في خطوة مؤثرة وصريحة، كشفت النجمة العالمية أنجلينا جولي، للمرة الأولى علناً، عن ندوب عملية استئصال الثدي الوقائية التي خضعت لها، مؤكدة أن قرارها لم يكن استعراضاً شخصياً، بل رسالة تضامن وأمل لنساء كثيرات يواجهن المصير نفسه. وقالت جولي، البالغة من العمر 50 عاماً، في مقابلة مع TIME France: «أتشارك هذه الندوب مع نساء كثيرات أحبهنّ، ودائماً ما أتأثر عندما أرى نساء أخريات يشاركن قصصهن». قصة بدأت بوجع شخصي تعود جذور قرار جولي إلى تاريخ عائلي مؤلم، إذ توفيت والدتها، الممثلة مارشلين بيرتراند، عام 2007 عن عمر 56 عاماً، بعد صراع مع السرطان. وفي مقال شهير نشرته بصحيفة نيويورك تايمز، بعنوان «اختياري الطبي»، كشفت جولي أنها تحمل طفرة جينية تُعرف باسم BRCA1، ما رفع خطر إصابتها بسرطان الثدي إلى 87%. قرار صعب.. ونتيجة مطمئنة كتبت جولي: «لم يكن قرار استئصال الثدي سهلاً، لكنه قرار أنا سعيدة جداً باتخاذه». وأكدت أن العملية خفّضت احتمالات إصابتها بسرطان الثدي إلى أقل من 5%، مضيفة: «أستطيع أن أقول لأطفالي إنهم لا يحتاجون إلى الخوف من أن يفقدوني بسبب سرطان الثدي». إجراءات وقائية إضافية كما أعلنت جولي أنها خضعت أيضاً لعملية استئصال المبيضين، وقناتي فالوب، كإجراء وقائي لتقليل خطر الإصابة بسرطان المبيض. دعوة عالمية للفحص الجيني في مقابلتها، دعت جولي إلى إتاحة فحوصات BRCA لكل النساء، وهي فحوصات جينية للكشف المبكر عن السرطان، مؤكدة أن الرعاية الصحية يجب ألا تكون امتيازاً. وقالت: «يجب أن تكون الفحوصات الجينية والكشف المبكر عن سرطان الثدي والرحم متاحة وميسورة لكل امرأة لديها عوامل خطر واضحة، أو تاريخ عائلي مع المرض». وأضافت بحزم: «القرارات الصحية يجب أن تكون شخصية، لكن لا يمكن اتخاذها من دون معلومات ودعم حقيقيين». الفن يلتقي بالمرض: فيلم جديد يحمل رسالة تستعد أنجلينا جولي لبطولة فيلم Couture، من إخراج الفرنسية أليس وينوكور، والمقرر عرضه في فرنسا في فبراير 2026. وتجسد جولي في الفيلم شخصية ماكسين ووكر، مخرجة أمريكية تُشخّص بسرطان الثدي، في عمل وصفته بأنه «قصة شديدة الخصوصية». نظرة مختلفة للسرطان في السينما أشادت جولي بالمخرجة أليس وينوكور، قائلة إنها تتناول مرض السرطان بطريقة نادرة: «غالباً ما تتحدث الأفلام عن معاناة النساء، بخاصة مع السرطان، من زاوية النهايات والحزن، ونادراً ما تتحدث عن الحياة نفسها». وأضافت: «الصعوبات والمرض والألم جزء من وجودنا، لكن الأهم هو كيف نواجهها». ذكرى الأم.. وهوية لا تختزل في المرض استعادت جولي ذكرى مؤثرة عن والدتها، قائلة إنها ذات مرة عبّرت عن رغبتها في ألا يُختزل وجودها كله في مرضها، حين طُرحت عليها أسئلة متكررة عن العلاج الكيميائي. وأكدت: «المرض يجب ألّا يصبح هوية الإنسان». واختتمت جولي حديثها قائلة إنها أحبت فيلم Couture لأنه لا يحكي قصة مريضة فقط، بل قصة حياة، ما دفعها إلى قبول الدور.