ارتبطت فكرة الزواجات الجماعية في أذهاننا بأنها للأيتام فقط؛ إذ إنهم الفئة التي تحتاج لدعم ومساعدة في هذه الخطوة المهمة في حياتهم، وكذلك لتشجيعهم على ذلك الأمر؛ حتى يصبحوا أعضاء فاعلين ومرتبطين بمجتمعهم ووطنهم من خلال تكوين الأسرة والأبناء.

وهي -بلا شك- مبادرة جميلة، تقوم بها العديد من الجمعيات المتخصصة، وتستحق التقدير؛ لأن تلك الفئة بحاجة للوقوف معهم، ومساندتهم، وتسهيل الكثير من العقبات التي تقف في طريقهم حتى يكملوا حياتهم بالزواج وتكوين الأسرة.

لكن هناك جوانب أخرى في موضوع الزواجات الجماعية، تستحق الوقوف عندها، وعدم اقتصارها على الأيتام فقط؛ لتصبح تلك المناسبات مفتوحة للجميع (لمن يرغب) بتنظيم من تلك الجمعيات المتخصصة في الأسرة والمجتمع وغيرها.

ولعل أبرز تلك الفوائد: كسر ظاهرة المبالغة في تكاليف الزواج؛ إذ أصبح الجميع يتنافس على أفضل القاعات وشركات التنظيم والمطربين، وغيرها من مصاريف كبيرة، ترهق أرباب الأسر.

ولعل البعض يقول إن صاحب الزواج غير مجبر. وهذا صحيح، ولكن المشكلة عندما يقوم بهذا الأمر قريب أو صديق فإن الأسرة الأخرى لن تتنازل عن مماثلة ذلك الزواج الذي ربما تستطيع عليه أسرة ولا تستطيع أخرى.

ومما يجعل تلك الزواجات الجماعية ذات فائدة مهمة لكسر تلك العادات المرهقة في الزواج مشاركة بعض الشخصيات التجارية المرموقة من خلال تزويج أبنائهم أو بناتهم في تلك المناسبات.

ومن فوائد الزواج الجماعي أيضًا عدم تحرج الجميع من إقامة زواج مختصر بسيط لأبنائهم (إذا كانوا لا يرغبون في الحفلات الجماعية)؛ لعلمهم بأن الكثير من الناس والشخصيات المعروفة قاموا بتزويج أبنائهم في حفلات جماعية بدون تكاليف مرهقة.

كذلك من فوائد الزواجات الجماعية إشعار الجميع بالتكاتف والأُلفة مع بعضهم في مظاهر من الفرح والسرور.

انتشار مثل تلك الزواجات في مناطق السعودية كافة أمرٌ جميل ومفيد للمجتمع، ويساعد الكثير من الشباب على الزواج نظرًا لقلة تكاليفه.

أتمنى من الجمعيات المتخصصة دراسة المقترح، ومدى إمكانية تطبيقه على أرض الواقع.