدأون في إظهار علامات التسنين في الشهر الثالث، ومن الأسباب: العامل الوراثي، ونمو سريع للأسنان.
الحلول:
توفير حلقات التسنين المبردة لتخفيف الألم.
تدليك لثة الطفل بلطف باستخدام أصبع نظيف.
استشارة الطبيب إذا كان الألم شديداً.

نصائح عامة للأمهات في الشهر الثالث

• مراقبة تطور الطفل باستمرار والتأكد من أنه يكتسب الوزن بشكل طبيعي.
• الحرص على متابعة مواعيد التطعيمات لحماية الطفل من الأمراض.
• تخصيص وقت للعب والتفاعل مع الطفل لتعزيز نموه العقلي والجسدي.

متى ينبغي القلق ومراجعة الطبيب؟

هناك ضرورة لمراجعة الطبيب المختص في حال ظهور أي من العلامات التالية على الطفل البالغ 3 أشهر:

• عدم ابتسام أو ضحك الطفل بعد بلوغه عمر 8 أسابيع أو 3 أشهر.
• تهيج الطفل، أو عدم هدوء الطفل عند حمله لتهدئته.
• ظهور أحد جانبي الجسم أقوى من الجانب الآخر.
• عدم رضاعة الطفل بالشكل الصحيح والمناسب.
• إمساك الطفل أصابعه بقبضة يده.
• عدم التفات الطفل للأصوات المفاجئة والضوضاء من حوله.
• مرونة الطفل الزائدة، أو تصلبه.
• إفراط الطفل في البكاء.

*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.