كل جزء من سلسلة Grand Theft Auto يقدم مجموعة جديدة من الشخصيات. ولذلك يتم إضافة أشرار جدد إلى السلسلة مع كل إصدار. ومع ذلك فإن العديد منهم يشتركون في صفات شخصية متشابهة. فهم في الغالب جشعون ويسعون إلى السلطة ولا يرحمون ويعانون من تضخم الأنا. بالإضافة إلى ذلك نادرًا ما تجد أحدهم يثير أي تعاطف. ولكن رغم وجود تشابه بين العديد منهم، إلا أنهم ليسوا متطابقين تمامًا. ففي العادة هناك شيء يميز كل خصم ويجعله يبرز عن الآخرين، وخاصة في حالة الأشرار الأفضل. والأشرار التالي ذكرهم هم بالتأكيد من بين الأفضل وقد بقوا عالقين في الذاكرة لفترة طويلة. Catalina (Grand Theft Auto 3 و Grand Theft Auto: San Andreas) شخصية متهورة لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها تركز بشكل كامل على الثروة والرغبات الشخصية لا تملك سوى عدد قليل جدًا من الأصدقاء أو الحلفاء الحقيقيين تُعد الخيانة من العناصر الأساسية والمتكررة في سلسلة Grand Theft Auto، ولكن نادرًا ما تحدث خيانة بسرعة وقسوة كما فعلت Catalina عندما خانت Claude في Grand Theft Auto 3. فهذه الخيانة لا تحدث في منتصف اللعبة أو في تطور مفاجئ في القصة، بل تقع في أول مشهد سينمائي في بداية اللعبة، حيث تظهر Catalina وهي تطلق النار على Claude وتتركه ليموت في الشارع دون أدنى تردد أو شفقة، رغم أنهما كانا معًا في علاقة دامت لتسع سنوات كاملة. منذ لحظة تلك الخيانة القاسية، تصبح Catalina الخصم الرئيسي في اللعبة، ويتحول مسار القصة بشكل كامل حول ملاحقة آثارها ومواجهة نتائج تصرفاتها. تصرفها لا ينبع من غضب مفاجئ أو موقف غير متوقع، بل كان قرارًا باردًا ومدروسًا من أجل تعزيز مسيرتها الإجرامية، والحصول على مزيد من النفوذ والمال والسيطرة. شخصيتها تُجسد البرودة الشديدة في العاطفة وانعدام أي شعور بالولاء أو الالتزام، فهي لا تتردد في طعن من كان بجانبها طوال سنوات طويلة إذا كان ذلك سيساعدها على الوصول إلى هدفها. Catalina لا تسعى للحب أو الصداقة أو الانتماء، بل تبحث عن السلطة والثروة فقط، ولا تبالي بأي ثمن تدفعه للوصول إلى ذلك، حتى وإن كان ذلك الثمن هو حياة أقرب الناس إليها. ولهذا السبب، فإن كره Catalina يأتي طبيعيًا وسهلًا بالنسبة للاعب. فكل من يشاهد الطريقة التي خانت بها Claude لن يتمكن من النظر إليها إلا كخائنة قاسية وأنانية، مما يجعلها خصمًا فعّالًا جدًا داخل اللعبة. إنها ليست فقط شخصية شريرة تقليدية، بل تمثل خيانة الثقة، والتحوّل من الحليف إلى العدو، والانحراف الكامل نحو الطمع والغدر، ولهذا تبقى واحدة من أكثر الشخصيات التي تركت أثرًا عميقًا في السلسلة، وتظل خيانتها من أكثر اللحظات التي لا تُنسى في Grand Theft Auto Billy Grey (Grand Theft Auto: The Lost and Damned) الرئيس السابق لنادي The Lost Motorcycle Club خان رفاقه من أجل مصلحته الشخصية كان Billy Grey هو الرئيس السابق لنادي The Lost Motorcycle Club الذي يتخذ من مدينة Liberty City مقرًا له في توسعة Grand Theft Auto IV المعروفة باسم The Lost and Damned. بعد أن قضى فترة من الزمن خلف القضبان، عاد Billy ليأخذ مكانه مرة أخرى على رأس النادي ويقود المجموعة كما كان من قبل. لكن عودته لم تكن عودة إصلاح أو استقرار، بل كانت بداية للانحدار نحو الفوضى والخيانة. عندما عاد Billy إلى القيادة، قاد النادي في اتجاه أكثر تطرفًا وعنفًا، وأشعل الصراعات مع العصابات الأخرى. أحد أبرز تصرفاته كان عندما سرق شحنة هيروين من عصابة منافسة، ما أدى إلى إدخال النادي في نزاع دموي خطير. هذا القرار لم يكن محل إجماع بين أعضاء النادي، حيث بدأ الخلاف يظهر بينه وبين Johnny Klebitz، الرجل الثاني في النادي، الذي كان يفضّل أسلوبًا أكثر تحفظًا واتزانًا في إدارة الأمور. مع تصاعد التوتر داخل النادي، وتزايد الضغوط الخارجية، قام Billy بخيانة رفاقه بشكل مباشر، حيث سلّم Johnny وJimmy إلى عصابة الـ Triads في محاولة للتخلص منهم وتعزيز سيطرته المطلقة على النادي. لكن بالرغم من هذه الخيانة، نجا الاثنان من محاولة الاغتيال، وأصبح واضحًا للجميع أن Billy لم يعد رجلًا يستحق الثقة أو القيادة. ومع انهيار الولاء الداخلي داخل النادي، تحولت The Lost إلى ساحة صراع بين الفصائل، وانتهت هذه الفوضى بسجن Billy مرة أخرى. ولكن حتى من داخل السجن، واصل Billy طريق الخيانة، حيث قرر أن يتحول إلى واشٍ ويتعاون مع السلطات مقابل وعد بالحرية، وقدم لهم معلومات مفصلة عن أنشطة النادي وأفراده. هذا التصرف لم يمر دون عواقب، حيث أثار غضب Johnny Klebitz بشدة. ومع تصاعد الغضب وتراكم مشاعر الخيانة، قاد Johnny هجومًا مباشرًا على السجن الذي يقبع فيه Billy، وتمكن من اقتحامه وقتله بنفسه، منهيًا بذلك فصلًا دمويًا من الخيانة والانشقاق داخل نادي The Lost. تعتبر خيانة Billy Grey من أكثر لحظات السلسلة تأثيرًا، وتجسيدًا حيًا للأنانية والطمع والانحدار الأخلاقي في عالم Grand Theft Auto. لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.