عاد التوتر ليخيّم بقوة على العلاقة بين نادي برشلونة والاتحاد الإسباني لكرة القدم، وتفجرت أزمة حادة وغير مسبوقة كان بطلها النجم الشاب لامين يامال، البالغ من العمر 18 عاماً، بعد قرار استبعاده المفاجئ من قائمة المنتخب الإسباني التي تستعد لمواجهتي جورجيا وتركيا ضمن تصفيات كأس العالم 2026. تفاصيل الأزمة: تدخل طبي سري يُثير غضب الاتحاد تتلخص الأزمة الأخيرة، وفقاً لما نقلته الصحف الإسبانية الكبرى مثل «آس» و«ماركا»، في أن اللاعب كان يعاني منذ أسابيع إصابة مزمنة في منطقة العانة، وهي إصابة شائعة ومزعجة في كرة القدم. الخطوة المفاجئة من برشلونة في صباح يوم الاثنين الموافق 10 نوفمبر، وهو اليوم المحدد لتجمع لاعبي المنتخب، خضع لامين يامال لإجراء علاجي تدخلي باستخدام الترددات الراديوية (Radiofrequency procedure) لتخفيف آلام العانة، وذلك بإشراف الجهاز الطبي لنادي برشلونة الذي استعان بطبيب بلجيكي متخصص. الروخا تُفاجأ أكد الاتحاد الإسباني في بيان رسمي شديد اللهجة أنه لم يتم إبلاغه بهذا الإجراء الطبي مسبقاً. وعلم الجهاز الطبي للمنتخب بتفاصيل العملية في وقت متأخر من ظهر ذلك اليوم (حوالي 1:47 ظهراً) ومن خلال تقرير طبي فقط، وصل في وقت لاحق (حوالي 10:40 مساءً)، أوصى بضرورة راحة اللاعب لمدة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام. رد فعل الاتحاد الغاضب أعربت الخدمات الطبية للاتحاد الإسباني عن «دهشتها وانزعاجها» الشديد من تصرف برشلونة، مشددة على أن هذا الإجراء تم دون تنسيق مسبق. وبناءً عليه، قرر الاتحاد استبعاد اللاعب رسمياً من قائمة المنتخب، مؤكداً أن صحته وسلامته هي الأولوية القصوى. تصريحات نارية وتصعيد في المواقف لم يقتصر الأمر على البيانات الرسمية، بل امتد إلى تصريحات المدير الفني لـ«لاروخا»، لويس دي لا فوينتي (مدرب منتخب إسبانيا) الذي قال: «أنا مصدوم، لم أمر بموقف كهذا من قبل، ولا أظن أنه أمر طبيعي. لا تعرف شيئاً، لا تصلك أي أخبار ولا تعرف أي تفاصيل، ثم يُخبرونك فجأة بأن اللاعب لن يحضر». وأضاف المدرب في تصريحاته لصحيفة «آس»: «أحترم قرارات برشلونة، وأطلب منهم احترام قراراتي».من جانبه، أشارت إذاعة «كادينا سير» الإسبانية إلى أن برشلونة لا يرى سبباً لغضب الاتحاد، مؤكداً أنه قام بواجبه تجاه اللاعب واستغل التوقيت الأمثل (فترة التوقف الدولي) لعلاجه، حرصاً على مستقبله وسلامته الفنية. وتأتي هذه الواقعة لتزيد من عمق أزمة الثقة المستمرة بين النادي والاتحاد، والتي كانت قد اشتعلت سابقاً بسبب اتهامات مدرب برشلونة هانسي فليك للمنتخب بـ«عدم الاهتمام» باللاعبين واستخدام المسكنات مع يامال في معسكر سبتمبر الماضي. ماذا بعد؟ في الوقت الحالي، سيبقى لامين يامال في برشلونة لاستكمال برنامجه العلاجي، بينما يسعى رئيس الاتحاد الإسباني لإجراء اتصالات مع رئيس برشلونة، خوان لابورتا، لتهدئة الأجواء.تشير التقارير إلى أن الإصابة في العانة قد تكون طويلة الأمد وتتطلب متابعة دقيقة، مما يضع مستقبل اللاعب الشاب تحت المجهر ويجعل قضية إدارة لياقته البدنية محور صراع مفتوح بين مصلحة النادي ومصلحة المنتخب الوطني