كتبت مروة محمود الياس الأربعاء، 17 ديسمبر 2025 02:00 ص الزائدة الدودية من أكثر الأعضاء التي نادرًا ما نُفكر فيها، لكنها قد تتحول في لحظة إلى مصدر خطر يهدد الحياة، فالتهابها ليس مجرد ألم عابر في البطن، بل إن إهمال علاجه قد يقود إلى مضاعفات خطيرة تتطور بسرعة تفوق التوقع، وتترك آثارًا يصعب تداركها. وفقًا لتقرير نشره موقع Ergsy الطبي، فإن التأخر في التدخل الجراحي أو تجاهل أعراض التهاب الزائدة الدودية قد يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الالتهابية التي تنتهي بانفجار العضو وانتشار العدوى داخل تجويف البطن، وهو ما يُعرف طبيًا بالتهاب الصفاق، إحدى أخطر حالات الطوارئ الجراحية. تمزق الزائدة.. بداية الكارثة في المراحل الأولى، يقتصر الالتهاب على الزائدة نفسها، لكن استمرار العدوى دون علاج يسمح بتكاثر البكتيريا وامتلاء التجويف الداخلي بالصديد، حتى تضعف الجدران وتنفجر. عند هذه اللحظة، تنتشر الميكروبات والسموم في البطن مسببة التهابًا حادًا في الغشاء البريتوني، ما يسبب ألمًا شديدًا يمتد إلى كامل البطن، وارتفاعًا حادًا في درجة الحرارة، وغالبًا ما يستلزم تدخلاً جراحيًا عاجلًا لإنقاذ المريض. خراجات بطنية خطيرة في بعض الحالات، لا تنفجر الزائدة فورًا، بل يحاول الجسم محاصرة العدوى بتكوين كتل من الأنسجة الملتهبة تعرف بالخراجات. هذه التكوينات قد تحتوي على صديد وسوائل ملوثة، وإذا لم تُكتشف مبكرًا يمكن أن تنفجر هي الأخرى مسببة التهاب الصفاق ذاته. يتطلب علاج الخراجات عادة مزيجًا من المضادات الحيوية وتصريفًا دقيقًا تحت إشراف جراحي لتفادي انتشار العدوى. العدوى المنتشرة وتسمم الدم أحد أخطر مضاعفات الإهمال هو تسمم الدم، وهو ما يحدث عندما تتسرب البكتيريا من موقع الالتهاب إلى مجرى الدم. يستجيب الجسم لهذه العدوى بإطلاق تفاعل مناعي عنيف يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب، وتلف في أعضاء حيوية كالكبد والكلى. في حال عدم التدخل السريع بالمضادات الحيوية القوية والعناية المركزة، قد تتطور الحالة إلى صدمة إنتانية تهدد الحياة خلال ساعات معدودة. تأثيرات مزمنة بعد النجاة حتى بعد السيطرة على الالتهاب الحاد، قد تترك الزائدة الدودية غير المعالجة آثارًا طويلة الأمد داخل تجويف البطن. فعمليات الالتئام غير المنظمة يمكن أن تُسبب التصاقات بين الأمعاء وجدار البطن، ما يؤدي لاحقًا إلى انسداد الأمعاء، وهو اضطراب يحتاج في كثير من الحالات إلى جراحة جديدة لفكه.كما قد يبقى المريض عرضة لآلام مزمنة واضطرابات في عملية الهضم، خصوصًا إذا لم تُعالج العدوى بشكل كامل في المراحل الأولى. لا تقتصر آثار إهمال الزائدة على صحة المريض فقط، بل تمتد لتشكل عبئًا على الأنظمة الصحية. فالحالات المتقدمة تتطلب إقامة مطولة في المستشفيات، ومضاعفات شديده، مقارنةً بعملية بسيطة لاستئصال الزائدة عند اكتشاف الالتهاب في بدايته، التشخيص المبكر والتدخل الجراحي السريع يُعدان حجر الأساس للوقاية من تلك المضاعفات، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن، حيث تكون الاستجابة المناعية أضعف ومخاطر الانفجار أعلى.