سهيل المزروعي: بناء منظومة طاقة متقدمة سعيد الطاير: قفزات كبيرة في البنية التحتية أكد سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، أن العالم يمرّ بمرحلة دقيقة تتقاطع فيها متطلبات الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي مع الحاجة الملحة إلى ضمان أمن الطاقة واستدامتها. وقال: «في دولة الإمارات، نعمل على بناء منظومة طاقة متقدمة قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة لمراكز البيانات ومشاريع التحول التقني، دون الإخلال بأهداف الاستدامة، لذلك تبنت الدولة مساراً طموحاً يهدف إلى رفع حصة الطاقة النظيفة إلى 35% بحلول عام 2030، ومضاعفة قدرات الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول 2030، وتحقيق أحد أقل عوامل الانبعاث الشبكي عالمياً، إضافة إلى تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة». وأضاف المزروعي: «إن الجهود التي تبذلها دولة الإمارات تشكل ركناً محورياً وركيزة أساسية في تعزيز الاقتصاد الأخضر القائم على الابتكار، وترسخ مكانة الدولة كنموذج عالمي قادر على الموازنة بين التطور التكنولوجي والمسؤولية البيئية، بما يضمن تنمية مستدامة واقتصاداً أكثر تنافسية للمستقبل». قفزات كبيرة من جهته، قال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: «تشهد دولة الإمارات، قفزات كبيرة في البنية التحتية للطاقة والذكاء الاصطناعي، لضمان مواكبة كافة الجوانب الحيوية التي تؤدي دوراً محورياً في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز تنافسية الدولة. وانسجاماً مع رؤية دبي للتنمية المستدامة واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي، تنفذ الهيئة «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية»، الذي يُعد أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نموذج المنتج المستقل للطاقة. وتبلغ القدرة الإنتاجية للمجمع 3,860 ميغاوات وستصل إلى أكثر من 8,000 ميغاوات بحلول عام 2030 مقارنة بـ5,000 ميغاوات في المخطط الأصلي. ويعتبر المجمع العمود الفقري للاقتصاد الرقمي الأخضر في دبي، حيث يضمن توفير طاقة نظيفة وغير منقطعة لتشغيل أكبر مركز بيانات أخضر يعمل بالطاقة الشمسية في العالم حسب«غينيس للأرقام القياسية العالمية»، والذي يديره مركز حلول البيانات المتكاملة (مورو)، أحد شركات ديوا الرقمية، الذراع الرقمية لهيئة كهرباء ومياه دبي». وأضاف الطاير: «نتبنى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، في خدماتنا وعملياتنا التشغيلية، بدعم من استثماراتنا في البنية التحتية الرقمية المتقدمة لتعزيز التحول الرقمي. وندعم استراتيـجيـة الإمارات للذكاء الاصطناعي، واستثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، ونعمل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في شبكات الإنتاج والنقل والتوزيع للطاقة والمياه بما يعزز الإنتاجية والكفاءة». استهلاك متصاعد بينما ينتشر الذكاء الاصطناعي في كل قطاع، يبرز تحدٍ كبير: الاستهلاك الكبير للطاقة يرجع هذا الاستهلاك المتصاعد بشكل أساسي إلى تعقيد النماذج الحاسوبية الضخمة التي تتطلب مراكز بيانات عملاقة للتدريب والتشغيل، ما يشكّل ضغطاً غير مسبوق على البنية التحتية للطاقة. نتيجة لذلك، تظهر حاجة ماسة لنماذج متوازنة توائم بين الابتكار التكنولوجي والاستدامة. وتبرز دولة الإمارات بوصفها نموذجاً في هذا المجال، إذ نجحت الدولة في توظيف استثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي مع بناء بنية تحتية متطورة للرقمنة والطاقة، مدعومة باستثمارات استباقية في الطاقة النظيفة والمتجددة، ما يمكّنها من مواكبة الثورة التقنية دون إغفال أبعادها البيئية والاقتصادية. الإمارات تتصدر التحول وفق دراسة حديثة لشركة «ماكنزي»: تتصدر دولة الإمارات مشهد التحول نحو الذكاء الاصطناعي في منطقة الخليج العربي، عبر استثمارات كبيرة في البنية التحتية والتقنيات المتقدمة، جعلت منها أحد أبرز المراكز الإقليمية في هذا المجال. وفي مجال البنية التحتية للطاقة، ذكر تقرير صادر عن بنك الإمارات دبي الوطني أن قطاع الطاقة في دولة الإمارات يشهد استثمارات ضخمة في البنية التحتية. نموذج عالمي تُجسّد دولة الإمارات نموذجاً عالمياً، أثبتت من خلاله أن المستقبل يُبنى على: الطاقة النظيفة كركيزة للاستدامة البيئية، والذكاء الاصطناعي كمحرك للتقدم والكفاءة. وقد نجحت الدولة في دمج هذين المحورين في رؤية استراتيجية واحدة، تحوّلت بموجبها من مستهلك للتكنولوجيا، إلى شريك فاعل في صناعتها.