تستكشف الدول والجهات المسؤولة حول العالم والشركات كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في إحداث نقلة نوعية في قطاع التعليم، وبدأت أيسلندا تحديدًا مشروعًا تجريبيًا يدرس سبل الاستفادة من التكنولوجيا في مدارس البلاد ودعم المعلمين والطلاب.
استهداف المعلمين
نظرًا لأن المعلمين مثقلون بالمهام الإدارية والأعمال الورقية، فيمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي وسيلة لتخفيف الأعباء عنهم وتحويل تركيزهم إلى التدريس فقط، ودعم عدد أكبر من الطلاب بصورة أفضل.
أيسلندا
اكتسبت أيسلندا – التي يزيد عدد سكانها على 400 ألف نسمة – سمعة طيبة كواحدة من أكثر الدول تقدمًا في أوروبا فيما يتعلق بتبني التقنيات الجديدة، وقياس أثر ذلك على تعلم الطلاب، حتى أنها أعلنت مؤخرًا إحدى أوائل التجارب التعليمية الوطنية الرائدة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
كلود في الفصول الدراسية
في واحد من أوائل المشاريع التجريبية الشاملة للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التعليم، أعلنت "أنثروبيك" – المطورة لنموذج اللغة الكبير "كلود" - ووزارة التعليم والطفولة في أيسلندا عن شراكة تسمح بوصول المعلمين في أنحاء البلاد إلى أدوات التكنولوجيا المتقدمة، مما يساعدهم في إعداد الدروس والوصول للموارد التعليمية ومواد التدريب وشبكة دعم مخصصة.
التطبيق العملي
من خلال الخوارزميات التعليمية لمنصة "كلود" يمكن للمعلمين من ريكافيك إلى أبعد قرى أيسلندا تحليل وتفسير مجموعة واسعة من المحتوى بداية من النصوص المعقدة إلى المسائل الرياضية، وتخصيص الدروس لتلبية احتياجات الطلاب المختلفة بشكل أفضل، من أجل تعزيز بيئة تعليمية غنية والمساعدة في سد أي فجوات تعليمية.
اللغات
والأهم من ذلك هو دعم مجموعة من اللغات إلى جانب اللغة الأيسلندية، مع حرص السلطات على حماية اللغة الأم في ظل بيئة رقمية تهيمن عليها اللغة الإنجليزية، لضمان توفير بيئة تعليمية شاملة قدر الإمكان، ولم تتضح بعد مدة البرنامج التجريبي الأيسلندي أو تكلفته، لكن "أنثروبيك" أكدت أنها تأمل أن يكون بمثابة انطلاق لبرامج أخرى، متطلعة لإقامة شراكات مماثلة مع المزيد من الدول.
خطوة جريئة
وصفت الشركة الأمريكية هذا المشروع بأنه أحد أوائل المشاريع التجريبية الوطنية الشاملة للتعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي في العالم، وذكر وزير التعليم "غودموندور إنجي كريستنسون": نتخذ خطوة جريئة وننطلق في مشروع طموح، واضعين احتياجات المعلمين كمبدأ توجيهي لنا، باستخدام تقنيات من رواد عالميين في هذا المجال.
الإشراف
ستلعب الجهات التنظيمية في أيسلندا دورًا أساسيًا في الإشراف على المبادرة، وضمان توافق تدابير الخصوصية الصارمة مع المعايير الوطنية، مما يؤكد على أهمية موازنة الابتكار التكنولوجي مع الاعتبارات الأخلاقية.
تجارب مختلفة
ليست "أنثروبيك" الشركة التقنية الوحيدة التي بدأت في تطوير التعليم، إذ أعلنت "أوبن إيه آي" في سبتمبر شراكتها مع الحكومة اليونانية لتوفير تقنياتها في المدارس الثانوية والشركات الناشئة في البلاد، وكذلك تطلق إستونيا مبادرة وطنية لتزويد المعلمين والطلاب بأدوات الذكاء الاصطناعي.
استخدامات متنوعة
استخدم البرلمان الأوروبي نظام "كلود" لتسهيل الوصول إلى أكثر من 2.1 مليون وثيقة رسمية، مما يظهر قدرة الذكاء الاصطناعي على تبسيط العمليات البيروقراطية بصورة كبيرة، وأيضًا أتاحت كلية لندن للاقتصاد للطلاب إمكانية الوصول إلى منصة "كلود" وهو ما عزز مهاراتهم في التفكير النقدي وحل المشكلات.
الخلاصة
تظهر تجربة أيسلندا كيف يمكن للدول استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل عملي ومسؤول، ومدى إدراك المؤسسات التعليمية لقدرة التكنولوجيا على تحسين الخدمات العامة مع الحفاظ على القيم والأهداف السياسية.
المصادر: موقع "أنثروبيك" - يورو نيوز – "إيه آي بيزنس" – أوتو بلوجينج.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
