أثر العقوبات الأمريكية بشكل ملحوظ على صادرات روسيا من الغاز الطبيعي المسال، حيث سجلت كميات الصادرات تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة، وذلك نتيجة للأوضاع الجيوسياسية المتنامية والأزمة الروسية الأوكرانية، حيث تحاول روسيا استعادة حصتها العالمية من خلال تقديم حلول بديلة وخطط جديدة، ولكن التحديات التي تواجهها لاتزال قائمة وتثير القلق.

تشير إحصائيات المهندس وائل عبد العاطي، خبير الصناعات الغازية بمنظمة أوابك، إلى تراجع صادرات روسيا من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 7.5% خلال الربع الثاني من عام 2025، حيث بلغت الكميات المصدرة 7.4 مليون طن، مقارنة بـ 8 ملايين طن في الفترة نفسها من العام الماضي، واستمر هذا التراجع ليصل إلى 6.8 مليون طن في الربع الثالث، يبرز هذا التغيير الكبير تأثير العقوبات المفروضة والوضع الاقتصادي المتدهور.

تتجلى جميع هذه المعطيات في تقرير تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين لمنظمة أوابك، حيث وُجد أن صادرات روسيا في الشهور التسعة الأولى من عام 2025 كانت حوالي 22.2 مليون طن، بانخفاض 8.8% مقارنة بعام 2024، كما تراجعت حصتها السوقية إلى 7% من التجارة العالمية، ويرتبط هذا الانخفاض بشكل مباشر بتوقف محطات الإسالة الحيوية.

من بين تلك المحطات الحيوية توجد محطة Portovaya التي تديرها شركة Gazprom، ومحطة Vysotsk التي تديرها شركة Novatek، حيث تم استهدافهما بالعقوبات الأمريكية في يناير 2025. منذ ذلك الحين، انخفضت الشحنات بشكل كبير، حيث سجلت ثلاث شحنات فقط إلى إسبانيا وبلجيكا، مما أثر سلبًا على إجمالي صادرات الغاز الطبيعي المسال الروسية منذ مطلع 2025.

رغم تلك العقوبات، تمكنت روسيا من تصدير شحنات من مشروع Arctic LNG 2، حيث كانت الصين الوجهة الرئيسية لهذه الشحنات، وتم تحميلها عبر أسطول الناقلات الخاصة. ولكن هذه الشحنات تمثل نسبة ضئيلة من الطاقة الإنتاجية لوحدة الإسالة الأولى في المشروع، مما يعكس القيود المفروضة والتحديات اللوجستية.

بلغت الشحنات التي تم تحميلها من المشروع 9 شحنات بحمولة تجاوزت 1.2 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال تكافئ 0.54 مليون طن، ورغم محاولات استعادة الأنشطة التجارية عبر وحدات التخزين العائمة، إلا أن الكثير من العقبات لا تزال قائمة، ما يبقي مستقبل صادرات الغاز الروسي غير مستقر.