شهدت العاصمة السعودية «الرياض» في الأسبوع الماضي حدثاً دولياً مهماً؛ من شأنه أن يدعم فرص نمو الاقتصاد العالمي من جهة، ويحفّز الجهود في سبيل مواجهة الاقتصاد العالمي للتحديات التي تحيط به اليوم من جهة أخرى، وأتحدث هنا عن الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي؛ والذي حظي برعاية سمو ولي العهد -يحفظه الله -.
هذا الاجتماع رفيع المستوى شهد مشاركة أكثر من 1000 مشارك من كبار المسؤولين والخبراء الدوليين وقادة الرأي والمفكرين، من القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية من 92 دولة، ليسجل بذلك أكبر حضور شهده المنتدى خارج دافوس، وهو الاجتماع الذي استمر على مدى يومين؛ متناولاً العديد من الحوارات المتنوعة وتحديداً في 3 موضوعات رئيسة تحت شعار «التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية».
الاقتصاد العالمي اليوم ليس في أفضل حال، وتقارير بيوت الخبرة العالمية حول معدلات نمو الاقتصاد العالمي لا تشهد تفاؤلاً واضحاً، وذلك بسبب العديد من التحديات التي تواجهه كما هو معلوم، الأمر الذي يعني أهمية توحيد الجهود؛ والانطلاق من عناصر ارتكاز واتفاق رئيسية وداعمة؛ عبر حوار مشترك وفعّال، واستثمارات واعدة وحيوية.
«الرياض» اليوم وجهة الاستثمارات العالمية الرائدة، ومنها تنطلق المبادرات ذات الأثر العالمي الإيجابي؛ ولن ينسى العالم أجمع قمة «الرياض» إبان رئاسة المملكة لاجتماع دول مجموعة العشرين؛ وهي القمة التي كانت حدثاً استثنائياً مهماً وسريعاً في سبيل توحيد الجهود لمواجهة تداعيات جائحة كورونا... وقبل أيام قليلة شهدت «الرياض» الاجتماع الخاص الذي أعطى ملامح مهمة لكيفية اقتناص الفرص وتنميتها، في خطوة من شأنها تحفيز الاقتصاد العالمي على النمو والحيوية، ومواجهة التحديات المحيطة به.
وشهدت أعمال المنتدى الإعلان عن العديد من المبادرات السعودية بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، فيما أكد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغي برينده، أهمية الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، واصفًا إياه بأنه مؤتمر مهم جذب حضور قادة عالميين بارزين.
وعلى جانب آخر من هذا الاجتماع الهام؛ برزت واحة الإعلام، والتي شهدت حضوراً لافتاً من الزوار والمفكرين والإعلاميين والمستثمرين، حيث قدمت العديد من الجهات المشاركة عروضاً لأبرز مشاريعها وبرامجها ومبادراتها وتقنياتها، وسط اهتمام ملحوظ من قبل الزوار والحضور والمشاركين، الأمر الذي يبرهن فاعلية وأهمية هكذا حدث وتجمع.
ختاماً... الاقتصاد العالمي اليوم يقف على عتبة جديدة من القدرة على مواجهة التحديات التي تحيط به؛ وملامح معدلات نمو الاقتصاد العالمي باتت مرشحة للتحسن، كما أن توحيد الجهود لمواجهة الأزمات التي تحيط به بات ركيزة أساسية سيخرج بها الاقتصاد العالمي من هذا الاجتماع الخاص الذي عقد في «الرياض»... ومن نجاح إلى نجاح -بإذن الله- لهذا الوطن العظيم.
@shujaa_albogmi