تضرب قرية بهجورة التابعة لمحافظة قنا جنوبي مصر، نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني كل عام، مثالاً فريداً للتكافل الاجتماعي، إذ يحرص السكان البالغ عددهم نحو 60 ألف نسمة، على تناول طعام الغداء سوياً في الجمعة الأخيرة من الشهر، احتفالا بالذكري السنوية لانتصارهم على وباء الكوليرا في نهايات القرن الثامن عشر.
في هذا الموعد السنوي، تنتشر موائد الطعام في شوارع القرية، إذ يحرص سكانها على هذا التقليد القديم، احتفالاً بنجاتهم من الوباء الذي ضرب مصر في عام 1831، ويصنف واحداً من أشد موجات الكوليرا التي شهدتها على مر التاريخ، بعدما تسبب في وفاة ما يزيد على 150 ألف مصري، من بينهم 36 ألفاً في القاهرة وحدها، الى جانب أكثر من ألفين من سكان تلك القرية النائية في ذلك الوقت.
وتتبع القرية محافظة قنا، وكانت تعرف منذ قديم الأزل باسم «بهو الجنوب» قبل أن تتعرض لوباء الكوليرا في عصر محمد علي، ما دفع عدداً كبيراً من سكانها إلى مغادرتها، ليطلق عليها منذ ذلك الوقت اسم «مهجورة»، ويتحرف بعد ذلك الى اسمها الحالي.
لا تزال قرية بهجورة تتميز، رغم تبدل الدهور، بجزء كبير من طابعها القديم، فتنتشر فيها القصور القديمة.
يتسابق أهالي بهجورة في الجمعة الأخيرة من نوفمبر/تشرين الثاني، الى إعداد موائد الطعام، وتناول الغداء الجماعي في شوارع القرية بعد أداء الصلاة، في أجواء مفعمة بالمحبة. ولا يغيب بيت عن المشاركة في هذا الطقس البديع، إذ تقدم كل أسرة ما تستطيعه من طعام، في مناسبة ذكرى عودة الأجداد الى القرية بعد انتهاء وباء الكوليرا، في طقس يعكس مدى قدرة المصريين على تحويل آلامهم إلى أفراح.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
