11 أغسطس 2025, 5:13 مساءً
في حياتنا، هناك حديث لا يُقال، لكنه يُفهم. حديث نخبّئه خلف “كيف حالك؟”، ونخفيه خلف “ماشي الحال”. حديث لا نكتبه، لكنه يُقرأ في تعابيرنا، في غيابنا، في تغيّرنا الذي لا نشرحه.
نقول الكثير ونحن صامتون. نشكو دون أن نتكلم، ونُعاتب دون أن نرفع صوتنا، ونُحب دون أن نُفصح.
الحقيقة أن ليس كل شعور بحاجة إلى ترجمة صوتية. فبعض القلوب تُتقن لغتها الخاصة، وتفهم حديث الأرواح، لا الألسن.
وهذا النوع من الحديث هو الأصدق. لأنه لا يُجمّل، ولا يُرتّب، ولا يُزخرف. يأتي كما هو نقيًّا، عفويًا، عميقًا. فلا تستهِن بصمت أحدهم فقد يكون حديثه أبلغ مما يُقال .
لذا هناك من إذا تكلّم، أنصت الجميع ، وهناك من إذا صمت، شعر الجميع بثقله. لا لأنه مُخيف، بل لأن في هدوئه وقارًا، وفي سكونه رسالة. اعرف أحدهم قليل الكلام ، كثير الصمت لكنه كثير التأثير و كبير الهيبة و الإحترام .
و تأكد ، أن تلك اللحظة التي تصغي فيها بهدوء وسط النقاش، لا لأنك بلا رأي، بل لأنك تحترم الرأي الآخر.
وتلك اللحظة التي تُمسك فيها الكلمات عند الغضب، لا لأنك بارد، بل لأنك حكيم. فالصمت ليس فراغًا ، بل مساحة للتفكير، للتأمل، لإعادة ترتيب المعنى قبل أن يخرج حرفٌ واحد.
همست في نفسي و قلت : هيبة الصمت تُعلّمنا أن ليس كل رأي يجب أن يُقال، وليس كل موقف بحاجة إلى تعليق، وأن كثيرًا من الخلافات تنتهي إن أدركنا متى نصمت. فلا تقلل من قيمة لحظة سكونك فقد تكون أبلغ من صفحة كلام. ربما لهذا السبب تجد أكثر الناس تأثيرًا ليسوا الأكثر كلامًا، بل الأكثر وعيًا. أولئك الذين يُصيبون بكلمة، ويُعلّمون بصمت.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.