انتشرت حالة التفاؤل في الأسواق العالمية، ليغلق مؤشر داو جونز الأمريكي والأسهم الأوروبية عند مستويات قياسية مرتفعة، الثلاثاء، في ظل توقع المستثمرين انتهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة وتقييمهم لنتائج الشركات. ارتفع المؤشر داو جونز الصناعي إلى مستوى غير مسبوق عند الإغلاق، الثلاثاء مدعوما بالتقدم المحرز نحو إنهاء أطول إغلاق حكومي في الولايات المتحدة، في حين تراجعت أسهم شركة إنفيديا وغيرها من الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بسبب تجدد المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة. ومما عزز من مكاسب المؤشر داو جونز والمؤشر ستاندرد اند بورز 500، عودة أعضاء مجلس النواب الأمريكي إلى واشنطن بعد استراحة استمرت 53 يوما للتصويت الذي قد ينهي الإغلاق الحكومي. ومما زاد من التوتر بشأن الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التي غذت انتعاش السوق في السنوات القليلة الماضية، إعلان سوفت بنك الياباني الذي يركز على الاستثمار في التكنولوجيا عن بيعه لأسهم إنفيديا مقابل 5.8 مليار دولار، وتراجعت أسهم شركة صناعة الرقائق الإلكترونية في تعاملات، الثلاثاء. وانخفض سهم كور ويف المدعومة من إنفيديا بعد أن خفضت شركة الحوسبة السحابية توقعاتها للإيرادات السنوية بسبب معوقات في أعمال مراكز البيانات. وارتفع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 0.21 بالمئة ليغلق عند 6846.61 نقطة، في حين تراجع المؤشر ناسداك المجمع 0.25 بالمئة إلى 23468.30 نقطة، وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 1.18 بالمئة إلى 47927.96 نقطة. ومع صعوده، الثلاثاء، ارتفع المؤشر داو جونز بنسبة تقارب 13 بالمئة منذ بداية 2025. أسهم أوروبا تغلق عند ذروة قياسية أغلقت الأسهم الأوروبية عند مستوى قياسي مرتفع، الثلاثاء بقيادة أسهم الرعاية الصحية، في ظل توقع المستثمرين انتهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة وتقييمهم لنتائج أعمال شركات الاتصالات من بينها فودافون وإنويت. وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي على ارتفاع 1.3 بالمئة، ليسجل مستوى قياسيا مرتفعا عند 580.13 نقطة، بعد أن سجل في وقت سابق أيضا أعلى مستوى يومي له على الإطلاق. وأغلق المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني أيضا على مستوى قياسي مرتفع، بدعم من آمال خفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة في ديسمبر، بعد أن أشارت البيانات إلى تباطؤ نمو الوظائف. ولامس المؤشر الإيطالي أعلى مستوى له منذ عام 2001. وسجلت الأسهم الأوروبية أكبر مكاسب يومية لها في ستة أشهر، الاثنين، بدعم من شعور المتعاملين بالارتياح لأن نهاية إغلاق الحكومة الأمريكية تعني استئناف إصدار البيانات الرسمية المهمة. وأقر مجلس الشيوخ الأمريكي اتفاقا في وقت متأخر، من شأنه أن يعيد التمويل الاتحادي الأمريكي وينهي أطول فترة إغلاق حكومي في الولايات المتحدة. وفي غضون ذلك، أثر تجدد المخاوف بشأن ارتفاع تقييمات شركات التكنولوجيا على الأسواق الأمريكية. وأثار بيع مجموعة سوفت بنك لحصتها في إنفيديا البالغة 5.8 مليار دولار مخاوف من أن التعلق بالذكاء الاصطناعي قد بلغ ذروته. وتقدمت أسهم الرعاية الصحية 2.9 بالمئة. قفز سهم نوفو نورديسك، وعزا المستثمرون هذه المكاسب إلى التعليقات الإيجابية من شركة الوساطة جيه.بي مورجان. وفي سياق آخر، أظهرت وثيقة اطلعت عليها رويترز أن شركة الأدوية خفضت سعر عقار ويجوفي لإنقاص الوزن بنسبة تصل إلى 33 بالمئة في الهند. وحقق سهم زيلاند فارما قفزة 8.7 بالمئة. وصعدت أسهم السلع الفاخرة 2.4 بالمئة، بينما ارتفعت أسهم البنوك 1.1 بالمئة. وقفز سهم فودافون 8.3 بالمئة بعد أن ساعد انتعاش نمو الشركة في ألمانيا على رفع توقعات أرباحها. وعلى النقيض، هوى سهم إنويت 11.8 بالمئة بعد أن خفضت شركة أبراج الاتصالات توقعاتها لإيراداتها لعام 2026. نيكاي يتخلى عن المكاسب وفي اليابان، أغلق المؤشر نيكاي الياباني جلسة الثلاثاء على انخفاض متخليا عن مكاسب حققها في وقت سابق، بعد استغل المستثمرون فرصة ارتفاع أسهم التكنولوجيا لجني الأرباح. وأنهى المؤشر نيكاي اليوم منخفضا 0.14 بالمئة عند 50842.93 نقطة، بعد أن ارتفع في وقت سابق من الجلسة 1.18 بالمئة مسجلا أعلى مستوى له في أسبوع واحد عند 51513.16 نقطة. وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.13 بالمئة إلى 3321.58 نقطة. وقالت ماكي ساوادا، الخبيرة في شركة نومورا سيكيوريتيز «لا توجد قوة دافعة واحدة كبيرة» وراء مكاسب الأسهم، وأضافت أن «بعض المتعاملين ينتهزون الفرصة لجني الأرباح». وسجل المؤشر نيكاي أعلى مستوى له على الإطلاق عند 52636.87 نقطة قبل أسبوع، مدعوما بالحماس العالمي إزاء الذكاء الاصطناعي والآمال في التحفيز المالي من إدارة رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة ساناي تاكايتشي. وأنهى نيكاي يوم الثلاثاء بانخفاض 117 من إجمالي 225 سهما على المؤشر وارتفاع 105 أسهم وبقاء ثلاثة دون تغير.