سامح طلعت يكتب :

بطولات مجهولة قام بها سلاح المهندسين
 قبل حرب اكتوبر 73
في الاراده والرجوله والعزيمه

( وانظروا ياأحفادهم وياأولادهم هل مازلتم تملكون هذه الصفات )—-؟
اطراف هذه الحكايه اثنان من زملاء العمر ودفعتي ،، والحكايه منهما عام ١٩٧٤ 
وهما اللوائان ( ناجي كمال ،، محمد حسني الجبرتي )..
وهما من رجالات المهندسين العسكريين .
وكانت الجلسه في نادي الضباط الموجود بجوار شيراتون علي النيل بعد الحرب — ليله سبتمبريه ،، كالعاده وفي تلك الفتره كان محور اي حديث هو الحرب التي خضناها معا ….

بدأت بتريقه من حسني ( بالمناسبه جده الكبير هو مؤرخ مصر الشهير الجبرتي ،، وكان يسكن فيلا مع الاسره في حدائق القبه ويتصدر الصالون صوره كبيره للمؤرخ الكبير ، وطبعا لم يكن يسلم من ضحكنا علي عمته الكبيره ، وكان حسني يقول يابشر حجم العِمه كان له علاقه بالمكانه الاجتماعيه ياحثاله قاع المجتمع )ههههههه.

قال : ياعم بتوع المشاه والمدرعات والدفاع الجوي كلوها والعه في تكريم الشعب لان الناس بتحب تعرف وتشوف بطل من لحم ودم أمامها ،، لكن حد يعرف البطولات الاخري اللي برده خلفها رجال كتير ولم يسلط الضوء عليها ؟—

رد ناجي ( وكان ابوه وقتها عضو المجلس المللي وكان مستشار رئيس محكمه ،، واذكره وهو يستغرق اكثر من نصف ساعه يوميا وهو يحاول ركن سيارته امام منزله بالمسطره .. يعني علي اليمين حزا مع الرصيف بفاصل لايزيد عن ١٠سم ) وكل مايلاقي حد مننا بيبص باستغراب يقول : اتعلموا الدقه عشان يوم ماتحاربوا لاتخطئوا ههههههههه.

قال ناجي : بلد بتاعه شهادات ولو عرفوا المهندسين العسكريون اللي بس بيعرفوهم انهم عملوا دشم الطائرات والتكسيات والمعابر ،، لو عرفوا هايتكسفوا ويبطلوا نظام البطوله الفرديه ( اللي مطلوب نعم لكن الادوار الاخري اللي فيها البطوله الجماعيه أهم للشعب والناس )….. نسيت اقول كنا الثلاثه برتبه نقيب وقتها .

— بعد هذا الكلام انطلق حسني في الكلام :
هاقولك مثال واحد كبير ولايعلم عنه أحد من الناس شيئا ، يعني الناس وحتي القوات بتاعتنا عدت علي معبر ،، عارف اهم حاجه في المعبر كانت ايه ؟
بداياته من الناحيه الشرقيه والغربيه لانها بتكون الجسم الحاكم للمعبر المكون من الواح واجزاء معدنيه محموله علي براطيم ( عوامات ) وبالتالي ستكون الاجزاء الملاصقه للشاطئ من الناحيه الشرقيه والغربيه في منتهي الاهميه … وكانت ضروره الحصول علي معلومات عن قاع القناه قد أصبحت ملحه اعتبارا من يونيو ١٩٧٣ ،،

وكان متصورا سهوله الحصول عليها من هيئه قناه السويس ،، لكن في اجتماع مشترك قدم فيه رجال الهيئه خرائط القاع الموجوده لديهم ، لكن أضافوا ان القاع دائم التغير وبالتالي فالمعلومات واجبه التحديث ،، وكانت تفاصيل القاع ناحيه الغرب ( قواتنا ) لامشكله فيها … لكن المشكله كانت في الناحيه الاخري وبها عدو ، وله حراساته ونقاط مراقبته ،، ثم ليس كل مكان يصلح لانشاء المعبر ،، لان اختيار مكانه كان له علاقه بمحاور تقدم قواتنا للعبور اولا ،، وله علاقه بحركه التيارات المائيه ، وكذلك بعرض القناه عند نقطه انشاء المعبر ….

وهنا جاء دور افراد الاستطلاع مع المهندسين في ضروره الحصول علي المعلومات ……
واستطردحسني :
اسمع بقي اتعملت ازاي وبطريقه لاتخطر علي البال وبطريقه اقل من البدائيه ….
في الليالي المظلمه كان يذهب فردان اثنان سباحه الي الناحيه الشرقيه ،،، واحد منهم ناضورجي يتسلق الساتر الترابي لمراقبه العدو حتي لايفاجئهما ..
— والتاني مطلوب منه حاجه بسيطه خالص ،،،
انزل الميه بكامل ملابسك واستخدم نفسك زي مقياس النيل ،، مثلا اول نزولك هاتوصل الميه مثلا لغايه رجلك ،، ومعاك قلم خاص لايتأثر بالماء اعمل علامه علي اوفرولك الميه وصلت فين ..
ثم اتقدم داخل الميه خطوه واحده بحركتك الطبيعيه كأنك بتمشي ،، ثم اعمل علامه تانيه برده علي اوفرولك ،،
وهكذا بهدوء ولاتثير اصواتا لحركتك داخل الميه ،، حتي تحصل علي آخر علامه وهي التي يكون الماء فيها ملامس لانفك ……..

طبعا تكررت العمليه لليالي كثيره ومع افراد مختلفون ،، وكان بيحصل التالي بعد وصول المنسوب ( او البطل ابو علامات ) الي الضفه الغربيه سباحه طبعا ،، يلاقي منتظره أحد رجالات المهندسين العسكريين يرفع المقاسات اللي علي اوفرول البطل العائد ، وياخد مقاس خطوته ( ويرسم خريطه لقاع الماء عند الضفه الشرقيه )…

ومع تكرار المحاوله وبتكرار المقاسات تم رسم خريطه للقاع كانت من الدقه المعقوله لدرجه انو بانشاء توصيلات الكوبري علي الواقع لم تختلف كثيرا عما تم رصده مسبقا عن طريق الرجال .
——–
عرفتوا ياابنائهم واحفادهم الرجاله كانت بتعمل ايه ؟
طيب راضي ضميرك ،، عندك اعصاب تقدر تقف تاخد مقاسات زي دي وانت علي مرمي حجر من عدو متربص ، وكان كما حكي لي زملاء في الاستطلاع كان العدو لو سمع ليلا انشاله طرطشه سمكه في الميه ،، كان بيفتح النار بشكل عشوائي ومساحي علي البقعه التي يأتي منها الصوت —
— تحيا مصر
من كتابات نقيب مهندس علاء الدين سويلم 
– قائد سرية الراداد
قائد سرية الرادار بالكتيبة 686 دفاع جوي 
صواريخ كوادرات سام 6.