كوبا كبرى جزر الكاريبي، وتزخر بالتاريخ والثقافة وكذلك الغموض، وتصدح الموسيقى الحية في ساحات هافانا القديمة المرصوفة بالحجارة، والمدرجة على قائمة التراث العالمي، ولا تزال السيارات العتيقة تجوب شوارع البلاد في أجواء بعبق التاريخ تزينها المباني القديمة الجميلة. وتزخر كوبا بجمال طبيعي خلاب، وتمتد سواحل هذه الجزيرة الشاسعة لأكثر من 5000 كيلومتر، معظمها محاط بشواطئ خلابة، وتتلألأ الشعاب المرجانية في مياهها الفيروزية. وبجانب كل هذا التاريخ والجمال والأصالة تُقدم كوبا عمقاً وتنوعاً لا يُضاهيه إلا القليل من جزر الكاريبي، إضافة إلى ما توفره من تجربة رائعة للغوص وصيد الأسماك. هافانا فيجا، أو هافانا القديمة، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو وتُعدّ جزءاً لا يتجزأ من التاريخ الكوبي، وبالتجول في شوارعها المرصوفة بالحجارة والتأمل في مبانيها الباروكية والكلاسيكية الحديثة يسهل على الزائر تخيّل الحياة في كوبا قبل 200 عام. وتُنعش أعمال التجديد الشاملة هذه المباني التاريخية، ومن أبرز معالمها ساحة الكاتدرائية، موطن كاتدرائية سان كريستوبال ذات الطراز الباروكي الكوبي، ومطعم بوديغيتا ديل ميديو الأسطوري، ملتقى همنغواي، والحصن العسكري كاستيلو دي لا ريال فيورزا. وتقع ساحة بلازا فيجا في المدينة القديمة، وهي من أبرز الأماكن التي تستحق الزيارة في هافانا، وتضم هذه الساحة النابضة بالحياة بعض المباني البارزة، بما في ذلك قصر الكوندي جاروكو بنوافذه الزجاجية الملونة الرائعة في الطابق الأول، والذي يعود للقرن الثامن عشر، وعلى مقربة توفر الكاميرا المظلمة إطلالات خلابة من برجها الذي يبلغ ارتفاعه 35 متراً. وأفضل طريقة لاستكشاف هافانا القديمة، هي التجول في شوارعها المرصوفة بالحجارة، حيث تنتظر الزائر في كل زاوية صور زاهية الألوان، من المباني الباهتة المطلية بألوان الباستيل إلى الملابس التي ترفرف مع النسيم على حبال الغسيل والسيارات الكلاسيكية ذات اللون الوردي الفاتح. ويوصى بتخصيص وقت لمشاهدة الأطفال يلعبون كرة القدم في إحدى الساحات أو للاستماع إلى عرض موسيقي مرتجل. فاراديرو من أشهر الوجهات الشاطئية في كوبا، وتضم أحد أفضل شواطئ الكاريبي، وتمتد على طول شبه جزيرة هيكاكوس المطلة على البحر قبالة الساحل الشمالي، ويربطها جسر متحرك بالبر الرئيسي. ويصطف أكثر من 50 منتجعاً شاطئياً على طول هذا الشريط السياحي الشهير المُحاط بأشجار النخيل، وتجذب شواطئه الرملية البيضاء الرائعة زواراً من جميع أنحاء العالم. وتشمل أبرز معالم فاراديرو منتزه فاراديرو البيئي (باركي إيكولوجيكو فاراهيكاكوس)، والكهفين «أمبروسيو» و«مسلمانيس». ولمزيد من المغامرات تحت الأرض، يُقدم كهف ساتورنو (كويفا دي ساتورنو) ملاذاً منعشاً من حرارة الشمس على الشاطئ، حيث يمكن الاستمتاع بالغطس والتأمل في جمال الصواعد والهوابط العملاقة، ثم القفز من الحواف المحيطة إلى البركة الزرقاء في الأسفل. وفي فاراديرو توجد أيضاً حديقة جوسون الهادئة وحدائق الزهور الغناء، ومطعم ومسبح وبحيرة صغيرة، حيث يمكن التجول فيها بقوارب التجديف. وإلى جانب الغطس يمكن ممارسة صيد الأسماك في أعماق البحار، ولعب الغولف، والقفز بالمظلات، والانضمام إلى الرحلات النهارية لرؤية المعالم الثقافية. ترينيداد استكشاف مدينة ترينيداد، المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، أشبه برحلة عبر الزمن في كوبا، فالمباني المرممة بشكل جميل والشوارع المرصوفة بالحجارة في وسط المدينة تُضفي لمسةً ساحرة، ويعود تاريخ معظم العمارة إلى القرنين السابع عشر والتاسع عشر عندما ازدهرت ترينيداد بفضل تجارة السكر. وتُعدّ ترينيداد اليوم واحدة من أفضل مدن كوبا للزيارة، بعد هافانا، فهناك يمكن الاستمتاع بأجوائها النابضة بالحياة في ساحة بلازا مايور المرصوفة بالحجارة، وهي الساحة المركزية للمدينة. وفوق الساحة، تقع كنيسة الثالوث الأقدس ذات الطراز الكلاسيكي الحديث. ومن أبرز معالم ترينيداد الأخرى كنيسة ودير القديس فرانسيس، مع برج الجرس المميز وقصر برونيت، وهو منزل كبير تم بناؤه في عام 1812 ولا يزال يضم لوحات لجدارية أصلية وأرضيات الرخام. وشرق ترينيداد، وعلى الطريق المؤدي إلى سانكتي سبيريتوس، يقع وادي «فالي دي لوس إنجينيوس» الخصب المُدرج أيضاً ضمن قائمة التراث العالمي، والذي يضم العديد من الآثار والنصب التذكارية التي ترجع إلى القرن التاسع عشر، عندما ازدهرت مزارع ومصانع قصب السكر. ومن أفضل الأنشطة التي يمكن القيام بها في ترينيداد هي القيادة أو ركوب الخيل عبر المناظر الطبيعية الخلابة لحقول قصب السكر الخضراء وأشجار النخيل والجبال. غواردالافاكا تتميز غواردالافاكا، الواقعة في مقاطعة هولغوين، بشواطئها المتلألئة وهي أكثر هدوءاً وانعزالاً من فاراديرو، وتُحيط بها أوراق الأشجار الوارفة معطية مساحات واسعة من الظل لمن يبحثون عن ملاذ من شمس المناطق الاستوائية. ويمكن لهواة الغوص استكشاف الحياة البحرية المتنوعة على طول الشعاب المرجانية، وتشمل الرحلات النهارية مغامرات في الأدغال، ورحلات إبحار، وجولات سياحية في سانتياغو دي كوبا. وإلى الغرب من غواردالافاكا، تضم باهيا دي نارانيو شريطاً ساحلياً واسعاً وثلاث جزر، بما في ذلك كايو نارانيو مع دولفيناريوم الشهير. بلايا بارايسو في بلدٍ معروف بشواطئه الخلابة يُعدّ شاطئ بلايا بارايسو، والذي يعني شاطئ الفردوس والواقع في جزيرة كايو لارغو ديل سور، أحد أفضل شواطئ كوبا. ويمتدّ هذا الشاطئ الساحر على طول الحافة الغربية المحمية للجزيرة، ويتكون من الرمال البيضاء الناعمة المتناغمة مع البحر الأزرق الصافي، ويمتزج الشاطئ مع شاطئ بلايا سيرينا الذي لا يقل عنه سحراً. وتعتبر جزيرة «كايو لارجو ديل سور» وجهة مثالية للباحثين عن الشمس، حيث تتمتع بمناخ جاف ومشمس وقليل من مناطق الجذب السياحي إلى جانب بعض أجمل الشواطئ في كوبا والعديد من الفنادق والمنتجعات. كايو كوكو كايو كوكو وجهة شاطئية مثالية أخرى في كوبا، وواحدة من أكثرها عزلة. وظهرت الجزيرة في روايات همنغواي، «جزر في النهر» و«العجوز والبحر»، إلى جانب كايو غييرمو المجاورة. وباعتبارها جزءاً من أرخبيل سابانا-كاماغواي، وهو أرخبيل جزر جاردينيس ديل ري، تتصل كايو كوكو بالبر الرئيسي عبر جسر إلا أن معظم الزوار يصلون إليها جواً.