يمكن قراءة الجزء السابع من المقال هنا
Resident Evil 2 Remake

- المطوّر: Capcom
- المنصّات: PS5، PS4، Xbox One، Xbox Series X، PC، Nintendo Switch
من الصعب تخيّل أنّ لعبة صدرت لأول مرة عام 1998 على جهاز PS1 تعود بعد أكثر من 20 عامًا لتحتل مكانًا متقدّمًا ضمن أفضل ألعاب الرعب في التاريخ الحديث. ولكن عندما نتحدّث عن Resident Evil 2 Remake، فإن الأمر ليس مفاجئًا على الإطلاق. فهذا الريميك لم يكن مجرد إعادة إصدار، بل كان إعادة بناء كاملة من الصفر، نجحت فيها Capcom في تقديم تجربة تحترم الماضي وتعيد تشكيله وفقًا لمعايير الرعب الحديثة.
النتيجة كانت عملًا استثنائيًا يمزج بين نوستالجيا عشّاق السلسلة وبين جودة تصميم الألعاب المعاصرة. فالرؤية الجديدة لرعب مدينة Raccoon City جاءت أكثر سوداوية، وأكثر واقعية، وأكثر إحكامًا في التفاصيل البصرية والسمعية. الإضاءة الخافتة، صرير الأبواب، زحف الزومبي في الظلال، كل ذلك يخلق جوًا مشحونًا بالتوتر يجعل كل خطوة خطوة نجاة حقيقية.
القصة الكلاسيكية لمحاولة Leon Kennedy وClaire Redfield الهروب من المدينة الموبوءة تم سردها من جديد بدقة واحترام، مع إعادة تقديم كل الوحوش والمواجهات الأيقونية من Lickers إلى Mr. X بمظهر وتصميم يبعث الرعب في القلب، خصوصًا بفضل التفاصيل الرسومية فائقة الجودة التي تُظهر التحلل، الدماء، وحركة الأجساد المشوّهة بشكل واقعي وصادم.
أما أسلوب اللعب فقد حصل على تحديثات كبيرة، مع نظام تصويب حديث ودقيق، وتحكم سهل وسلس، وألغاز أعيد تصميمها بذكاء يجمع بين التحدي والمتعة. الدمج بين الرعب الكلاسيكي والوتيرة الحديثة للعبة أكشن يجعل التجربة مثالية ومتوازنة، ويمنح Resident Evil 2 هوية خاصة بين ألعاب الرعب في الجيل الحالي.
ولا يمكن إغفال أنّ مستوى العنف المرئي — gore — قد وصل إلى مستوى فني غير مسبوق، يجعلك ترى النتائج المرعبة لكل طلقة تصيب جسد الزومبي، مما يُعمّق الشعور بالخطر ويُبرز قسوة العالم الذي تحاول النجاة منه.
بكل بساطة، Resident Evil 2 Remake ليست فقط نسخة محسّنة من لعبة قديمة؛ إنها إحياء لأسطورة وإعادة صياغة لنمط الرعب بطريقة تجعلها ضرورية كما كانت النسخة الأصلية في عصرها. إنها عنوان يثبت كيف يمكن لتطوير واعٍ ومحترم أن ينقل لعبة كلاسيكية إلى مستوى جديد تمامًا، ويجعلها واحدة من أفضل ألعاب الرعب في التاريخ الحديث دون منازع.
Alien: Isolation

- المطوّر: Creative Assembly
- المنصّات: Xbox Series X، Xbox One، PS4، PC
تُعد Alien: Isolation واحدة من أعظم تجارب الرعب التي أُنتجت على الإطلاق، ليس فقط داخل إطار سلسلة Alien السينمائية، بل في تاريخ ألعاب الرعب ككل. فعلى الرغم من كثرة الألعاب التي استلهمت عناصر من هذه السلسلة سواء قوات الفضاء عند James Cameron، أو صلابة Ellen Ripley، أو الرهبة الصامتة التي تصنعها الموسيقى فإن Isolation هي اللعبة التي نجحت في التقاط جوهر الرعب الحقيقي من الفيلم الأصلي وإعادة تقديمه بطريقة أطول، أعمق، وأكثر توترًا.
تتقمّص هنا شخصية Amanda Ripley، ابنة Ellen، التي تنطلق للبحث عن أمها المفقودة داخل محطة فضائية مهجورة. لكن ما تجدُه هناك ليس مجرد آثار أو أدلة… بل نفس الكائن Xenomorph الذي طارد والدتها، لكن هذه المرة بذكاء اصطناعي هو الأكثر إثارة للرعب في تاريخ الألعاب.
هذا الوحش لا يتبع نمطًا ثابتًا، ولا يتحرك وفق مسار يجب أن تحفظه، بل يصطاد بشكل ديناميكي، يسمعك ويشمّك ويراقبك، ويغيّر سلوكه بناءً على ما تفعله.
ولذلك فإن كل لحظة في اللعبة تتحول إلى معركة صامتة للبقاء:
- تمسك أنفاسك وأنت تحتمي داخل خزانة،
- تنتظر مرور خطواته الثقيلة فوق الأرض المعدنية،
- تتسمر في مكانك حين تسمع صرير الذيل وراءك،
- أو تصرخ من الفزع عندما يكتشفك قبل أن تصل إلى ملاذ آمن بثوانٍ.
الجو العام للعبة مكتوب بإتقان مذهل؛ الإضاءة الخافتة، أصوات الأجهزة المعطلة، فراغ ممرات Sevastopol، كل ذلك يجعل اللاعب يشعر بأنه عالق داخل كابوس فضائي لا ينتهي. ورغم طول اللعبة، فإن مستوى التوتر لا يهبط أبدًا، بل يظلّ في تصاعد مستمر وبوتيرة خانقة.
الإنجاز الأكبر ربما هو قدرة اللعبة على إعادة الحيوية والرعب إلى Xenomorph الوحش الذي أصبح شبه مبتذل لكثرة ظهوره في الإعلام. ولكن هنا… يعود إلى عرشه كأحد أكثر المخلوقات رعبًا في الخيال العلمي، لأن اللعبة نجحت في جعله غير متوقّع، لا يُهزم، ولا يرحم.
Layers of Fear

- المطوّر: Bloober Team
- المنصّات: PS4، Xbox One، Nintendo Switch، PC
لا توجد الكثير من ألعاب الرعب التي تستطيع أن تجعلك تشعر بالشك في نفسك خارج حدود الشاشة، لكن Layers of Fear تُعد واحدة من تلك التجارب النادرة التي تعبث بعقلك كما تعبث بأعصابك تبدأ اللعبة بأسلوب يبدو مألوفًا للغاية: منزل ضخم، فارغ، غارق في الظلال، وصدى خطواتك يتردد بين جدرانه كأنه يحاول أن يحادثك. تعود إلى المنزل في دور رسّام مجهول الاسم، لكنك تكتشف تدريجيًا أن هذا المنزل ليس مجرد مكان… بل انعكاس لذهن shattered فقد السيطرة تمامًا ومع مرور الوقت يتضح أن الجنون الذي وقع فيه الفنان لا يسيطر على قصته فقط، بل يسيطر على عالم اللعبة نفسه. فهنا يختفي الباب الذي دخلت منه للتو، وعلى ذلك الحائط تظهر ممرات جديدة لم تكن موجودة قبل ثوانٍ، والجدران تلتف وتتمدد كما لو أنها كائن حيّ يتنفس مع نوبات الهلوسة التي يعاني منها البطل هذا النوع من الرعب الإدراكي يجعل اللاعب يشعر وكأنه جزء من عقل مضطرب تسألك اللعبة باستمرار:
- هل كان هذا المكتب دائمًا هنا؟
- هل هذا الممر كان بهذا الطول؟
- هل تنقلت الغرفة من تلقاء نفسها… أم أنك تتخيّل؟
كل شيء يبدو واقعيًا بما يكفي ليجعلك تصدق ما تراه، لكنه يتغير بسرعة تكسر ذلك اليقين وتزرع الشك والخوف الداخلي بدلًا من الاعتماد على القفزات المفاجئة أو الوحوش التقليدية.
ومع توغل اللاعب في القصة، تبدأ طبقات الجنون كما يوحي العنوان في الانكشاف واحدة بعد الأخرى. ومعها تبرز الحقيقة المُظلمة التي دفعت الفنان إلى هذا الانهيار: لوحة مهووس بها، مصنوعة من مواد… ليست بمواد فنية تقليدية. وكلما اقتربت من إنهاء العمل الفني، أصبح المنزل نفسه أكثر تشوهًا ورعبًا، كأنه يتآكل تحت وطأة الذنب والهوس.
تتميّز اللعبة أيضًا بجودة بصريّة مذهلة؛ اللوحات المتحركة، الدمى المحروقة، الأصوات الخافتة، والانعطافات المفاجئة في البيئة، كلها مصممة بعناية لإغراق اللاعب في إحساس بالعجز والضياع. ليست مجرد لعبة رعب، بل رحلة داخل عقل متفكك تتكشف فيها الرهبة ليس من العالم الخارجي… بل من داخل الإنسان نفسه.
ولهذا تُصنّف Layers of Fear كواحدة من أفضل ألعاب الرعب النفسي على الإطلاق، تجربة تترك أثرًا عميقًا في الذاكرة، وتجعلك تطفئ الشاشة وتظل تتساءل لثوانٍ: “هل تغيّر شيء في الغرفة من حولي… أم أن عقلي يلعب بي؟”
Resident Evil 7

- المطوّر: Capcom
- المنصّات: PS4، PS5، Xbox Series X، Xbox One، Nintendo Switch، PC
عندما أعلنت Capcom عن Resident Evil 7، شعر الكثيرون بالقلق. فقد كانت السلسلة قد انحرفت في أجزائها الأخيرة نحو الأكشن المبالغ فيه، وكان الخوف الأكبر هو أن تتحول اللعبة إلى محاولة تحديث قسرية تفقد هوية Resident Evil الأصلية. لكن المفاجأة كانت أنّ اللعبة جاءت باعتبارها واحدة من أعظم نقاط التحول في تاريخ السلسلة، وبداية عصر جديد من الرعب الخالص الذي يضع البقاء مرة أخرى في صميم التجربة.
منذ اللحظة الأولى، يتضح أنّ RE7 تستلهم أفضل ما قدمته أفلام الرعب في آخر 20 عامًا من أجواء The Texas Chainsaw Massacre إلى رعب المنازل المهجورة والأسر المختلّة. وتقوم اللعبة بدمج هذا الإرث السينمائي بشكل ذكي داخل إطار Resident Evil التقليدي، لتقدّم تجربة حديثة ومبتكرة دون أن تفقد جذورها.
القصة الرئيسية محبوكة بإتقان، حيث يذهب Ethan Winters للبحث عن زوجته المفقودة ليجد نفسه في منزل آل Baker، العائلة الأشهر الآن في عالم الرعب هذه العائلة ليست مجرد خصوم؛ بل تمثل رعبًا نفسيًا وجسديًا، فكل فرد منهم يعكس شكلًا مختلفًا من الجنون والتهديد، من Jack الباقي دومًا على قيد الحياة، إلى Marguerite المتحولة، إلى Lucas الذي يجيد التعذيب النفسي وصناعة الفخاخ الذكاء في تقديمهم يكمن في أنهم لا يشبهون وحوش السلسلة التقليدية، بل هم بشر… وهذا وحده يزيد الرعب واقعية.
التحوّل إلى منظور الشخص الأول كان قرارًا ثوريًا. هذا التغيير لم يقدّم فقط إمكانية اللعب في الواقع الافتراضي، بل جعل الرعب قريبًا بشكل خانق، وجعل كل مطاردة وكل صرخة وكل ظهور مفاجئ أشد تأثيرًا على اللاعب. إنّ رؤية Jack ينقضّ عليك بينما أنت عاجز تمامًا، أو سماع خطواته الثقيلة خلفك دون القدرة على تحديد موقعه، هي لحظات محفورة في ذاكرة كل من لعب اللعبة ورغم التغيير الكبير في منظور اللعب والأجواء، ظلت روح Resident Evil واضحة تمامًا:
- غرف الحفظ ما تزال ملاذًا صغيرًا لكنها ليست آمنة بالكامل.
- الذخيرة قليلة، تجبرك على التفكير والتخطيط.
- الزعماء يجمعون بين الرعب الجسدي والنقاط الضعيفة الواضحة التي تعيدنا إلى جذور السلسلة.
- الألغاز ذكية وتكسر رتابة الرعب، كما اعتدنا في الأجزاء الأولى.
وقد نجحت اللعبة في الموازنة بين الرعب النفسي والرعب الجسدي، وبين الاستكشاف والبقاء، مقدّمة ما يشبه ولادةً جديدة للسلسلة التي كانت بحاجة ماسة لإعادة تعريف هويتها.
كاتب
لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
