نتابع الحديث عن آثار استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي على EA وكيف يمكن أن يكون مفيداً للاعبين العرب على صعيد تحسين البنية التحتية ودعم التعريب وغيرها.
فهرس المقال:
-
الجزء الأول (لماذا يهتم اللاعب العربي بالاستحواذ على EA؟) من هنا…
-
الجزء الثاني (الخوادم المحلية وتجربة اللعب الجماعي وفرص التوظيف والتنمية المهنية للمواهب العربية) من هنا…
-
الجزء الثالث (ما هو التأثير المتوقع على اللاعبين العرب؟ وآراء خبراء ومطورين عرب حول الاستحواذ) الذي تقرأه الآن…
6. التنمية والتغيير الثقافي: التمثيل العربي والتحولات الاجتماعية
6.1 تمثيل العرب في الألعاب: من “العدو الإرهابي” إلى البطل الإيجابي
ظلت صناعة الألعاب العالمية تاريخيًا تفتقر إلى تمثيل عربي إيجابي؛ إذ غالبًا ما كانت الشخصيات العربية تُقدّم كخصوم إرهابيين أو نماذج نمطية سطحية وسلبية. ومع النمو الديمغرافي والاقتصادي الهائل للمنطقة، بدأ صناع القرار في الغرب ـ بتأثير من لاعبين عرب وناشطين ثقافيين ـ في إعادة التفكير وصياغة نماذج شخصيات عربية أكثر واقعية وإنسانية. وقدمت بعض الألعاب أمثلة رائدة مثل:
- الطائر بن لا أحد في Assassin’s Creed (بطل عربي رئيسي)،
- زهرة غفران في Battlefield 1 (قيادية عربية محاربة)،
- فرح أحمد في سلسلة Call of Duty (بطلة عربية مستقلة)،
- شخصيات عربية في ألعاب Tekken وStreet Fighter وغيرها.
تَفتح السيطرة الإقليمية على EA الباب أمام “تعميق الصورة”، بدمج قصص واقعية من المنطقة العربية وإيجاد مزيد من الأبطال والنماذج الثقافية الإيجابية المحلية، مع إفساح المجال للمطورين العرب لتقديم وجهة نظرهم الأصيلة وقصصهم بأنفسهم.
6.2 التدفق الاجتماعي والثقافي في الألعاب
هناك تطلعات بارزة في أن يتحول سوق المحتوى الرقمي العربي من مجرد سوق مستهلك لما تنتجه استوديوهات الغرب إلى سوق منتج ممتلئ بإبداعات عربية خالصة. وقد تتجه EA لدعم إنتاج ألعاب إنتاجية تدمج المخيال العربي والتاريخ الإسلامي وقيم العادات الأصيلة، مثال أساليب القيادة والتعاون والكرم، مساهمة في تصحيح الصور النمطية، وتعزيز “القوة الناعمة الثقافية” للمملكة من خلال منتجات عالمية.
في المقابل، تعرضت EA في السنوات الأخيرة لضغوط حول بعض سياساتها في تقديم رموز سياسية أو اجتماعية (مثل الشعارات الملونة في الدعم المجتمعي للحريات الفردية بدورياتها الرياضية)، ويطالب اللاعبون العرب اليوم باحترام أكبر للخصوصية الثقافية المرتبطة بالمجتمع العربي الإسلامي في النسخ الموجهة للمنطقة.

7. مستقبل الرياضات الإلكترونية والإبداع التنافسي في الشرق الأوسط
7.1 المملكة كمحور عالمي للرياضات الإلكترونية
أخذت المملكة العربية السعودية موقع الريادة إقليميًا في تنظيم ودعم الرياضات الإلكترونية من خلال تأسيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، وتنظيم كبرى البطولات السنوية مثل “كأس العالم للرياضات الإلكترونية” و”موسم الجيمرز” ومعسكرات التدريب الاحترافية، وهو ما انعكس على المستوى التنافسي للاعبين العرب في الألعاب الكبرى عالميًا.
وقد التزمت EA سابقًا ـ وستتضاعف التزاماتها مستقبلًا بعد الاستحواذ ـ بإدراج بطولات رسمية إقليمية للألعاب الرياضية الرقمية، مع توفير رعاية واتحاديات رسمية وتكامل مع الأكاديميات التعليمية، ما يحسّن حتمًا من فرص الاندماج والشهرة والجوائز المالية للاعبين والمبدعين العرب.
7.2 برامج اكتشاف المواهب الناشئة وإعادة توزيع الفرص
من خلال إنشاء أكاديميات ومبادرات تدريبية وأندية رياضية رقمية، ومثل منح جوائز تقديرية لأفضل لاعب ولاعبة وأفضل صانع محتوى عربي، تبدو المملكة أقرب لتحويل السعودية إلى “هوليوود الألعاب والرياضات الإلكترونية” في المنطقة بحلول 2030. وسيتم ربط المواهب الناشئة مباشرة باستوديوهات التطوير العالمية (وعلى رأسها EA)، ما يمكنها من الاندماج في مسارات الاحتراف والتسويق العالمي.

8. آراء خبراء ومطورين عرب حول الاستحواذ والتوجهات المستقبلية
8.1 آراء الخبراء وصناع القرار
صرح تركي النويصر (من صندوق الاستثمارات العامة السعودي) أن التحول الاستثماري الحالي في EA ليس مجرد صفقة مالية، بل “شراكة استراتيجية ستدعم الابتكار طويل الأمد وتعيد تشكيل الأولويات بما يلائم تطلعات المملكة والمجتمعات المحلية”. كما يرى الأمير فيصل بن بندر بن سلطان (رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية) أن الهدف الأكبر ليس الوصول لأن تكون المملكة مركزًا عالميًا مستضيفًا فقط، بل مركز صناعة وإنتاج أصيل للألعاب، مع استثمار طويل الأجل يؤسس لصناعة وطنية حقيقية بمواصفات عالمية.
يربط برايان وارد (الرئيس التنفيذي لمجموعة “سافي جيمز”) تأثير الاستحواذ على صناعة الألعاب بقوله: “سنعقد شراكات أكثر عمقًا مع كبرى الشركات الدولية، تتجاوز البحث عن العائد المالي لتشمل التعاون على إنتاج محتوى وابتكار تقنيات متقدمة وتطوير المواهب المحلية في المنطقة”.
8.2 الأصوات العربية والمخاوف السائدة
هناك أصوات تشدد على أهمية الإبقاء على “النموذج العالمي” لصناعة الألعاب في EA، بحيث لا يتم التضحية بجودة الإنتاج أو الابتكارات العالمية مقابل إضافة الطابع المحلي فقط، داعين إلى التوازن بين التوجهين. ويشير آخرون إلى أهمية ألا يقتصر الاستحواذ على مشاريع استعراضية، بل أن يشمل إصلاحات مؤسسية حقيقية: توسعة استوديوهات في الخليج، دعم مطوري الألعاب المستقلين، الشراكة مع الجامعات المحلية، وتسخير الأموال لرعاية المواهب الشابة وتمكينها من الوصول للعالمية.

9. أبرز المبادرات والمحفزات المتوقعة بعد الاستحواذ لصالح اللاعبين العرب
| المبادرة أو التوجه | التأثير المتوقع على اللاعبين العرب |
| دعم اللغة العربية الكامل | تسهيل تجربة اللعبة، تعميق الاندماج، رفع نسبة المبيعات بالمنطقة، تمكين اللاعبين العرب من المشاركة في كافة الأطوار. |
| إطلاق خوادم الشرق الأوسط | تقليل البينج، رفع معدلات الفوز والمنافسة، احترافية اللعب، المشاركة الفعلية في البطولات الدولية. |
| ضم الأندية والأساطير العرب | تعزيز الهوية الرياضية، تحفيز القاعدة الجماهيرية المحلية، تكريم رموز الرياضة العربية، زيادة جاذبية ألعاب EA Sports. |
| إنشاء استوديوهات تطوير محلية | توظيف الكفاءات العربية الشابة، إنتاج محتوى عربي أصيل، فرصة للشباب للدخول لصناعة الألعاب الاحترافية العالمية. |
| احتضان ودعم المطورين المستقلين | تعزيز منظومة الابتكار الرقمي، تشجيع الشركات الناشئة العربية، انتقال من دور المستهلك إلى دور المبدع والمنافس دولياً. |
| تكثيف البطولات والفعاليات المحلية | دعم التنافس المحلي والإقليمي، تحويل المملكة لمركز جذب البطولات، اكتشاف المواهب الشابة وتحفيزها على الاحتراف. |
| المبادرات التدريبية والتأهيلية | رفع المستوى المهني والتقني، بناء جيل محترف في صناعة الألعاب، ربط البرامج التعليمية بسوق العمل. |
| تسويق إقليمي مخصص | الوصول لجمهور جديد، تصحيح الصورة النمطية، تعزيز القيم المحلية، تخصيص حملات وعروض مناسبة للمنطقة العربية. |
| برامج التأهيل الأكاديمي والمجتمعي | تطوير المناهج في الجامعات والمدارس التقنية بما يخدم الصناعة الرقمية للألعاب وتلبية الطلب المستقبلي المتزايد. |
يمثل هذا الجدول ملخصًا لأهم المبادرات والفرص التي ينتظر اللاعب العربي تحقيقها كنتيجة مباشرة سواء عبر استوديوهات EA أو الشراكات المحلية والإقليمية في ظل الاستحواذ الجديد.
الخاتمة: هل نعيش بداية حقبة عربية جديدة في صناعة الألعاب؟
استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي ومجموعته على EA ليس مجرد إنجاز اقتصادي عابر؛ إنه إعلان انطلاقة عصر جديد يقود فيه لاعب عربي، صانع قرار عربي، ومبرمج عربي، رحلة التحول الشامل في صناعة الألعاب الرقمية – من الاستهلاك إلى الإنتاج، من الهامش إلى الصدارة. التحدي الأكبر الآن هو مأسسة الخطط وعدم الاكتفاء بالخطاب الدعائي، مع جعل هذه الوعود واقعًا ملموسًا في البرامج، التدريب، التوظيف، البنية التحتية، دعم اللغة العربية، وتمثيل الثقافة المحلية.
المؤشرات الأولية مشجعة (إذ بدأت برامج الحاضنات والاستوديوهات المحلية ودمج الدوريات العربية فعليا في ألعاب EA Sports FC)، غير أن النجاح الكامل يتطلب إشراك مجتمع اللاعبين العربي في كل مرحلة، مع الإنصات لملاحظاتهم وشكاواهم وتحويلها لخطط تنفيذية دقيقة ومدروسة.
يمكننا القول بثقة إن العرب على أعتاب “ثورة رقمية ترفيهية” عنوانها العريض: التمكين، الإبداع، والهوية القوية في صناعة الألعاب. ومع المحافظة على التوازن بين الخصوصية الثقافية والمعايير العالمية، قد تتحقق الآمال ويكون الاستحواذ التاريخي على EA منعطفًا حاسمًا في تغيير صورة المنطقة في خريطة الترفيه الرقمي العالمية.
كاتب
أعشق ألعاب الفيديو منذ أيام جهاز العائلة، و أفضل ألعاب المغامرات أمثال Tomb Raider و Assassins Creed (قبل التحول للـRPG)، ليس لدي تحيز لأي جهاز منزلي بالنسبة لي الأفضل هو الذي يقدم الألعاب الأكثر تميزاً. ما يهمني هو التجارب ذات السرد القصصي المشوق فالقصة هي أساس المتعة أكثر من الجيمبلاي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
