البحر الأحمر – عماد عرفة

يضم البحر الأحمر مجموعة كبيرة من الكائنات البحرية النادرة، التي لا يظهر بعضها إلا في أعماق الشعاب المرجانية، ومن أبرزها السمكة الضخمة المعروفة باسم سمكة نابليون، وهي واحدة من أكثر الكائنات جذبًا للغواصين ومحبي الحياة البحرية..تعرف عليها

تعد سمكة نابليون من الأنواع المصنفة دوليًا ضمن النشرة الحمراء الصادرة عن المنظمات البيئية العالمية، والتي تحذر من تناقص أعدادها بشكل مستمر، وقد ألزمت المنظمة الدول الأعضاء باتخاذ إجراءات صارمة لحماية هذا النوع، ومنع صيده أو الإضرار ببيئته الطبيعية داخل البحار والمحيطات، ومن بينها مياه البحر الأحمر.

تتميز سمكة نابليون بحجمها الكبير وحركتها البطيئة، حيث يمكن أن يتجاوز وزنها 250 كيلوغرامًا، مما يجعل مشاهدتها تجربة نادرة ومميزة للغواصين، وتعيش هذه السمكة في المناطق العميقة داخل الشعاب المرجانية، وتحديدًا في مواقع محدودة بالبحر الأحمر تشتهر بوجود هذا النوع.

تعد سمكة نابليون من أكثر الكائنات البحرية مسالمة وغير مؤذية للإنسان،  ويتراوح طولها ما بين 1.5 متر إلى مترين، كما تعد من الكائنات البحرية المعمرة، إذ قد يصل عمرها إلى 50 عامًا، وتتغذى على الأسماك الصغيرة والمحار والمرجان.

واحدة من أبرز الخصائص البيولوجية المثيرة لهذه السمكة أنها من الأنواع البطيئة في التكاثر، وهو ما يجعلها أكثر عرضة للانقراض،  كما أنها ضمن الأنواع التي تغيّر جنسها من أنثى إلى ذكر خلال مراحل عمرية معينة، بينما لم يتمكن العلماء حتى الآن من تحديد السبب العلمي الدقيق وراء هذه الظاهرة البيولوجية الفريدة.

أُطلق على السمكة اسم “نابليون” بسبب التشابه اللافت بين شكل مقدمة رأسها وبين قبعة نابليون بونابرت الشهيرة، وهو ما يجعلها ذات مظهر فريد يسهل التعرف عليه بين بقية الكائنات البحرية.