تم النشر في: 08 ديسمبر 2025, 2:10 مساءً تُعد "الثقوب الزرقاء" غرب المملكة من أندر الظواهر البحرية في البحر الأحمر، وتتوزع هذه الفوّهات العميقة على امتداد السواحل من مكة المكرمة وحتى جازان، حيث تتخذ شكلًا دائريًا داكنًا وسط المياه الفيروزية، ما يمنحها حضورًا بصريًا مذهلًا، وجاذبية علمية وسياحية لافتة. وتتميّز هذه الثقوب بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي تشكّلت بفعل التصدعات الصخرية والانهيارات الجيرية والتغيرات التكتونية في البحر الأحمر، لتكوّن بيئات نادرة بخصائص استثنائية في تركيز الأكسجين والمعادن ودرجات الحرارة. وتحتضن هذه المواقع تنوعًا أحيائيًا غنيًا يشمل الشعاب المرجانية العميقة، وأنواعًا نادرة من الإسفنجيات والقشريات، وأسماكًا كبيرة، بالإضافة إلى الدلافين والسلاحف البحرية، ما يجعلها مختبرًا طبيعيًا للباحثين، ووجهة مميزة لعشاق الغوص من مختلف أنحاء العالم. وتُعد محمية الثقوب الزرقاء من أبرز مشروعات الحماية البيئية في المملكة، إذ تضم مجموعة من الجزر البحرية على مساحة تتجاوز 16,500 كيلومتر مربع، وتوفر موائل ذات أهمية بيولوجية عالية. ويُسهم إدراج هذه المحمية ضمن قائمة المحميات الوطنية في دعم جهود المملكة لحماية البيئة البحرية وتنمية المجتمعات الساحلية، وتحقيق المستهدف الوطني بحماية 30% من مساحة المملكة البرية والبحرية بحلول عام 2030، وذلك ضمن إطار مبادرة "السعودية الخضراء" ورؤية المملكة 2030.