توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» في تقريرها الشهري الصادر الأربعاء أن يكون المعروض العالمي من النفط في 2026 متوافقاً مع الطلب، في تحول واضح بعد تقديرات سابقة بوجود عجز في الإمدادات.

وجاء هذا التغيير مع رفع تحالف أوبك+، الذي يضم دول أوبك وروسيا وحلفاء آخرين، أهدافه الإنتاجية بنحو 2.9 مليون برميل يومياً منذ إبريل/ نيسان، أي ما يعادل نحو 2.7% من المعروض العالمي، مع خطة لتعليق زيادات الإنتاج مؤقتاً في الربع الأول من 2026 وسط توقعات بفائض طفيف.

وأشار تقرير أوبك إلى أن الطلب على نفط الخام من دول التحالف سيبلغ نحو 43 مليون برميل يومياً، بما يعني فائضاً قدره 20 ألف برميل يومياً إذا استمر التحالف في ضخ النفط بالمعدل الحالي، مقارنةً بتقديرات الشهر الماضي التي كانت تشير إلى عجز قدره 50 ألف برميل يومياً، بينما كان تقرير سبتمبر/ أيلول الماضي يتوقع نقصاً قدره 700 ألف برميل يومياً.

وفي الوقت ذاته، خفّفت وكالة الطاقة الدولية من توقعاتها السابقة بشأن بلوغ ذروة الطلب على النفط قريباً، لتشير إلى استمرار نمو الاستهلاك العالمي حتى منتصف القرن، مدعوماً بتباطؤ وتيرة تبني السيارات الكهربائية.

وتوقعت الوكالة ارتفاع الاستهلاك من نحو 100 مليون برميل يومياً حالياً إلى 113 مليون برميل بحلول عام 2050 ضمن سيناريو السياسات الحالية، مع استقرار مبيعات السيارات الكهربائية بعد عام 2035.

وأوضح المدير التنفيذي للوكالة، فاتح بيرول، أن وتيرة كهربة قطاع النقل والسياسات الحكومية ستكون عوامل حاسمة لتحديد الطلب المستقبلي، مشيراً إلى أن تلبية هذا النمو ستتطلب نحو 25 مليون برميل يومياً إضافية من مشاريع جديدة، ما قد يرفع أسعار النفط إلى نحو 90 دولاراً للبرميل بحلول 2035.

وأضاف التقرير أن إنتاج الغاز الطبيعي المسال سيشهد نمواً تاريخياً بنسبة 50% بنهاية العقد الحالي، فيما يعتمد توازن السوق على سرعة التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، مع احتمال حدوث فائض في المعروض قبل أن يتراجع تدريجياً منتصف العقد المقبل. وأكدت الوكالة أن سيناريو السياسات الحالية يتوافق بدرجة أكبر مع توقعات أوبك لنمو الطلب حتى 2050.