شيعت الاثنين جنازة الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة المصري الأسبق، بعد صلاة الظهر، في أحد مساجد التجمع الخامس، حيث رحل عن عمر ناهز 77 عاماً بعد صراع مع المرض.

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام بمصر الدكتور صابر عرب، وقالت في بيان صدر عنها مساء أمس: إن الراحل الكبير كان عالماً ومفكراً رصيناً، وتمثل أعماله في علم التاريخ إسهامات مهمة في المكتبة العربية، فقد كتب في التاريخ المصري، والخليجي، والعربي، والإسلامي، كما كتب في الفكر السياسي، وأعمال عباس العقاد وطه حسين.

عمل الدكتور صابر عرب (1948- 2025) أستاذاً في العديد من الجامعات، وتولى العديد من المناصب، وحظي باحترام كبير في الأوساط الأكاديمية والثقافية على مدى عقود من الحضور والتوهج، وشغل منصب وزير الثقافة في مصر بعد ثورة يناير في ثلاث حكومات متعاقبة، وكان أستاذاً لتاريخ العرب الحديث في جامعة الأزهر، إلى جانب رئاسته لدار الكتب والوثائق القومية.

احتل عرب مكانة متميزة في الثقافة المصرية والعربية، من خلال عمله الجامعي، الذي امتد على مدار أربعين عاماً، ما مكنه من تقديم أجيال متعاقبة من الأساتذة المؤرخين والباحثين في التاريخ برعايته لهم، أو مشاركته في الواقع الثقافية من خلال المناصب التي تقلدها وتدرج فيها حتى أصبح وزيراً للثقافة في مصر.

كما كان الدكتور عرب عضواً في لجنة كتابة تاريخ الأمة العربية، بتكليف من الجامعة العربية، ونائباً لرئيس تحرير مجلة «مصر الحديثة» التي تصدرها دار الكتب المصرية، حيث أثرى المكتبة العربية بالعديد من الكتب، منها: الحركة الوطنية في مصر 1908- 1914، حادث 4 فبراير 1942 والعلاقات المصرية البريطانية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، مدخل إلى تاريخ أوروبا الحديث، تاريخ العرب الحديث، الأحزاب المصرية 1922- 1953، أربعون عاماً على حرب السويس، وثائق مصر في القرن العشرين، أزمة مارس 1954 في الوثائق البريطانية، أوراق الدكتور طه حسين، الدين والدولة في الفكر الإباضي، وغيرها من الكتب.

شخصية العام في معرض الشارقة

كان معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته السادسة والثلاثين، قد اختار عرب شخصية العام الثقافية، وجاء في حيثيات اختياره أنه يعد إحدى قامات الثقافة العربية، حيث جمع بين التاريخ، والأدب، والفكر، في شخصية رفيعة المستوى غلب عليها الاهتمام بالقضايا العربية، والسعي إلى تطوير العمل الثقافي، وتعزيز علاقات مصر مع كافة الجهات الثقافية الفاعلة، متمتعاً بنظرة تاريخية متعمقة تنادي بالمحافظة على ثوابت العروبة في مواجهة التحديات المعاصرة.