كتبت أسماء نصار

أكد قسم بحوث النحل بمعهد بحوث وقاية النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية، على الأهمية القصوى لاتباع الإجراءات الضرورية لـ "تشتية النحل"؛ مؤكدًا أنها استراتيجيات حيوية لا تضمن فقط سلامة طوائف نحل العسل وحمايتها من الأمراض خلال فصل الشتاء القارس، بل تعزز قدرتها على الانطلاق بأعلى معدلات إنتاجية مع حلول فصل الربيع.

ويقصد بمصطلح "تشتية النحل" تمضية النحل لفترة الشتاء داخل الخلية، بما يدعم قدرته على استئناف نشاطه بكفاءة عالية لتحقيق أعلى مستويات الجودة والإنتاج في المواسم اللاحقة.

يؤكد خبراء قسم بحوث النحل، أن المعاملات الخاصة والتدفئة للنحل خلال الشتاء تعد ضرورة لا غنى عنها؛ ذلك لأن النحل ينتمي إلى طائفة الحشرات ذوات الدم البارد، ما يجعله يتأثر بشدة بانخفاض درجات الحرارة، وعليه فإن التدخل الإجرائي من النحال هو العامل الحاسم للحفاظ على حياة وقوة الطائفة.

تقوم عملية "تشتية النحل" على ثلاثة محاور رئيسية تتطلب كل منها إجراءات ومعاملات محددة لضمان نجاحها:

1- المنحل: (الموقع المحيط بالخلايا).

2- مسكن النحل: (الخلية نفسها).

3- طائفة النحل: (أفراد الخلية ومكوناتها الداخلية).

يعتبر الضلع الثالث، الخاص بـ "طائفة النحل"، هو الأكثر حاجة للإلمام الدقيق بقواعد "المعاملات النحلية"، حيث إن التطبيق الأمثل لهذه المعاملات يقلل بشكل كبير من الحاجة إلى إجراءات المكافحة الكيميائية لاحقًا.

وفي هذا السياق، تؤكد التوصيات المعتمدة بوزارة الزراعة على إلزامية وضرورة تنفيذ برامج المكافحة ومقاومة الأمراض، وعلى رأسها مرض "الفاروه"، ويجب أن تبدأ هذه الإجراءات بشكل حتمي اعتبارًا من بداية شهر سبتمبر من كل عام، وهو الموعد الذي يتزامن مع نهاية موسم فرز العسل.

كما يجب الالتزام بفحص أكتوبر، للتأكد من الملكة والمخزون الغذائي، بالتوازي مع بدء برامج المكافحة في سبتمبر، يشدد الخبراء على البدء في إجراءات فحص الطائفة بعناية فائقة اعتبارًا من بداية شهر أكتوبر.

ويرجع هذا الإجراء لأسباب محورية، أبرزها:

يتم تقييم كفاءة الملكة من خلال مدى حيويتها، طريقة حركتها على البراويز، وسلامة أعضائها.

يجب التأكد من سلامتها وخلوها التام من أي مؤشرات أو أعراض للأمراض.

يجب الاطمئنان على توافر المخزون الغذائي الملائم للطائفة وأفراد الخلية، مع ضرورة مراعاة وجود الكثافة النحلية المثالية.