في ظل تكرار حوادث نسيان الطلاب داخل الحافلات المدرسية، وآخرها حادثة نسيان طالب في حفر الباطن، التي اضطرت معها الأجهزة المعنية للتدخل لإخراج الطالب، تبرز تساؤلات حقيقية حول فاعلية أجهزة الأمان داخل الحافلات، خاصة الزر الخلفي الذي يهدف إلى تنبيه السائق بضرورة تفقُّد الحافلة قبل مغادرتها.

هذا الزر، الذي يتم تفعيله عند إطفاء المحرك، يجبر السائق على إجراء جولة تفقدية، والضغط عليه في الجزء الخلفي للحافلة؛ لضمان خلو الحافلة من الطلاب.

وتفصيلاً، تكررت حوادث نسيان الطلاب داخل الحافلات المدرسية مرات عدة في الماضي؛ ما أدى في حالتَيْن إلى وفاة طالبَيْن في جدة بعد نسيانهما داخل الحافلات.

هذه الحوادث تفتح الباب لتساؤلات حول فاعلية أجهزة الإنذار في الحافلات المدرسية الحكومية والأهلية. وأمام ذلك قدمت إدارة تعليم جدة قبل سنوات خلال مؤتمر الأمن والسلامة، الذي نظمته وزارة التعليم، تجربة جهاز إنذار، يُنبه السائقين لوجود شخص داخل الحافلة قبل إطفاء المحرك؛ وذلك لضمان عدم نسيان أي طالب داخل الحافلة، لكن يبقى السؤال: هل تم تركيب هذه الأجهزة في جميع الحافلات الحكومية والأهلية؟ وإن كانت موجودة، هل تعمل بالشكل المطلوب أم هناك قصور في استخدامها؟ وما مدى التزام السائقين بتفعيل هذه الأجهزة، والتحقق من خلو الحافلة من الطلاب؟ وما هي الرقابة التي تُفرض لضمان أن هذه الأنظمة تعمل بشكل فعّال، وتحمي الطلاب من المخاطر؟

وفي تصريح حول حادثة حفر الباطن لم يشر البيان الرسمي إلى وجود الزر الخلفي، أو تفاصيل حول تفعيله؛ ما يبرز أهمية إعادة النظر في تركيب وتفعيل هذه الأجهزة بشكل فعَّال في جميع الحافلات؛ لضمان حماية الطلاب، وعدم تكرار مثل هذه الحوادث.

ولذلك فإن تفعيل أجهزة الأمان، وتوفير التدريب المناسب للسائقين، يمثلان خطوتَيْن أساسيتَيْن لضمان سلامة الطلاب، ومنع وقوع الحوادث المتكررة.. ويستلزم ذلك تعزيز الجهود من الجهات المعنية في المدارس الحكومية والأهلية؛ لضمان بيئة نقل أكثر أمانًا للجميع.