تستعد دولة الإمارات لاستكشاف القطب الجنوبي للقمر، من خلال تشغيل «بوابة الإمارات» من مركز التحكم بمنطقة الخوانيج في دبي، والتي سيتم توصيلها لمحطة الفضاء القمرية، في موعد أقصاه مارس/آذار عام 2031، من خلال مهمة «أرتميس 6»، حسب ما أعلنته وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا». أوضحت «ناسا» أن مركز محمد بن راشد للفضاء، أطلق التصميم الأولي لوحدة معادلة الضغط في المحطة، كما أعلنت إنجاز تصميم أول وحدتين من محطة الفضاء القمرية، والتي تشمل وحدة الطاقة والدفع ووحدة «هالو»، المخصصة للسكن والخدمات اللوجستية، حيث سيتم إطلاقهما إلى مدار القمر بمجرد اكتمال التجميع، على أن تقوم طواقم دولية من الرواد بتجميع المحطة حول القمر والانطلاق في بعثات استكشافية إلى منطقة القطب الجنوبي للقمر. وسيتم إدارة «بوابة الإمارات» وتشغيلها من مركز التحكم بمنطقة الخوانيج في دبي، لمدة قد تصل إلى 15 عاماً قابلة للتمديد ويبلغ وزن وحدة معادلة الضغط 10 أطنان وطولها 10 أمتار وعرضها 4 أمتار، بينما تبلغ أبعاد المحطة كاملة (42 × 20 × 19 متراً)، كما ستحصل الإمارات على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية. مراحل مختلفة وستشهد عملية تطوير وحدة معالجة الضغط 5 مراحل مختلفة، وأولى تلك المراحل مرحلة التخطيط ويتم خلالها تحديد الأهداف والاستراتيجيات واختيار شركاء المشروع لإنشاء نموذج لوحدة معادلة الضغط، ثم يتبعها مرحلة التصميم ويتم خلالها وضع التصاميم والمواصفات التفصيلية لمكونات وحدة معادلة الضغط المراد تجميعها، بينما تشمل المرحلة الثالثة عملية التأهيل وتتضمن اختيار وتأهيل مكونات وحدة معادلة الضغط، لضمان موثوقيتها وسلامتها، أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة الإطلاق وتشمل تجهيز وإطلاق المكونات الفضائية ودمجها في محطة الفضاء القمرية، ثم مرحلة التشغيل والتي سيتولى خلالها فريق المركز مسؤولية عمليات التشغيل الخاصة بوحدة معادلة الضغط، لمتابعة والتأكد من سلامة وظائفها كجزء مهم من محطة الفضاء القمرية. ويقدم مركز محمد بن راشد للفضاء، إلى جانب كل من وكالات الفضاء الأمريكية «ناسا» والأوروبية «إيسا»، واليابانية «جاكسا» والكندية، معدات رئيسية للمحطة، بما في ذلك التجارب العلمية والوحدات التي سيعيش ويعمل فيها رواد الفضاء والروبوتات وأنظمة دعم الحياة، كما ستعمل الفرق الدولية من الرواد على استكشاف الألغاز العلمية في أعماق الفضاء، كجزء من برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر لتحقيق اكتشافات علمية، ورسم مسارٍ لأولى البعثات البشرية إلى المريخ وما بعده. وظائف أساسية وتشكل محطة الفضاء القمرية أحد أهم العناصر في برنامج «أرتميس» التابع لوكالة «ناسا» الأمريكية، خاصة أنها ستكون أول محطة فضاء تدور حول القمر وستوفر المحطة، التي سيتم بناؤها بالتعاون مع شركاء دوليين وتجاريين، وظائف أساسية لدعم رواد الفضاء وتمكينهم من أداء وتنفيذ المهام الموكلة إليهم على أفضل وجه، كما ستسمح المحطة باستضافة رواد الفضاء لفترات طويلة، وتعزيز عمليات مهمات استكشاف سطح القمر وتسهيل الدراسات حول الإشعاع الشمسي والكوني، وانطلاقاً من المحاور السابقة تعد المحطة المحور الأهم ضمن برنامج أرتميس لاستكشاف القمر والبعثات المستقبلية إلى المريخ. وأوضحت «ناسا» أنها تستهدف إطلاق وحدة الطاقة والدفع و«هالو» في موعد أقصاه ديسمبر/كانون الأول 2027، وذلك على متن صاروخ فالكون من سبيس إكس، بينما تستغرق رحلة الوصول إلى مدار القمر نحو عام، بينما ستوفر سبيس إكس نظام هبوط المركبة الفضائية «ستارشيب» الذي سيهبط به رواد الفضاء على سطح القمر خلال مهمة أرتميس 3، وسينقل الرواد من المحطة القمرية إلى منطقة القطب الجنوبي للقمر خلال مهمة أرتميس 4، إضافة إلى توفير مركبات فضائية لوجستية لدعم البعثات المأهولة. وتضم محطة الفضاء القمرية منافذ لرسو مجموعة متنوعة من المركبات الفضائية الزائرة، إضافة إلى مساحة للطاقم للعيش والعمل والاستعداد لمهام سطح القمر، وباعتبارها منصة اختبار للرحلات المستقبلية إلى المريخ، ستُجرى دراسات مستمرة على متن المحطة مع الطاقم وبدونه، لفهم الآثار طويلة المدى لإشعاع الفضاء السحيق على أنظمة المركبات وجسم الإنسان بشكل أفضل، إضافة إلى اختبار وتشغيل أنظمة المركبات الفضائية من الجيل التالي، التي ستكون ضرورية لإرسال البشر إلى المريخ.