23 نوفمبر 2024, 11:48 صباحاً
قال المسنّ الياباني "تيرومي تاناكا" رئيس مجموعة الحائزين على جائزة نوبل للسلام لهذا العام، والتي تمثّل الناجين من الهجمات النووية الأمريكية على اليابان عام 1945: إن حضارة العالم التي نعرفها اليوم في خطر وشيك مع تصعيد روسيا لتهديداتها ضد الغرب بشأن غزو أوكرانيا.
"نهاية الحضارة والجنس البشري"
وفي مقابلة مع صحيفة "الإندبيندنت" البريطانية، حذّر "تيرومي تاناكا - 92 عامًا"، في طوكيو، الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، من أنه ليس لديه فكرة عن الدمار والألم الذي تسببه مثل هذه الأسلحة.
وأضاف "تاناكا": أن استخدام الأسلحة النووية يعني "نهاية الجنس البشري"، وأن القادة مثل بوتين "لا يدركون مدى الضرر الذي يمكن أن يحدث".
ويأتي تحذير "تاناكا" فيما يهدد الرئيس الروسي الغرب باحتمال اندلاع حرب نووية.
تهديدات نووية خطيرة
هذا الأسبوع أصدر "بوتين" مرسومًا يخفّف من بروتوكولات الأسلحة النووية الروسية، قائلًا: إن البلاد يمكن أن تستخدمها حتى لو تعرّضت للهجوم بأسلحة تقليدية إذا كان المعتدي مدعومًا من دولة مسلحة نوويًّا.
ويقدم المرسومُ الروسي تحذيرًا واضحًا، بعد أن أعطى الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا.
ويعني هذا المرسوم أنّ موسكو تحتفظ بالحقّ في الردّ على مثل هذه الضربة بالأسلحة النووية، واستخدمت القوات الأوكرانية لاحقًا صواريخ أمريكية وبريطانية بعيدة المدى.
وقال السيد "تاناكا": إن الحضارة كما نعرفها تواجه "خطرًا وشيكًا"، ويبدو أنّ الحرب النووية "ليست بعيدة". وأضاف: "أنا خائف جدًّا من ذلك".
وعندما سُئل عن الرسالة التي يريد أن ينقلها إلى الزعيم الروسي، قال: "سأطلب منه أولًا أن يخبرني بما يعرفه عن تأثير السلاح النووي على الإنسان، سأطلب منه أن يخبرني".
سأطرح عليه سؤالًا واحدًا
سأطرح عليه سؤالًا واحدًا وأقول: "إذن، بقنبلة واحدة فقط يمكنك قتل مئات الآلاف من الناس. وهل تقول إنه من المقبول أن تفعل ذلك؟".
والسيد "تاناكا" هو الرئيس المشارك لـ"نيهون هيدانكيو - Nihon Hidankyo"، أو "اتحاد اليابان لمنظمات ضحايا القنبلة الذرية والهيدروجينية"، الذي منحته لجنة نوبل النرويجية جائزة السلام لعام 2024، بعد عقود من العمل الدعائي ضد الأسلحة النووية. وسوف يسافر "تاناكا" إلى أوسلو الشهر المقبل لمخاطبة اللجنة وتسلم جائزة السلام، وجزء من عمل "نيهون هيدانكيو" هو تسجيل شهادات الشهود من الناجين من الضربتين النوويتين على اليابان.
ذكرياتي عن لحظة سقوط قنبلة ناغازاكي
ويقول "تاناكا": إن ذكرياته عما حدث في ذلك اليوم ستظلّ "مطبوعة في ذهني إلى الأبد".
وحسب الصحيفة: كان عمر "تاناكا" 13 عامًا فقط عندما ألقيت القنبلة الذرية "الرجل السمين"، التي يبلغ وزنها 10 آلاف رطل على ناغازاكي في 9 أغسطس 1945م، وسقطت القنبلة على بعد حوالي 3.2 كيلومترًا من منزل عائلته.
ويروي "تاناكا" قائلًا: "كنت مستلقيًا أقرأ كتابًا وفجأة كان هناك ضوء في كل مكان. كان كل شيء أبيض تمامًا من حولي، وسمعت هذا الصوت الضخم. لم يكن مثل أي شيء مررت به في حياتي، ولكن بالطبع كان بإمكاني أن أشعر بأن شيئًا خطيرًا للغاية كان يحدث".
ويضيف: "ركضت إلى أسفل السلم وانحنيت وغطيت أذني كما تم تدريبنا، في تلك اللحظة جاءت قوة الانفجار. لا أتذكّر سماعها؛ لأنه على ما يبدو أغمي علي. لا أتذكر أي شيء بعد ذلك".
قال السيد "تاناكا": إنه نجا؛ لأن بابين زجاجيّين منزلقين سقطا فوقه ومع ذلك بقيا سليمين "إنه لأمر غريب حقًّا أنّ الزجاج لم ينكسر؛ ففي المنازل الأخرى لم يتبقَّ أي زجاج. بعد ذلك أدركنا أنه كان معجزة كاملة أن هذا الباب الزجاجي لم يتحطّم، وأنه سقط علي وتسبّب بحمايتي، هذا هو السبب الذي جعلني ما زلت حيًّا اليوم".
كان بإمكاني رؤية مئات الجثث في كل مكان
ومثل معظم الناجين الذين يمثلهم "نيهون هيدانكيو"، والمعروفين باسم "الهيباكوشا"؛ فقد السيدُ "تاناكا" العديدَ من أحبّائه في يوم القصف. يقول: إنه ذهب إلى نقطة الصفر "مكان سقوط القنبلة"، وتجول في المدينة لأيام بحثًا عن خمسة من أقاربه.
يقول "تاناكا": "بعد ثلاثة أيام كان لا يزال بإمكاني رؤية مئات الجثث في كل مكان، وكان الجرحى يختبئون في الظلّ دون تلقّي أي رعاية أو اهتمام على الإطلاق. هذا ليس وضعًا يجب أن يعيشه الجنس البشري. هذا ليس ما يجبّ أن يفعله البشر ببعضهم البعض".
لا ينبغي استخدام الأسلحة النووية مرة أخرى
وفي بيانها الذي أعلنت فيه قرار منح "نيهون هيدانكيو" جائزة السلام، أقرّت لجنة نوبل بجهود المجموعة "للوصول إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية وإثباتها من خلال شهادات الشهود أنه لا ينبغي استخدام الأسلحة النووية مرة أخرى".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.