12 نوفمبر 2025, 10:45 صباحاً
في خطوة تعكس اهتمام المملكة بحماية النظم البيئية البحرية وصون التنوع الأحيائي، أُعلن مؤخرًا عن اعتماد محمية رأس حاطبة ومحمية الثقوب الزرقاء كمحميتين طبيعيتين جديدتين في البحر الأحمر، بإشراف المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، لتشكلا معًا إضافة نوعية لشبكة المحميات الوطنية التي تسعى لحماية ٣٠٪ من مساحة المملكة البرية والبحرية بحلول ٢٠٣٠ تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء ورؤية السعودية 2030 في الحفاظ على البيئة وتنمية السياحة البيئية المستدامة.
رأس حاطبة.. موئل التنوّع الأحيائي ومختبر طبيعي للحياة البحرية
تُعد محمية رأس حاطبة من أبرز المواقع البحرية في المملكة، لما تتميز به من ثراء بيئي فريد وموائل بالغة الحساسية، تجعلها مركزًا رئيسيًا لدعم التنوع الأحيائي وصون النظم البيئية في البحر الأحمر.
تضم المحمية تشكيلات مرجانية متنوعة تشمل الشعاب الحاجزية ومئات الشعاب البُقعية، التي تُشكّل بنية أساسية لأنظمة الحياة البحرية ومواقع رئيسية للتكاثر والتغذية والحضانة. هذا التنوع يعزز من مرونة النظام البيئي وقدرته على التكيّف مع التغيرات المناخية والضغوط البشرية.
وتحتضن المحمية ثماني جزر بحرية معظمها رملية، تُعد موائل مهمة لتعشيش الطيور والسلاحف البحرية، مما يمنحها قيمة بيئية عالية. كما تنتشر فيها مروج الحشائش البحرية التي تُعد ركيزة في السلسلة الغذائية البحرية ومخزنًا للكربون، ما يسهم في مواجهة تغيّر المناخ.
ويضاف إلى ذلك انتشار غابات المانجروف التي تُشكّل خط الدفاع الأول للسواحل، وتوفر بيئة حضانة طبيعية للأسماك واللافقاريات. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن سلامة المؤشر الصحي للشعاب المرجانية والأسماك في المحمية، ما يعكس استقرار النظام البيئي فيها.
كما تم رصد أنواع بحرية كبرى ذات أهمية عالمية، منها قرش الحوت، والحوت البريدي، والدلافين قارورية الأنف، والسلاحف الخضراء، ما يؤكد أهمية المنطقة كموئل رئيسي للهجرة والتكاثر في البحر الأحمر.
ويجري تنفيذ برامج مراقبة بيئية منتظمة تشمل تقييم الشعاب المرجانية والأسماك مرتين سنويًا، ومسوحًا دورية لمروج الحشائش البحرية، إلى جانب تفتيش بيئي دوري للتأكد من الالتزام بالأنظمة ، مع إعداد خطة أمن حيوي للحد من تأثير الأنواع غير المحلية.
الثقوب الزرقاء.. أعجوبة جيولوجية وبيئية تُثري معرفة البحر الأحمر
أما محمية الثقوب الزرقاء، فهي من أكثر المواقع البحرية والجيولوجية تفرّدًا في البحر الأحمر، إذ اكتُشفت حديثًا عام 2022 خلال رحلة العقد لاستكشاف البحر الأحمر بمشاركة سفينة الأبحاث OceanXplorer وسفينة العزيزي التابعة لجامعة الملك عبد العزيز.
تضم المحمية تكوينات نادرة من الثقوب الزرقاء، وهي ظواهر جيومورفولوجية نادرة تمثل نظمًا بيئية بحرية بالغة الأهمية لفهم تطور الشعاب المرجانية والأنظمة الساحلية. وتنتشر فيها تشكيلات واسعة من الشعاب المرجانية تشمل الشعاب الحاجزية والحلقية والبقعية، إلى جانب 35 جزيرة بحرية تُوفر موائل غنية لتعشيش الطيور والسلاحف.
تتميز المحمية كذلك بتنوّع أحيائي كبير من الأسماك واللافقاريات مثل نجم البحر، قنافذ البحر، والمحار العملاق، إضافة إلى مروج الحشائش البحرية التي تُعد عنصرًا أساسيًا في السلسلة الغذائية ومخزونًا للكربون.
وأظهرت المسوحات الأخيرة رصد أنواع بحرية كبيرة، منها أربعة أنواع من الدلافين، وقرش الحوت، وأسماك الراي، إضافة إلى حوت البريدي والسلاحف البحرية، من بينها السلاحف الخضراء وصقرية المنقار.
وتُجرى في المحمية برامج رصد ومتابعة دورية للشعاب المرجانية والأسماك مرتين سنويًا، ومراقبة سنوية لمروج الحشائش البحرية، مع تطبيق إجراءات تفتيش بيئي منتظمة، وحظر أنشطة شباك الجر، وإعداد خطة أمن حيوي للمناطق الساحلية المجاورة.
تعزيز شبكة المحميات البحرية
يمثل إعلان المحميتين الجديدتين امتدادًا لجهود المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في توسيع نطاق شبكة المحميات الطبيعية بالمملكة، لا سيما في البيئات البحرية التي تُعد من أغنى الأنظمة الأحيائية في المنطقة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة المملكة بحلول عام 2030، انسجامًا مع مستهدفات مبادرتي السعودية الخضراء، وتأكيدًا على الدور الريادي للمملكة في حماية التنوع الأحيائي الإقليمي والعالمي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة عاجل ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة عاجل ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
