كشفت الدكتورة مروة منصور، طبيبة بيطرية، عن الحقائق العلمية وراء الاعتقاد السائد بأن الحيوانات لا تعاني من تسوس الأسنان رغم عدم تنظيفها، مشيرة إلى أن هذا الاعتقاد صحيح إلى حد كبير في الحياة البرية، ولكنه يختلف جذريا عند تربية الحيوانات في المنازل.

وأوضحت الدكتورة مروة، لليوم السابع، أن السر يكمن في "هندسة الطبيعة" لغذاء الحيوان؛ حيث تعتمد الحيوانات في بيئتها الطبيعية على أطعمة خشنة مثل الحشائش، البذور، الألياف، والعظام النيئة، وهي نوعيات تعمل بشكل ميكانيكي كمبرد طبيعي ينظف الأسنان باستمرار ويمنع تراكم الرواسب.

وأضافت: أن هناك عوامل بيولوجية أخرى تعزز هذه الحماية، أهمها أن البكتيريا المسببة للتسوس لدى البشر تختلف تماما عن تلك التي قد تصيب الحيوانات، فضلا عن أن لعاب الحيوان يتميز بكونه "أقل حمضية"، مما يجعله بيئة غير صالحة لنمو التسوس، بالإضافة إلى قصر دورة حياة الحيوان مقارنة بالإنسان، مما لا يتيح وقتا كافيا لظهور مشاكل الأسنان المزمنة.

وعلى الرغم من هذه الحماية الطبيعية، حذرت الدكتورة مروة من تزايد حالات تسوس الأسنان التي تستقبلها العيادات البيطرية مؤخرا، مرجعة السبب إلى تدخل المربين في النظام الغذائي للحيوانات الأليفة.

وأشارت الطبيبة البيطرية إلى أن تقديم الأطعمة البشرية للحيوانات، مثل اللحوم المسلوقة والسكريات، يؤدي إلى خلل في مقاومة أسنانهم الطبيعية، مما ينتج عنه حالات تسوس وصفتها بأنها "من أكثر الحالات صعوبة وتطلبا للوقت في العلاج"، داعية المربين إلى الالتزام بطبيعة تغذية الحيوان للحفاظ على صحته العامة.