عبد الله النعيمي: نرسّخ نموذجاً تنموياً يرتكز على الاستدامة تبليسي: «الخليج» انطلقت فعاليات اليوم الأول من المنتدى العالمي للمستثمرين (Global Investors Forum – GIF 2025)، في العاصمة الجورجية تبليسي، بمشاركة واسعة من كبار المسؤولين وصنّاع القرار وقادة الأعمال، من أكثر من 40 دولة، في حدث اقتصادي دولي يعيد رسم خريطة الاستثمار بين دول مجلس التعاون الخليجي ويورآسيا، من خلال منظومة موحدة للتعاون والشراكات العابرة للحدود. ويأتي المنتدى هذا العام بشراكة استراتيجية مع منظمة يورآسيا الخليج، وبشراكة رئيسية مع مجموعة AGI Holding، وبدعم من سفارة جورجيا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وغرفة أعمال هونغ كونغ – الشرق الأوسط، وبرعاية مجموعة بيترا، وEvolutions، ومجموعة D&B Properties، وRoyal B ويُعد اليوم الأول محطة مفصلية ضمن هذا التجمع الاقتصادي، إذ جمع الحكومات، والمستثمرين، والمؤسسات المالية الدولية، والشركات متعدّدة الجنسيات، تحت سقف واحد، لبحث فرص التعاون في قطاعات رئيسية تشمل الاستدامة والتكنولوجيا، السياحة، الأموال الرقمية، البنية التحتية، الأمن الغذائي، والعقارات. مشاركة نوعية جاءت المشاركة النوعية للمتحدثين لتُعزّز من زخم الحدث، حيث شارك عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتور عبدالله محمد عبيد بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة؛ والمهندس صلاح الشامسي، رئيس مجلس إدارة ليوا للاستثمارات؛ والدكتور تيسير الخنيزي، الشريك ونائب الرئيس التنفيذي لشركة Georgia Saudi Investment Corporation. كما شارك أيضاً عارف العبار، رئيس نادي الهوايات – الإمارات، وأحمد الدخيل، رئيس المجلس السعودي للأعمال – منطقة آسيا الوسطى ورئيس مجلس الأعمال السعودي. وشهدت الجلسات حضور الدكتورة مايا ميليكيدز، المدير التنفيذي لجمعية تطوير الطاقة المتجددة الجورجية (GREDA)، إلى جانب عارف أنيس، الخبير الدولي في القيادة والحاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية (MBE). كما شارك شماس عوض، رئيس شركة Euro Gulf Consulting ومستشار العائلة الملكية في بلجيكا، وهاني إدريس، عضو مجلس إدارة البنك الدولي للتنمية (IDB)، حيث أكد المتحدثون أهمية المنتدى في صياغة مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي بين الشرق الأوسط ويورآسيا. وشدد النعيمي، خلال كلمته، على ضرورة التمييز بين الاقتصاد الأخضر والاستدامة، فالاقتصاد الأخضر يركز على الممارسات الصديقة للبيئة، بينما تتطلب الاستدامة رؤية أشمل تجمع بين المسؤولية البيئية، والعدالة الاجتماعية، والقدرة على الصمود طويل الأمد. وأكد أن دولة الإمارات تمضي بخطى ثابتة نحو ترسيخ نموذج تنموي متكامل، يجمع بين الاستدامة الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، مستندة إلى رؤية استراتيجية طويلة الأمد تعزز تنافسيتها في أسواق الاستثمار العالمية، وتفتح آفاقاً أوسع للتعاون مع الاقتصادات الصاعدة في منطقة يورآسيا. منصة مهمة أضاف النعيمي أن المنتدى يشكل منصة مهمة لربط رؤوس الأموال الخليجية بالفرص الاستثمارية النوعية في يورآسيا، ضمن إطار مؤسسي يعزز الشفافية وحوكمة الاستثمارات، ويخدم أهداف التنمية المستدامة على المدى الطويل. وأوضح النعيمي في كلمته أن التمييز بين الاقتصاد الأخضر ومفهوم الاستدامة الشاملة يمثل ضرورة أساسية في صياغة السياسات الاقتصادية الحديثة؛ فالاقتصاد الأخضر يركّز على تبنّي الممارسات الصديقة للبيئة، في حين تقوم الاستدامة على رؤية أوسع، تشمل الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب الحوكمة الرشيدة، والقدرة على الصمود طويل الأمد. وأشار النعيمي إلى أن المنتدى يوفر فضاء عملياً لتوجيه الاستثمارات نحو قطاعات ذات قيمة مضافة عالية، تشمل الطاقة المستدامة، والبنية التحتية الحديثة، والتقنيات الزراعية المتقدمة، والاقتصاد الرقمي، والسياحة المتخصصة، وهي قطاعات تحظى بأولوية في الخطط التنموية لدولة الإمارات. وأضاف «إن النتائج الأخيرة التي تشير إلى أن غابات إفريقيا، التي كانت تمثل مصدراً لامتصاص الكربون، وأصبحت اليوم مصدراً لانبعاثاته، تؤكد أن الإجراءات البيئية وحدها غير كافية. فالاستدامة الحقيقية تحتاج إلى أنظمة قوية، وحوكمة رشيدة، وتعاون عالمي». وقدم الدكتور سعد الدين منيمنة، رئيس مجلس إدارة مجموعة AGI Holding ورئيس المنتدى، رؤية شاملة حول الدور المتنامي للمنتدى في ترسيخ التعاون الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي ويورآسيا، وتعزيز مسارات الاستثمار العابرة للحدود.