العاب / سعودي جيمر

أفضل ألعاب الرعب التي يمكن لعبها الآن – الجزء السابع

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

يمكن قراءة الجزء السادس من المقال هنا

Outlast

  • المطور: Red Barrels
  • المنصّات: PS4، Xbox One، PC، Nintendo Switch

تُقدّم Outlast واحدة من أنقى وأشدّ تجارب الرعب التي تعتمد على العجز التام أمام الخطر. فهي لعبة منظور أول ترمي بك داخل مصحة عقلية مهجورة ظاهريًا، ولكنها في الحقيقة تعجّ بالحياة… والحياة هنا ليست شيئًا ترغب في مقابلته. أنت تلعب دور صحفي قرر لسبب غير مفهوم التسلّل إلى هذا المكان المعزول في منتصف الليل، على قمة جبل، وعلى بُعد أميال من أي مساعدة. مجرد هذه الفكرة كافية لخلق رعب نفسي ثقيل قبل حتى أن تبدأ الأحداث الفعلية.

ias

لا يوجد في Outlast سلاح، ولا قدرة على القتال. كل ما تمتلكه هو يمكنها تشغيل وضع الرؤية الليلية، وهي آلية أصبحت لاحقًا رمزًا متلازمًا مع اللعبة. هذا النظام يمنحك القدرة على رؤية ما يختفي داخل الظلام الدامس، لكنّه يكشف أيضًا مشاهد تزداد بشاعتها كلما تقدّمت. الإضاءة الخضراء الحبيبية (grainy green) التي تنتجها العدسة تجعل المشهد يبدو واقعيًا إلى حدٍّ مُرعب، وكأنّك تشاهد مقطعًا وثائقيًا عن حدث حقيقي وليس لعبة فيديو.

تعتمد اللعبة على خليط بين الاستكشاف والتخفي والهروب. ستجد نفسك تراقب ظلالًا تتحرّك في نهاية الممر، وتسمع أنفاسًا مُتقطعة وصوت زحف خلف الجدران، وتتمنى فقط ألّا تلتقي بالمخلوقات التي تنتج تلك الأصوات. ومع أن الرعب هنا ليس مفاجئًا في أغلب اللحظات، إلا أن التوتر المستمر الذي تخلقه يجعل كل زاوية وكل باب مُحطّم وكل غرفة تحتاج إلى بطارية جديدة تجربة محمّلة بالخوف.

كما أنّ جودة التفاصيل السمعية والبصرية تعمل معًا لتقديم إحساس خانق، بدءًا من صوت ارتعاش الكاميرا واهتزاز التركيز البصري، وصولًا إلى صدى خطواتك وأنت تركض هاربًا بلا هدف سوى البقاء على قيد الحياة. كل عنصر في اللعبة مصمم ليُذكّرك بأنّك ضعيف، وأنّ المكان أقوى وأكثر سيطرة منك.

ولمن يرغب في تجربة الرعب مع الأصدقاء بدلًا من مواجهته بمفرده، قدّمت Red Barrels لعبة Outlast Trials، وهي تجربة جماعية عنيفة وقاسية، تُظهر مدى نجاح هذا العالم في تقديم رعب خالص سواء كنت تلعب وحيدًا أو ضمن فريق.

تبقى Outlast واحدة من أكثر ألعاب الرعب تأثيرًا في العقد الأخير، لعبة تُعرّف الرعب بأنه ليس الوحش الذي يلاحقك فقط، بل العجز التام والظلام والصوت القادم من مكان لا يمكنك رؤيته. إنها تجربة قوية تناسب من يرغب برعب لا يرحم، رعب يبقى معك حتى بعد إطفاء .

Silent Hill 2 Remake

  • المطوّر: Bloober Team
  • المنصّات: ، PC

تعود Silent Hill 2 – إحدى أعظم ألعاب الرعب النفسي في تاريخ الصناعة  إلى الحياة من جديد من خلال ريميك ضخم أعاد صياغتها بصريًا وسمعيًا بالكامل، محافظًا على روحها الأصلية ومُضخّمًا تأثيرها إلى مستوى جديد يناسب جيل الألعاب الحديث. منذ اللحظة الأولى، يتضح أنّ هذا الريميك ليس مجرد تحديث تقني، بل إعادة ولادة كاملة لكابوس نفسي ظلّ لعقود معيارًا للرعب القصصي في ألعاب الفيديو.

المدينة الضبابية التي تُعد رمز السلسلة أصبحت الآن أكثر وحشة وكآبة من أي وقت مضى؛ فالإضاءة الديناميكية، والانكسارات الضوئية، والضباب الكثيف الذي يبتلع المشهد، كلها عناصر تُضاعف الشعور بالعزلة. التصميم الصوتي المعاد صياغته بعناية يخلق بيئة خانقة، حيث يختلط صوت بالخطوات البعيدة والتنفس المجهد، ما يجعل كل لحظة مشبعة بالتوتر.

وبينما يواجه James Sunderland وحوش السلسلة الأيقونية  مثل Pyramid Head والممرضات المشوهات – فإن التهديد الأكبر لم يكن قط تلك الكيانات، بل الأشباح النفسية التي تطارده والماضي المؤلم الذي يحاول الهروب منه. فـ Silent Hill ليست مدينة تستضيف الوحوش، بل مدينة تُجسّد الذنب والإنكار والحداد. ومع كل خطوة يخطوها James داخل المدينة، تزداد الحقائق التي حاول دفنها ظهورًا على السطح.

القصة، التي تُعد أحد أقوى عناصر اللعبة، تدفع اللاعب إلى رحلة مؤلمة عبر ذهن رجل محطم نفسيًا بعد تلقيه رسالة غامضة من زوجته التي يُفترض أنها ماتت. ومع تقدّم الأحداث، لا يجد James أي سلام، بل المزيد من التذكيرات بتجربته القاسية وبمشاعر الذنب التي يخشى مواجهتها. المدينة تتحوّل تدريجيًا إلى مرآة تكشف له أسوأ ما في داخله، والأماكن التي تطؤها قدماه تصبح رموزًا لجرحه النفسي العميق.

الريميك لا يُعيد فقط تقديم الأحداث، بل يُبرزها ببناء بصري متقن يظهر تفاصيل لم تكن ممكنة في حقبة PS2. الظلال، الانعكاسات، ملمس الجدران، ووجوه الشخصيات تحمل الآن طابعًا واقعيًا كئيبًا يضرب في صميم التجربة النفسية. كل مشهد يبدو وكأنه مُصمّم ليُربك الحواس ويؤدي إلى تصاعد القلق.

وكلما غاص اللاعب أعمق في قصّة Silent Hill 2، كلما ازداد ثقل الحقيقة، وكلما كان الاكتشاف أصعب وأشد قسوة. يُمكن القول إن الرعب الحقيقي في اللعبة ليس ما تراه، بل ما تفهمه، وما يتركه كل مشهد وكل وحش وكل جملة في القلب والعقل.

إن Silent Hill 2 Remake ليست مجرد لعبة رعب، بل عمل فني ونفسي متكامل يقدّم قصة تستحق الإصغاء والفهم والدهشة وحتى الألم. وكلما تقدّمت فيه، ازداد الظلام كثافة، وازدادت الظلال عمقًا، وازدادت الأسئلة قسوة.

هذا الريميك يُعيد التأكيد على مكانة Silent Hill 2 كواحدة من أعظم ألعاب الرعب النفسي في تاريخ الوسيط التفاعلي، ويمنح الجيل الجديد فرصة لتجربة كابوس كلاسيكي بملابس حديثة ورؤية أكثر نضجًا وإيلامًا.

Alan Wake 2

  • المطوّر: Remedy Entertainment
  • المنصّات: PS5، PC، Xbox Series X

بعد 13 عامًا من الانتظار، عاد الروائي المعذّب Alan Wake في جزء ثانٍ طال انتظاره، وكانت العودة على مستوى الترقّب تمامًا بل وتجاوزته. فكما جاء في مراجعات اللعبة، “لن تجد شيئًا شبيهًا بها في هذا الجيل”، وهي جملة تلخّص بوضوح مدى فرادة التجربة التي تقدّمها هذه اللعبة.

يأخذ Alan Wake 2 تجربة الرعب النفسي إلى مستوى جديد تمامًا، جامعًا بين الرعب البصري والقصصي والسمعي في مزيج نادر الوجود. الأعداء المروعون، والأجواء الخانقة المشبعة بالخطر، والإضاءة التي تُسقط الظلال بشكل يثير التوتر مع كل خطوة، كلها عناصر تجعل اللاعب يشعر بأنه محاصر داخل كابوس حيّ لا ينتهي.

تعتمد اللعبة على أسلوب لعب بمنظور الشخص الثالث يقدّم اشتباكات مشدودة ومليئة بالتوتر، لكن جوهر رعب اللعبة يكمن في القصّة الملتوية التي تتنقّل بين بطليْن مختلفين، وتتشابك عبر خطوط زمنية متعددة، مستعيدة الأسلوب السردي المتقاطع الذي اشتهرت به Remedy في Control (2019). هذا التشابك المعقّد يخلق إحساسًا دائمًا باللايقين، حيث لا يعرف اللاعب ما إذا كان ما يراه حقيقة أم انعكاسًا لعقل Alan المضطرب أو امتدادًا لـ”المكان المظلم” الذي يبتلعه ببطء.

القوى المرعبة التي يواجهها البطل ليست مجرد وحوش، بل تمثيلات لكوابيس داخلية، ورموز لشعور العجز والذنب والبحث اليائس عن الخلاص. والأجواء التي تغلّف اللعبة تقدم أحد أكثر أشكال الرعب نضجًا: رعب يعتمد على القلق النفسي العميق وليس على المفاجآت فقط.

يُظهر Alan Wake 2 بوضوح مدى التطوّر الهائل لاستوديو Remedy، سواء من حيث الإخراج السينمائي، أو جودة الحوار، أو الجرأة في بناء قصة تتجاوز المألوف، أو قدرة الفريق على صناعة لعبة رعب تعصر العقل قبل الأعصاب. إنها تجربة تؤكد مكانة Remedy كأحد أفضل من يصنعون ألعاب الرعب والسرد التفاعلي في الوقت الحالي.

Alan Wake 2 ليست مجرد لعبة رعب، بل عمل نفسي–سينمائي متكامل، مليء بالأسرار والظلال والأفكار المخيفة. إنها لعبة تبقى ترافقك حتى بعد إطفاء الشاشة، وتدفعك للتفكير طويلًا فيما رأيته وما لم تره… مما يجعلها واحدة من أفضل ألعاب الرعب في الجيل الحالي دون أي مبالغة.

كاتب

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا