على صوت وقْع خطوات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومع صوت محرك سيارته والمذياع، انطلق العرض الرسمي لعيد الاتحاد الـ54، الذي نظّمته لجنة الاحتفالات في متحف زايد الوطني، أمس. أخذنا العرض، الذي زادت مدته على نصف الساعة، إلى التاريخ الممتد لدولة الإمارات، إذ يعود إلى ما يقارب 8000 سنة لتاريخ هذه الأرض، وما تحمله من إرث ثقافي وطبيعي. 3 رواة يسير العرض عبر الزمن، مع وجود ثلاثة رواة لحكاية الإمارات، وهم الأرض التي تتحدث بصوت مشحون بالعاطفة، والمذياع الذي يسافر عبر الأزمان ويلعب دور المراسل، وأصوات الناس التي تروي قصص المجتمعات الماضية بأسلوب شاعري. أما المشهد الافتتاحي في العرض - الذي قدم بالجمع بين اللوحات الحية وتقنية «البروجيكتور» على أجزاء الأجنحة الفولاذية الخارجية لمتحف زايد الوطني - فتضمن لقطات من الفيلم الوثائقي «وداعاً يا جزيرة العرب» من عام 1968، الذي ظهر فيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو يقود سيارة «كرايسلر نيوبورت»، وعكست هذه اللقطات الرؤية المستقبلية للمغفور له، الذي تخيل طرقاً تمتد في عمق الصحراء، وتحكم سير الدولة. قطع أثرية استندت العودة إلى تاريخ أرض الإمارات على مجموعة من القطع الأثرية التي حركت العرض، وكانت نقطة البدء مع لؤلؤة أبوظبي، التي تعد من أقدم اللآلئ الطبيعية المعروفة في العالم، والتي تعود إلى 8000 سنة، وقدم لإبراز هذه الحقبة لوحة عن الغواصين، إذ حبس الغواص أنفاسه ليصل إليها، وليبرز جانباً أساسياً من حياة الإماراتيين الذين اعتمدوا على الغوص، ومعهم ازدهرت هذه المهنة، أما اللؤلؤة الأكبر فتم اكتشافها على أرضية إحدى مستوطنات العصر الحجري الحديث في عام 2017، وتعد من أهم المكتشفات الأثرية في جزيرة مروح، وهو موقع أثري رئيس يقع على مسافة نحو 20 كيلومتراً قبالة ساحل الإمارات العربية المتحدة ونحو 100 كيلومتر إلى الغرب من أبوظبي. ومن اللؤلؤ إلى ساروق الحديد، وتحديداً إلى ما قبل 3000 عام، حيث ارتحل الحضور إلى المشاهد التي التقى فيها المعدن بالنار، وأنتج الحدادة سيوفاً صلبة، وزخارف تنبض بالجمال، لاسيما أن هذا الموقع يمثل رمزاً للتصنيع المبكر، كما أنه إلى جانب إنتاج السيوف البرونزية، ابتكر الحرفيون مجوهرات باستخدام مواد محلية، مثل النحاس أو الذهب. أما القطعة الثالثة التي أخذنا إليها العرض، فكانت مع حبات العقيق الأحمر التي تعود إلى ما قبل 5000 عام، والذي يعتبر من رموز التجارة والتراث، وزينة النساء التي تمنحهن ألقاً خاصاً، تناثرت حبات العقيق عبر الشاشات، ورسمتها طائرات الدرون في السماء، بينما كانت اللوحات السردية تبرز الثقافة الإماراتية، وتوارث الأجيال لهذه القطع الثمينة بتقديم العقود من الوالدات إلى البنات. عملة «أبيئيل» وفي اندماج يجمع بين الشاشات التي تعكس الفيديوهات، واللوحات السردية والاستعراضية على المسرح، والدرون في السماء، استكمل العرض ليأخذنا إلى عملة «أبيئيل»، العملة القديمة لدولة الإمارات، والتي تعود إلى 2000 سنة، حيث كانت القطع المعدنية أول ما أنتج واستخدم من عملات على مر التاريخ، يبرز العرض كيف صيغت العملات، وأعيد تشكيلها بعناية لتجسد الهوية المتجددة للإمارات، والتي احتل فيها الحصان مكانة مهمة بوصفه رمزاً محلياً للقوة والاعتزاز. وحرص العرض على إبراز التنوع الغني لتاريخ الإمارات، فتم الانتقال من سك العملات إلى أداة الكمال الخاصة بالملاحة والاستدلال بالنجوم عبر البحار، والتي تعود إلى ما قبل 600 عام، وتبرز لنا هذه اللوحة كيف غيرت هذه الأداة الخشبية البسيطة المعروفة باسم الكمال تقاليد الملاحة، إذ بفضل قدرتها على قياس ارتفاع النجوم قادت يداها المنحوتتان البحارة عبر المحيطات الواسعة، ومكنتهم من فتح المسارات التجارية الجديدة، والإسهام في تقديم المجتمعات وازدهارها. الطريق إلى الاتحاد هذه الإطلالة الموسعة على تاريخ الإمارات، قادت العرض إلى التوقف عند الطريق إلى الاتحاد وتأسيس الوطن، وذلك قبل 60 إلى 65 عاماً، إذ رأى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حاكم أبوظبي آنذاك، أن الاتحاد بين شعوب المنطقة سيمنح هذه الأرض مستقبلاً آمناً، هذه الرؤية يحاكيها مشهد في العرض، يجسد كل معاني الاتحاد والوطنية عبر الأهازيج التي تعرف بالندبة، لننتقل بعدها إلى ما قبل 54 عاماً، حيث تنتقل الإمارات العربية المتحدة من الرؤية إلى الواقع، مع إعلان الاتحاد تحت راية واحدة، وتولي الشيخ زايد رئاسة الدولة، إذ رفع العلم في تلك اللحظة الفارقة للمرة الأولى، ونستمع إلى صوت أحمد بن خليفة السويدي الذي أعلن الخبر على الإذاعة. هذه اللحظة الوطنية والمحفورة بتاريخ الوطن، أعلن بعدها الصحافي المخضرم الذي غطى أحداث الاتحاد في عام 1971 خليل عيلبوني، عن عزف للنشيد الوطني الإماراتي، من قبل الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، في أول ظهور لها، في لحظة تاريخية مهمة، تبرز المشهد الثقافي المتنامي في الدولة، وتستعرض مواهبها المتنوعة، لاسيما أنها تمزج بين الآلات الموسيقية الإماراتية والعالمية في تناغم مبهر. صناعة المستقبل تتابعت اللحظات التاريخية التي تروي حكاية بلد يحترف صناعة المستقبل الباهر، وتنتقل معها إلى لوحة بناء الوطن التي عرضت قارب ماجان الذي تحدى الأمواج منذ آلاف السنين، وهو نموذج اختباري لأحد أكبر القوارب التجارية المعروفة التي أبحرت خلال العصر البرونزي، من مرافئ ماجان، الأرض التي تقوم عليها دولة الإمارات، ويشد البحارة الحبال للقارب، في مشهد بصري ساحر، ويبدو القارب كما لو أنه يخرج من الشاشة ليتوسط المسرح، هذه اللمسات الإبداعية في العرض تستكمل مع الابتكارات المستمرة والرؤية الطموحة والمستدامة، وعرض العديد من الإنجازات، ومنها في هيئة البيئة في أبوظبي، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية، ومعهد الابتكار التكنولوجي، و«إم 42»، ومركز محمد بن راشد للفضاء، وتختتم اللقطات بصعود طائرة مقاتلة من طراز Mirage 2000-9 في السماء، لتحاكي انطلاق مركبة فضائية. ولأن التاريخ هو البوصلة التي تربط إنجازات اليوم بجذور الأمس، وتمنح الدولة القوة والهوية، أعلن في الختام عن افتتاح متحف زايد الوطني، الذي سيبدأ باستقبال زواره اليوم الثالث من ديسمبر، ويعتبر أحدث الإبداعات التي تقف شامخة في السعديات، يحمل في داخله طيات قصص الأجداد، ويشهد على جوهر الحاضر ومسارات المستقبل، ويستوحي تصميمه من جناح الصقر أثناء التحليق، ويشكل تكريماً لجهود الوالد المؤسس، وشغفه بالبيئة والتراث الوطني. أما المستقبل فجسّده الصغار في لوحة محملة بالأمل والبهجة، على وقع أغنية «نفتخر بك يا وطن»، التي كتبها عارف الخاجة، ولحنها محمد الأحمد، وفي الختام تتوقف سيارة الشيخ زايد في المتحف، ويبقى الإرث خالداً، في الأرض والبحر والنجوم، في حاضر ومستقبل الدولة. سيارة الشيخ زايد شكّلت سيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نقطة محورية في العرض، فكانت تقود الرحلة، منذ انطلاق العرض وظهورها في الفيلم، حتى الختام مع ركنها في متحف الاتحاد، تجدر الإشارة إلى أن نسخة محسنة من الفيلم، الذي برزت فيه السيارة، كشفت عن طراز السيارة وسنة صنعها، وهي «كرايسلر نيوبورت» مطلية باللون الأسود من عام 1966، وقد تم العثور على نسخة نادرة من السيارة الأصلية في ولاية كاليفورنيا، ونقلت إلى متحف زايد الوطني، ثم تم تجديدها لتتطابق مع سيارة الشيخ زايد، حيث تمت إضافة سارية للعلم، وإطارات أكبر للقيادة على الطرقات الوعرة. . استندت العودة إلى تاريخ أرض الإمارات على مجموعة من القطع الأثرية، وكانت نقطة البدء مع لؤلؤة أبوظبي، التي تعد من أقدم اللآلئ الطبيعية المعروفة في العالم، وتعود إلى 8000 سنة. . يسير «العرض» عبر الزمن، مع وجود ثلاثة رواة لحكاية الإمارات، وهم: الأرض التي تتحدث بصوت مشحون بالعاطفة، والمذياع الذي يسافر عبر الأزمان، وأصوات الناس التي تروي قصص المجتمعات. . المشهد الافتتاحي لـ«العرض» تضمّن لقطات من الفيلم الوثائقي «وداعاً يا جزيرة العرب» من عام 1968، الذي يظهر فيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو يقود سيارة «كرايسلر نيوبورت». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App