بعد ان استعرضنا أفضل ألعاب Tactical RPG التي تقدم أعمق أنظمة التخصيص للشخصيات الجزء الأول و الجزء الثاني نستكمل القائمه في الجزء الثالث.
التجربة التي حافظت على إرث واحدة من أعظم ألعاب TRPG عبر التاريخ في Tactics Ogre Reborn

تعد سلسلة Tactics Ogre واحدة من الركائز الأساسية في تاريخ الألعاب التكتيكية. فهي العمل الذي ألهم عشرات المطورين، وأعاد تشكيل المفهوم الكامل للـTRPG، ووضع معايير لا تزال تُستخدم حتى اليوم. ورغم وجود عدة نسخ عبر أكثر من جيل من الأجهزة، فإن Tactics Ogre Reborn تُعد النسخة الأقرب للاعب الحديث لأنها تجمع بين جمال الأصل وروح التطوير الحديث.
ورغم أننا نعتمد على Reborn هنا لأنها النسخة الأحدث، إلا أن الحقيقة هي أن جميع نسخ Tactics Ogre تقريبًا تحف فنية. فالنسخة الأصلية على SNES وPS1 تعتبر من أفضل ألعاب النوع على الإطلاق، ونسخة PSP Let Us Cling Together أخذت هذا الكمال خطوة أبعد، ثم جاءت Reborn لتقدم النسخة الأكثر سلاسة وتوازنًا وجودة حياة دون المساس بجوهر اللعبة.
وتشتهر اللعبة بنظام الوظائف المرن الذي يمنح اللاعب حرية كبيرة في تشكيل الفريق. حتى الشخصيات العامة التي لا تحمل دورًا سرديًا مهمًا تكون ذات قيمة كبيرة داخل المعركة لأن نظام القتال مصمم بحيث يمنح كل وحدة إمكانية التطوير والاستفادة. ويستطيع اللاعب بناء تشكيلات معقدة عبر دمج المهارات والأسلحة والدروع وخيارات التخصص لتكوين جيش يناسب أسلوبه الخاص.
وتتيح اللعبة مستوى عميقًا من التخصيص. فكل عضو في الفريق يمكن تطويره عبر مسارات متعددة، سواء في تحسين الإحصائيات أو تعلم تقنيات جديدة أو دمج عناصر قتالية. وهذا يجعل كل شخصية قابلة للتفرد والتميز حتى داخل الجيش نفسه. ويصبح تحسين الجيش عملية استراتيجية قد تستغرق وقتًا طويلًا لكنها تمنح اللاعب إحساسًا واضحًا بالنمو والقوة.
أما نسخة Reborn بشكل خاص فقد بذلت Square Enix جهدًا كبيرًا للحفاظ على روح السلسلة. فالتعديلات التي أضيفت لا تغيّر الأساس بل تجعل التجربة أكثر سلاسة وملاءمة للجيل الحديث. من أهم الإضافات
تحسين واجهة المستخدم لتسهيل إدارة الجيش
نظام مستويات فردية لكل شخصية
إضافة نظام Charms الذي يمنح تعزيزات أو خبرة
تحسين الذكاء الاصطناعي للخصوم
تسريع وتيرة التقدم مع الحفاظ على التحدي
هذه التغييرات جعلت Reborn نسخة يسهل دخول اللاعبين الجدد إليها دون أن يشعروا بالقدم أو التعقيد الزائد، وفي الوقت نفسه حافظت على التحديات الأساسية التي تشتهر بها اللعبة.
ومع ذلك فقد تم تبسيط بعض الأنظمة القديمة مثل نظام المهارات الذي أصبح أكثر تنظيمًا وأقل عشوائية. ورغم أن بعض اللاعبين يفضلون مرونة النسخ السابقة، إلا أن هذه الخطوة جعلت تعلم اللعبة أسهل دون أن تفقد عمقها الاستراتيجي.
وبغض النظر عن النسخة التي يختارها اللاعب، تبقى Tactics Ogre واحدة من الأعمال التي لا يمكن أن يخطئ اللاعب معها. فهي لعبة تجمع بين عمق التخطيط، وقوة السرد، وتنوع الشخصيات، وحرية التخصيص، مما يجعلها تجربة كاملة بحق. إنها ليست مجرد لعبة TRPG بل درس كامل في تصميم المعارك وتطوير الشخصيات وقدرة الألعاب التكتيكية على إنتاج قصص مؤثرة من خلال القرارات الصغيرة التي يتخذها اللاعب داخل كل معركة.
التجربة التي أعادت روح الألعاب التكتيكية الكلاسيكية إلى الواجهة في Triangle Strategy

لطالما انتظر محبو ألعاب TRPG إصدارًا حديثًا يواصل إرث Final Fantasy Tactics. سنوات طويلة من الترقب لم تؤد إلى أي جزء جديد، لكن في عام 2022 فاجأت Square Enix الجميع بإطلاق Triangle Strategy التي جاءت كخليفة روحية تحمل نفس الجوهر التكتيكي العميق وروح السرد السياسي التي تميزت بها اللعبة الكلاسيكية. ورغم أنها ليست تكملة رسمية إلا أنها قدمت ما كان يبحث عنه اللاعبون الذين أحبوا الأسلوب القديم وأرادوا رؤية تطور طبيعي له في عصر الألعاب الحديثة.
تعتمد Triangle Strategy على سرد سياسي بالغ النضج، حيث تدور أحداثها في عالم يشهد صراعًا بين ثلاث قوى رئيسية تتنافس على النفوذ والموارد. ويجد اللاعب نفسه في قلب هذا الصراع مضطرًا لاتخاذ قرارات مصيرية تؤثر في التحالفات ومسار الأحداث ومصير الشخصيات. وتتغير القصة بشكل واضح بناء على اختيارات اللاعب، مما يمنح كل تجربة لعب قيمة خاصة ومسارًا مختلفًا عن الآخرين.
وعلى مستوى القتال تقدم اللعبة نظامًا تكتيكيًا يعتمد على الخرائط الإيزومترية والتموضع الدقيق للوحدات. ففي كل معركة يحتاج اللاعب إلى دراسة نقاط الارتفاع والغطاء والتشكيلات المناسبة، بالإضافة إلى استغلال ميكانيكيات متقدمة مثل الضربات المزدوجة، وتوجيه العدو نحو مواقع ضعيفة، والتفاعل مع التضاريس التي قد تعزز الهجمات أو تضعفها. وهذا يعيد إلى الأذهان الأسلوب العميق الذي اشتهرت به ألعاب TRPG الكلاسيكية.
ويبرز عمق اللعبة كذلك في تطوير الشخصيات. إذ يمكن ترقية الوحدات عبر مسارات متعددة تمنحها مهارات وقدرات متنوعة، ويؤدي ذلك إلى تشكيل فريق قتالي قادر على تنفيذ استراتيجيات مختلفة حسب طريقة اللعب المفضلة. كما تقدم اللعبة نظامًا فريدًا يعتمد على الموارد النادرة لترقية الفئات القتالية، مما يجعل كل قرار له تأثير مهم على القوة النهائية للفريق.
وبجانب هذا العمق التكتيكي تقدم Triangle Strategy منظومة أنظمة متكاملة تتفاعل مع بعضها البعض لتقديم تجربة غنية. فهناك نظام القناعات الذي يحدد كيفية تطور القصة من خلال ثلاثة محاور رئيسية وهي الأخلاق والمنفعة والفضيلة. وهذه الفكرة تجعل اللاعب شريكًا في تشكيل العالم السياسي داخل اللعبة بدلًا من كونه شاهدًا فقط.
ولولا اسمها المختلف لظن الكثيرون أنها إعادة إحياء مباشرة لـFinal Fantasy Tactics لأنها تقدم ما يشبه التطور الطبيعي لذلك النوع. فهي ليست مجرد لعبة تكتيكية، بل مشروع يعيد للأذهان الأسلوب الياباني الكلاسيكي لكنه بصياغة حديثة تراعي الذوق الحالي دون أن تفقد هوية النوع.
وبفضل قوة السرد، والخيارات العميقة، والمعارك التي تعتمد على التخطيط والتموضع، والتطوير الممتد للشخصيات، نجحت Triangle Strategy في أن تكون واحدة من أرقى ألعاب TRPG المعاصرة. إنها العمل الذي لم يكن بالضرورة التكملة التي انتظرها اللاعبون لـTactics لكنه كان العمل الذي احتاجه النوع بشدة لإعادة روح المدرسة القديمة إلى الحياة بأسلوب ناضج ومكتمل.
كاتب
لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
