كان هطول الأمطار الغزيرة ليلة الإثنين الماضي من أشد العواصف المطرية في تاريخ مدينة نيويورك، وهو النوع من العواصف الذي يتكرر الآن بشكل متزايد بسبب الاحتباس الحراري. وهطل أكثر من 5 سنتيمترات من الأمطار في «سنترال بارك» بمدينة نيويورك في الساعة السابعة من مساء الإثنين الماضي، كجزء من أمطار غزيرة إقليمية ملأت الطرق السريعة ومترو الأنفاق في المدينة، ما استدعى العديد من عمليات الإنقاذ في المياه.
كانت الأمطار أكثر شدة في أماكن أخرى من المنطقة، وهطل أكثر من 5 سنتيمترات من الأمطار في 30 دقيقة فقط في «بروستر» بنيويورك في «وادي هدسون». وفي مقاطعة «يونيون» بولاية «نيوجيرسي» المجاورة، هطل أكثر من 15 سنتيمتراً من الأمطار في أكثر من ساعة بقليل، وتوفي شخصان على الأقل عندما انجرفت السيارة التي كنت تقلهما عن الطريق.
وأعلن حاكم ولاية نيوجيرسي، فيل مورفي، حالة الطوارئ بسبب الأمطار الغزيرة، ونصح الناس بتجنب السفر غير الضروري. وكتب أحد سكان نيوجيرسي على مواقع التواصل الاجتماعي، «نيوجيرسي تغرق. لم أرَ قط طرقاً سريعة تغمرها المياه. هذا لا يصدق. أزمة المناخ تلوح في الأفق الآن».
وجاءت الأمطار نتيجة ما وصفته هيئة الأرصاد الجوية الوطنية بـ«سيناريو سريع التطور»، حيث بدأت جبهة باردة بطيئة الحركة بالتفاعل مع هواء شديد الرطوبة، قادم من المحيط الأطلسي، الأكثر دفئاً من المعتاد.
وقد وجّهت هيئة الأرصاد الجوية إشعارا مسبقاً للمناطق الأكثر تضرراً، بما في ذلك مدينة نيويورك، مع العديد من التحذيرات من الفيضانات.
وتسببت فترات الأمطار الغزيرة، مثل تلك التي هطلت يوم الإثنين في مشكلات متزايدة في جميع أنحاء المنطقة مع تغير المناخ. وتتحمل مدينة نيويورك الآن يوماً إضافياً من الأمطار الغزيرة كل عام في المتوسط، مقارنة بأواخر القرن التاسع عشر.
وأظهر مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع، مياه الفيضانات تتدفق من شبكة الصرف الصحي مثل نافورة مياه حارة في محطة شارع 28 بوسط «مانهاتن»، وكانت المياه تغمر عربة مترو متوقفة ومليئة بالناس. وقال الرئيس التنفيذي لهيئة النقل الحضرية، جانو ليبر، في مقابلة مع محطة تلفزيونية في مدينة نيويورك: «ما حدث الليلة الماضية هو أمر خارج عن السيطرة»، متابعاً: «يتشبع نظام صرف مياه الأمطار لتتدفق المياه إلى محطات المترو».
وفي حين أن أنظمة مترو الأنفاق في المدينة مصممة لتصريف ما يصل إلى 4.5 سنتيمترات من مياه الأمطار في الساعة، فقد تم تسجيل 5.25 سنتيمترات من الأمطار كأعلى كمية في الساعة منذ بدء تسجيلات الطقس في مدينة نيويورك في عام 1869.
وتعرضت نيويورك لإعصار «إيدا» في سبتمبر 2021، والذي تسبب في وفاة 14 شخصاً في الشمال الشرقي، توفي معظمهم في أقبية غمرتها المياه.
ولم يتم تسجيل عاصفة مطيرة تتجاوز الحد الأقصى لتصميم مترو الأنفاق قبل عام 1991، لكنها حدثت 6 مرات منذ ذلك الحين، بما في ذلك أمطار يوم الاثنين.
وأظهرت دراسة نُشرت العام الماضي أن العواصف المطيرة مثل تلك التي حدثت خلال «إيدا» أصبحت الآن أكثر احتمالية بما يراوح بين 4 مرات و52 مرة بسبب أزمة المناخ. وتوصلت دراسة منفصلة أجريت عام 2021 إلى نتيجة مماثلة، ووجدت أيضاً أن العواصف المطرية في المنطقة الشمالية الشرقية هي الأسرع تزايداً في البلاد.
وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية خصص عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، أكثر من مليار دولار لتحسينات تصريف مياه الأمطار في المدينة، ومع ذلك، فإن هذا المبلغ أقل بكثير مما يقول الخبراء إنه ضروري لتحديث البنية التحتية القديمة للمدينة لمواجهة واقع المناخ الحالي، وليس حتى ما هو متوقع في المستقبل.
وقالت كبيرة مسؤولي المناخ في مدينة نيويورك، روهيت أغروالا، لصحيفة «نيويورك تايمز»: «لدينا بنية تحتية مصممة لبيئة لم نعد نعيش فيها»، وبالإضافة إلى التأثير المتزايد لفيضانات المياه العذبة، يتعين على المنطقة أيضاً التعامل مع تهديد متزايد في الوقت نفسه من المحيط الأطلسي. وتتوقع خطة المدينة لمواجهة الفيضانات أنها ستحتاج إلى 46 مليار دولار للحماية من عاصفة تحدث مرة واحدة كل 100 عام.
وتُظهر الأبحاث المنشورة هذا الشهر أن العواصف الشتوية في الشمال الشرقي تزداد تدميراً مع ارتفاع منسوب مياه البحر، وتراجع جليد بحر القطب الشمالي الذي يُسهم في تغيير أنماط الطقس إلى تكرارات أكثر تطرفاً وقوة. وكان أكثر الأمثلة تدميراً لهذا النوع من العواصف أخيراً هو العاصفة «ساندي»، حيث امتلأ مترو أنفاق مدينة نيويورك بالمياه المالحة، وتسبب في أضرار بلغت 19 مليار دولار في المدينة. عن «الغارديان»
. خطة المدينة لمواجهة الفيضانات تتوقع أنها ستحتاج إلى 46 مليار دولار للحماية من عاصفة تحدث مرة واحدة كل 100 عام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.