في فصل دراسي مملوء بالنشاطات اليدوية الملونة، والمحادثات باللغتين اليابانية والإنجليزية، ينشغل طلاب مدرسة أوكيناوا الدولية في مدينة نانغو، بمحافظة أوكيناوا اليابانية، باستخدام المقصات والقش والزجاجات البلاستيكية والبالونات. ويستخدم البعض أكواب القياس في تجاربهم، ومن بين 21 طالباً في الصف الأول مندمجين في أنشطة إبداعية، 66% منهم أطفال انتقلت عائلاتهم من خارج المحافظة، معظمهم من منطقة العاصمة طوكيو. وقد تأسست مدرسة أوكيناوا الدولية في مدينة ناها كمدرسة دولية لمرحلة ما قبل المدرسة في عام 2003، وهي الآن مدرسة معتمدة تقدّم منهاج «البكالوريا» الدولية، المستمر من رياض الأطفال حتى المدرسة الثانوية. وهذا العام، شكّل الطلاب من خارج محافظة أوكيناوا أكثر من 60% من إجمالي الطلاب، متجاوزين عدد الطلاب المحليين للمرة الأولى، وقد انتقل بعضهم من مدارس معتمدة لـ«البكالوريا» الدولية في طوكيو. ومع وجود حرمين جامعيين أحدهما في مدينة ناها، للمرحلة ما قبل المدرسة والروضة، والآخر في نانغو للمرحلة الابتدائية حتى الثانوية، تضم مدرسة أوكيناوا نحو 220 طالباً تراوح أعمارهم بين ثلاثة و18 عاماً بدءاً من سبتمبر، وتتمثل مهمة المدرسة في تنشئة قادة عالميين قادرين على النجاح على الساحة العالمية. ومع انتشار العمل عن بُعد أثناء جائحة «كورونا»، اتصل عدد متزايد من العائلات بمدرسة أوكيناوا الدولية، بشأن الانتقال إلى محافظة أوكيناوا خصيصاً من أجل تعليم أطفالهم، وزادت سمعة المدرسة الجيدة بشكل كبير، بعد أن حققت أول دفعة من خريجي المدرسة الثانوية ثاني أعلى متوسط درجات في اختبار «البكالوريا» الدولية في اليابان عام 2022، من بين نحو 70 مدرسة معتمدة على مستوى البلاد لتقديم برنامج دبلوم البكالوريا الدولية. وفي كثير من الحالات، تنتقل الأم وطفلها فقط إلى محافظة أوكيناوا، بينما يبقى الأب في طوكيو للعمل. وبعض الآباء الذين لديهم ترتيبات عمل مرنة يتنقلون بشكل متكرر بين طوكيو وأوكيناوا، وقرر عدد منهم الانتقال بعد قضاء فترات طويلة من العطلات في المحافظة. وقال مدير مدرسة أوكيناوا الدولية، شوغو أوكوما: «الأجواء الدولية والجمال الطبيعي لأوكيناوا جذابان بالتأكيد، لكن بالنسبة للعديد من العائلات، فإن العامل الحاسم هو التكاليف المعقولة». وأضاف: «على الرغم من التضخم وضعف الين، يمكن تغطية تكاليف التعليم والمعيشة في أوكيناوا بكلفة المعيشة نفسها في وسط طوكيو تقريباً». وتبلغ الكلفة السنوية للتعليم الابتدائي في مدرسة أوكيناوا الدولية، بما في ذلك الرسوم الدراسية والمصروفات الأخرى، نحو 1.5 مليون ين (9600 دولار)، بينما تبلغ كلفة التعليم الإعدادي نحو 1.8 مليون ين، وعلى الرغم من أن التكاليف أعلى من مصروفات المدارس العامة، فإنها لاتزال أقل كلفة من معظم المدارس الدولية في طوكيو. وسط اهتمام متزايد بالتعليم الدولي بين العائلات اليابانية، أصبحت محافظة أوكيناوا خياراً جذاباً لأولئك الذين يرغبون في إرسال أطفالهم إلى مدارس دولية ولكن مع عبء مالي أقل، وفقاً لأوكوما. واستجابة للطلب المتزايد منذ الجائحة، شاركت مدرسة أوكيناوا الدولية في معرض تعليمي جمع المدارس الدولية والمدارس الخاصة من جميع أنحاء البلاد في طوكيو في عام 2024، كما أطلقت موقعاً إلكترونياً لدعم الإسكان، بالشراكة مع وكلاء عقارات في أوكيناوا، للمساعدة في «الانتقال لأغراض التعليم». ونتيجة لذلك، تلقت المدرسة 173 استفساراً من خارج محافظة أوكيناوا في ذلك العام، أي أكثر من ضعف الاستفسارات الواردة من داخل المحافظة والبالغ عددها 77 استفساراً. عن «جابان تايمز» أجواء مريحة أفادت مدرسة أوكيناوا الدولية بأن الآباء الذين انتقلوا إلى أوكيناوا أعربوا عن تقديرهم للأجواء المريحة في المحافظة، ونقلت المدرسة عن أحد الآباء قوله: «على عكس طوكيو، لا نشعر بأن الآباء الآخرين يحكمون علينا بناء على المكان الذي نعيش فيه أو ما نرتديه»، كما نقلت عن والد آخر قوله: «نعيش هنا من دون ضغوط». ولتجنّب عدم اليقين القانوني، يختار العديد من الآباء اليابانيين الذين يرسلون أطفالهم إلى المدارس الدولية، نظام التسجيل المزدوج، حيث يتم تسجيل الطفل في مدرسة دولية ومدرسة عامة محلية في الوقت نفسه، وفي حين أن الموافقة على مثل هذا الترتيب تخضع لتقدير المجلس التعليمي المحلي، فإن البلديات في محافظة أوكيناوا توافق عليه من حيث المبدأ. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App