ويتناقل أبناء الجيل الأول في طريف ذكرياتهم في تلك الأحياء التي شهدت طفولتهم وبواكير التعليم والعمل، حيث كانت صافرة "الصيت" تنبّه الموظفين إلى مواعيد العمل، وتُعلن أوقات الصلاة، لتبدأ معها حركة الحياة في المدينة. ويسترجع المواطن محمد الشعلان جانبًا من تلك الذاكرة قائلاً: "مع انطلاق الصافرة، تبدأ حركة الباص الأخضر وصهريج الماء، ويتوجه طلاب مدرسة حطين إلى طابور الصباح، في مشهد يعبّر عن انتظام الحياة وبساطتها آنذاك. ويؤكد راشد الخمسان أن هذه الأحياء تمثل جزءًا أصيلًا من ذاكرة طريف، ومرآةً لتحوّلاتها الاجتماعية والعمرانية، بما تحمله من قصص الأجداد وتجاربهم، وتوثّق مراحل تطوّر المدينة، مشددًا على أهمية الحفاظ عليها إرثًا ثقافيًّا ينبض بتاريخ المكان والإنسان.